على كرسيٍّ هزازٍأجلسُفتؤرجحني الريحُليت الريحَ لا تتوقفَ عن هزِّ الكرسيكي أنامَأنا المستيقظةُ على الدوامِ ليتني أنامبيدين نحيلتين أُهَدْهِدُ جبلاأتبعُ طائرا مطعونا في إحدى قدميهأتبعهُ فقط وأعلم أنني لنْ أصلَ أبداأصعدُ سلَّماأصعدُ سلالمَ كثيرةًأحاولُ إغواءَ أرملةِ الطريقِ بدمعةٍأنا الخاسرةُ سلفاأحاولُ أنْ أتخلّصَ من لُزوجةِ الأفقِوأدنو من ضبابهِ الرطبِأرمي جسدي من النافذةِأقذفهُ طعاما لمشرطِ سفاحٍ محترفٍأبذرُ روحي في حديقةٍ جرداءثم أجلسُ على عتبةٍأنتظرُ قدومَ جنازةِ لأتوه وسطها***يا شجرةَ الحَظِّكيف منحْتِني ثمارَكِ كلَّها دفعةً واحدةً ؟منحتِني بياضكِ في لحظةٍاستجبتِ إلى نداءاتيكنتُ أضحكُ عندما حلمتُعندما أغمضتُ عيني وتمنيتُفلماذا منحتِني حنانَكِ ونسيتِأنني لا أعرف غيرَ الذبولِ وانتظارِ المساءِلماذا جاءتْ أناملكِ لتوقظني ؟؟لتمنحني الحبَّوأنا بِلا قلبٍبلا جسدٍبلا عاطفةٍ ؟؟***من أيِّ رحم خرجتُ ؟أمن هذه الصخرةِ تشكلتُ وتكونتُ ؟أم أنني نباتٌ شيطانيٌّ بذرتْهُ الريحُ ؟من أيِّ رحمٍ جئتُ ؟وحيدةً وشريدةًأصارعُ أشكالا لا أعرفُهاوحيدةً وتعيسةًأبحثُ عني وسطَ تلك الأشكالِأبحثُ عني ولا أجدُنيفأعودُ من حيثُ بدأتْأعودُ إلى كهفيوألتحفُ بالفراغِ***كان عليَّ أن أوقفَ هذا الشلالَ المندفعَكان عليَّ ألا أُشْعلَ الطريقَ بعودِ ثقابٍلكنني أشعلتُ النيرانَأشعلْتُها حتى احترقتُ برمادِهاواشتعلتُ باللهبِيا هذا القلبُالقمرُ هبطَ من عرشهِ كي يُظلِّلَ زنبقةً يتيمةًالبحرُ باحَ بأسرارهِ وتربَّعَ على كفٍّ مقطوعةٍالكواكبُ اصطدم بعضُها ببعضٍالكواكبُ الموزّعةُ حولَ مدارٍ خاوٍقطعتْ طريقَها ضاربةً أقدامها في البئرِالحياةُ تضحكُ ، هاهي تضحكُ لي أخيراًأَتأملُها وأندهشُهاهي المدينةُ ترقصُ على أنغامِ غجريةٍفيا مدينتي الرائعةَ ، أطلقيني في الفضاءِاتركيني أتكسَّرُ عند بابكِالمدى سقطَ بالقربِ منيففتحتْ بوابةً كنتُ أخافُ منها دوما ؟؟فتحتها وثرثرتُ كثيراًثمَّ نمتُ على بساطٍ يقظٍ***أدخلُ الجنّةَأرى وجهي منعكساً على مراياهاأرى كفي بحجمٍ خياليقدمايَ تنفصلان عنّيرأسي يتحولُ إلى رؤوسٍ صغيرةٍتنتشرً في كلِّ مكانهياكلُ مختلفةٌ تقطعُ الطريقِخطواتٌ بلا أرجلٍ تتراكمُ هناوظلالٌ بِلا هيئةٍأسرابٌ تقفُ عند البابِ ، وماذا بعد ؟؟الآنَ فقط أروي عطشي بأنهارِكَ الدافئةِ***لم أسافرْ إلى القاهرةِلكنني تَسَكَّعْتُ وسْطَ شوارعهاعبأتُ روحي بضجيجهالم أرَ بيروتلكنني تَمدَّدْتُ تحتَ أشجارِها العريضةِلم أشربِ القهوةَ في مقاهي أصيلةٍلكنني سابقْتُ الضوءَ بأقدامٍ إضافيةٍهكذا أناأنظرُ إلى العالمِ من خلف نافذةٍ مغفلةٍ***أريدُ أنْ أركضَأنْ أصرخَأريدُ أنْ أهربَأن أرى وجهي في المرآةِفلماذا تمنحِنني عطفكِ الآن ؟؟من قال : إني أريدُ هذا العطفَ؟؟أريدُ فقط أن أموتَفامنحيني سُخْطَكِامنحيني الجحيم***المدينةُ واسعةٌ جداوخاليةٌ تماماالفصولُالشهقاتُالضلوعُالمدخلُ الوحيدُالمائدةُالأصدقاءُالقطاراتُ المسرعةُالحياةُ ، الحياةُ دفعةً واحدةًيا شجرةَ الحظِّ اقذفيني بثماركِفأنا وحيدةٌ وتعيسةٌأسابقُ بوصلةً مجنونةًكمن يطاردُ ريحامندفعةً إلى الجهةِ البعيدةِ***لم أحلمْ بهذا كُلِّهِالريحِالشمسِالسهولِالأزقةِالمنعطفاتِلم أحلمْ بأيِّ شيءٍلم أفكرْ أبداأن أفتحَ سراديبي المغفلةَكنتُ قد اكتفيْتُ بالنظرِ من بعيدٍإلى هذا العالمِاكتفيْتُ بالنظرِ فقطبِعْتُ روحي لأخرىأراها دائما تتقمصُ جَناحَ طائرٍأوْ جسدَ حصانٍ شريدٍلم أحلمْ بشيءٍلكنها منحتني الفضاءَ دونَ مقابلٍمنحَتْني الفصولَ كلها دفعةً واحدةً***وحيدةٌ وظلي الأكثرُ مني وحدةًيتسكعُ في مدنٍ بلا تاريخأنا وظلي كلانا يبحثُ عن الآخرِكلانا ضائعانِوالكونُ أضيقُ من ثُقبِ إبرةٍبشراعٍ عريضٍ ألتحفُكأني جنينٌ مبللٌ بالضجرِكأني نخلةٌ يابسةٌكأنني السماءُ المطرُ العاصفةُ الكونُكأنني لم أكن أنا !كنت سراباً أعمى يتخبطُ في الطرقاتِ***كم أنا سعيدةٌ ؟!!لأول مرَّةٍ أصرخُ كم أنا سعيدةٌالأبوابُ مُشْرعةٌالمدينةُ خالية ٌأيتها المدينةُ افتحي أبوابكِفربُّما تنحرفُ نَجْمتي عن مسارِها المعتادِربُّما تضيءُ في العتمةِأو تموتُ قبلَ أن أصلَ !
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.