مَوْتُ بَحّار

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

مَوْتُ بَحّار - محمد الزهراوي

إسْراءُ بَحّار
 
إلى..
روح الشّاعر ...
 
هُوَ الآنَ..
يَمْشي فَحَسْب.
وَ لا ظِلَّ إلاّ..
ظِلّهُ يَعْبُر السّكينَة.
الآنَ تَتَعَرّى
البَراءَةُ لِيُكاشِفَكُمْ.
ها النّايُ المسْكونُ
بِالعِشْقِ أيُّها
الْمُلوكُ تحَوّلَ
إلى سَحاب.
طارَ الْحَمامُ لِتَبْدَأَ
شَطَحاتُ الْغُصْن.
يَبْدو النّهْبُ
البِدائِيُّ فاحِشاً
في نعْشِهِ..
أمامَ النِّساءِ.
هُوَ الّذي رَأى..
تَقولُ الْجِرار.
حَدا كُلّ الْقَوافِلِ
الّتي أضَلّها الثّلْج.
وَسَقى..
وُرَيْقاتِنا الْيابِساتِ.
أخيراً غادَرَنا
الْمَسيلُ مدثّرا..
بألوِيَة الصُّبج.
هُوَ الجِهاتُ
الْحبْلى بِالنّوافيرِ
يَرْفَعُ الْمَراسِيَ..
يَتَهاوى بَيْنَ
الأُغْنِيّةِ والجِسْر.
سِرْ.. أيُّها
الرّذاذُ دافِئاً..
رُبّما جَرَفَكَ
التّوْقُ إلى أصيلٍ
أخْضَرَ..
أوْ فَجْرٍ بَعيد.
قَدْ ألْقاكَ
في بار..
قدْ أجِدُكَ في
مَكْتبَةٍ أوْ معَ
المُصَلّينَ في
التّراويحِ وَقدْ
أراكَ مَع الوَثَنِيّينَ
أوْ في كنيسَة ؟
يانافِذَتي الرّائِيةَ
وا لامِعَ العَيْنَيْن..
يانهْرُ..أيُّهاالمَصَبُّ
الأكْثَرُ اتِّساعاً.
الآنَ أقْرَأُ سُحْنتَك
الكوْنِيّةَ يابحْرُ..
وَأنْتَ تُصَفِّفُ
شَعْرَ الْحُلْم.
كَمَنارَةٍ مَضى
وَجْهُكَ في الْغِيابِ.
ها الرّخُّ مَدّ..
جَناحَيْهِ لِيُعانِقَنا.
وَ أمْسى نَجْمَ
القُطْبِ في الْمَغيبِ.
بَعيداً عَنِ النّاس
تَزَوّجَتْهُ الْغَيْمَةُ.
وَقيلَ سَرِقَتْهُ مِنّا
أعْشابٌ عطْرِيّةٌ
لِتَعْبقَ بِهِ الْمَمَرّات.
إذْ لَمْ يَجْمَعِ
القرنْفلَ هذا
الصّباحَ لِ ( .. )
انْتَبَذَ أعْتابَ
الْمَصَبّاتِ اكْتَفى
بالظِّلِّ في المرافئ
الهَنْدَسِيّةِ حَيْثُ
نجْمَةُ القطب تَغْسِلُ
جَسَدَها الذهبيَّ
على ضَوْئِه حتّى
ما دونَ الْكاذَةِ.
احْتَرَقَ كُلَّ الوَقْتِ
في ليْلِنا القَبيح..
يَقولُ البَحّارَةُ.
وَ غابَ في..
مَطَرٍ ساحِلِي.
مَشى كَتَرْنيمَةٍ بِضْعَ
فَراسِخَ في البَحْر.
مُنْذُ زَمَانٍ..
ولِلْمَرّةِ الأولى
يَخْذِلُنا الإِطْراق !
لِلْمَرّةِ الأولى..
نُفارِقُ الابتِسامَةَ
والضّوْءَ المشْرِقِيّ !
وا ( .. )..
ثَكلَتْكَ الْمَجاديفُ
وَلِلتَّوِّ نَفْتَقِدُ في
الشّبابيكِ القمَرَ.
يانُدامايَ البيضَ..
كُنّا نَلوذُ به.
ها هُوَ في
كُلّ مُفْتَرَقٍ !
تَحْتَ رُطوبَةِ
الأشْواقِ تَحْتَدِمُ
بهِ الْمَراثي..
وهُو يَفْتَحَ
باباً في الجَنوبِ
وَيَبْدأَ الإسْراءَ.
بَيْنَما أظلُ أنا مَعَ
الشِّعْرِ حالِماً بِهِ..
أُمَسِّدُ القَصيدَةَ
تَأْبى أن تُلَوِّحَ
احْتِجاجاً على
الفِراقِ وَأنا لا..
أحْتَمِلُ الْوَداع؟
© 2024 - موقع الشعر