بُراقُ الله..

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

بُراقُ الله.. - محمد الزهراوي

بُراقُ اللّه
إلى عريس الشهداء خليل الوزير
(أبو جِهاد ) وفاء لروحه وللانتِفاضة
 
يقولُ الْمُغَنّي..
المَداراتُ ثَكْلى
وَأنا عِنْد رُكامِكَ.
لسْتُ أرْثيكَ بُراقَ
اللهِِ..وَإنّما أُواسي
في الزِّحامِ
الفَرَسَ الجامِحَة.
أوقِدُ شُموعاً خلْفَكَ
تقْتحِمُ الّليْلَ
تدُكّّ الظّلامَ..
وَالفَيافِيَ الْمالِحَة.
تُواكِبُ َمَنْ عاهَدوا
ألاّ يَخونوا ظِلّكَ
وَسَطَ الْهَجيرِ..
لِتَرْتوِيَ الغاباتُ
الأقاحي
الذّبيحةُ عَلى شفَتيْكَ
وَتعودَ لأِوْكارِها
الطّيورُ النّازِحَة.
نِمْتَ يا جبَلاً مِنْ
آهاتِ الثّكالى..
الْحِجارَةُ إلى
الآنَ مُكْتَضّةٌ بِكَ !
مَنْ يَخْطو على
مَراراتِكَ..
يوقِفُ بَلْوانا
يُنَبِّهُ الغافِلينَ
مِنَ الأهْلِ.
يُنْهي..
ثَرْثَرَة الْمَقاهي
وَخُوارَ منْفانا.
نِمْتَ يا..
تتَوَسّدُ
ساعِدَكَ القُدْسُ
فلسْطينُ
لَمْ تعُد مغْلولَةً
في النّشيجِ
لَمْ تعُد..
مَقْصِيَةً في الدّمعِ
مُذْ أمْطَرْتَ
أنْجُمَها حِجارَةً
مِنْ سِجّيل !..
قُلْتَ لنْ يُجْدِيَ
غيْرُ هُطولِها
في هذا النّحاس.
وَطِرْتَ بِهَا مِن
الدّهاليزِ..
قَوِيّةَ الأجْنِحَة.
نَمْ فَرَحَ
العائِدينَ قَريراً.
ما زِلْتَ
دَيْدَبانَ شَعْب.
ولَنْ تَكونَ
مِنْ أجْلِ الْهَديلِ
الوَجَعَ الأخيرَ..
في عُلانا !
يا مَنْ هُناكَ
عَلى الدّرْبِ..
كَلِّموهُ
إنّهُ مُنْتَشِرٌ فينا
شارَةَ نَصْر !
كاتِبوهُ..
عُنْوانُه في
غزّةَ عَلى البَريدِ
التّونُسي..
يُخيفُ الْغُزاة.
آهٍٍ مَنْ لَنا في
هذِهِ البداوَةِ ؟
لوْ نُحْصي
خَطايانا !
كُنّا نَهْمِزُ
لِلِقائهِ اللّيالي..
نعْصِرُ لِسَقْيِه الأيامَ
لِشُحِّ هذا الرّمْلِ
نحْنُ قَتلْناهُ ! ؟
كانَ يتَحَسّسُنا
يَقولُ (ظُلْم ذوي
القُرْبى) لَمّا كُنّا
نَحْفرُ قبْرَه.
شاسِعَةٌ
أغانيكَ أيُّها
الْمُتَفَرِّدُ..
وَأعْيَتْنا مَسافاتُها
هَلْ يُدْرِكُنا
رِكابُكَ ثانِيَةً ! ؟
وَهلْ خلّفْتَ مِنْ
دِفْئِكَ في هذا
الْبَرْدِ كوخاً لَنا ؟
كُنْ بَنفْسَجَةً لِمَنْ
لا يَمْلِكُ حَقْلاً
في هذا الغُبارِ
وامْنَحْنا..
هَمَجِيّتكَ الْمَبْلولَةَ
بِالْحُبّ والأقْحوان !
طَويلاً ستَبْقى ذرْوَتَنا
تسْتَظِلُّ..
بِكً الوُعولُ.
ونُسورُ الجِبالِ
تحُطّ عَليْك !
 
يوليوز 1988
© 2024 - موقع الشعر