ستون عاما

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مُحدد، 172

ستون عاما - الطاهر الصوني

تمتد في الأفق الرياح ْ...
و يرج كفك يا أبي همس الردى
فيحن صدرك للكفاح ْ
ستون عاما قد مضت
و الإنكسار يقص أجنحة الصباحْ
مرت بطاءا ...
في المنافي ، في الملاجيء ...
في متاهات التجاويف الحزينة يا أبي
فوق الرماحْ
ستون عاما يا أبي ...
و الجرح ينزف كالمدى
ستون عاما و الجناحْ
قُصَّ انتدابا ...من جذوره
قد علا في الأرض نصب من دم
و علا الصياحْ
نقتات من جوع المرايا يا أبي
و الجوع مد حباله في كل شبر
ها هنا حطَّ الجناحْ ...
و ننام فوق الترب نمضغ حلمنا
نمتص من جرح البراري
من نزيف الأنبياء
و من عروق الطين
و من ثدي المنافي
جرعة الموت المعبإ في القداحْ
في ليلك المتآكل انثنت الرؤوس على التوالي
علِّقت ...
في المشنقات و في مهبات الرياحْ ...
و تحنُّ للموت الممزق بينهم
متأرجحا ...
بين السواري تنزوي
من آخر الأنواء جئت
لك انزياحْ
ستون عاما يا أبي قد مضت
و أنا أهز بجذع نخلتك الطويل
تسَّاقط الآلام ، تتسع الجراحْ
و يسافر الشعر في مجرتنا
هناك ...
لينتهي بين الجوانح
في غيابات السديم متوِّجا
جرح التعابير الممرغ في البطاحْ...
يا نوح إن أبي يهاجر في السفينة بينكم
حمل القصائد في جرابه
في البحار همى
و ساحْ
يا نوح تلك قصائدي
كانت كألواح السفينة
تنتمي للبحر و الشجر المسافر
في التراب
و في السماء له انفتاحْ
يا نوح ياممتد في البحر امتداد الشمس في الأفق
انتظر ْ...
هذا أبي ينزاح ظله
نحو ظلي كالبحارْ
لكنما ظلي يهاجر نحو جرحي
في انكسار ْ
ما بين نفسي و المسافات البعيدة ...
عن تربة الأرض التي احتملت هزائمه الكبارْ ...
© 2024 - موقع الشعر