و كان هناكهي كانت و لا زالت، عاصفة حب و أشواقمات و السيف في نحره يلمع بالدم الأخضربوهج الفجريخفق الشراع في يدهو الريح تعصف في كل مكانهاجرت عصافير الأيكذابت الخضرة في العيون الصغيرةأصابع الأطفال تشعل الفتيل و أنا القتيلعري و أغصان و أوراق و رمادأشلاء هنا و هناك تبكي من الجوعكانت هنا،و كان ينشر الشراع في الأفقالسماء تبرق بالرعد و النذيرو جاء يقبل من بعيدبلحية بيضاء خضراء كالحناءيبحث عنها في زحمة الراحلينيسأل القادمين هل رأوا صبية يلعبون.غرقت مركبي في لجة الفرح الحزينهاجر العصفورمليون عصفور تهجر الأعشاش في الصيف و الشتاءو المطر الحثيث يخلب الأبصارو العتمة الوضاءة الجبينتسترق السمع و راء الحجابو سحابة من ضبابتعصف بالخيل و الراكبينهل يغرقون ..؟و المركب الفضي وسط الموج في القاعفوق العاصفةأبي ......أمي، تعالا إلى شرفة الليلفالنهار قد أطل من نافذهاركبوا أيها الراجلونأشعلوا ذاك الفتيلأبي يصدر الأوامر بالإنسحابذهبت أوكار النسور..رحلتسافرت في حقيبة القرصانلا تغضبوا؛غدا يشرق الليل أو يغضب النهارلا تغضبوا؛غدا يسهر النائمون تحت قرع الطبوليا لهول الصوت و النفيريا لهول وقع خطو النازحينلاجئون ....نازحون ....وطن يسحب من تحته الوطن.سلام على إسماعيل في المرسلينسلام على القادمين من أعالي الجبال بغير نعال،رحلت كل الجنودوراءها السحب الثقال،أتمطر السماء ؟!ليتها تمطر السماءاسئلوا أبي أنشعل الفتيلالبحر أبعد الريحوامتطى صهوة الموج في أثر الحوت الضخمهل ضلت الحيتان الطريق إلى البحرهل ضل البحر الطريق إلى الشواطئ البعيدههنا حبات الرمل شريدهتتغنى لفجر جديدو نسمع الحداء ....و لا نرى الخيولو لا نرى الفرسان يمتطون صهوة الجنونصفا لون السماءطغى النور على الحياةآه ....أبي ما زال ينفض عن كاهله نوبة الإعياءسلام على إسماعيل في المرسلينإنه كان من عبادنا الصالحينكان يقوم الليليصل الليل بالليل و النهار بالنهارسلام على المهاجرين و الأنصارجاء في نشرة الأخيارفرعون قام من قبرهو موسى قاد شعبه لوادي النارموسى و شعبه تاها في سيناءيأكلون المن و السلوىو الفرعون مات من قرونالفرعون مات من قرونهل يعود الميتون ....؟!هل يعود الميتون ....؟!يا حبيبي لا تنأ عنيفالليل يخضر في عتمته الياسمينو غدا يزهر الياسمين في حقول البرتقالصحا الشوق من غفوتههم بامتطاء الخيل و الخيل همت بهالقلب أورق من جديدأراه يقفز في الصحراءيأكل الشوق و يجتر الحنين إلى الشاطئ البعيدينبض فيه الدم الوردي كالشفقيملأ الجرار ابتسامات و ينظر في الأفقينام في بطن الحوت من سنينسلام على يونسيخرج من بطن الحوتيستغفر الرحمنيمجد الله في الكونيلعن الشك باليقينتنز في عروقي قصيدة بلون الدمأهرب أركض في البراريو حين أراك ترتسم الدهشة في عيونيكالسهم الناري في ليل فرحو حين اهِم بالوقوفتقف النظرة في يدي رمحاً اخضر الأوراقفي خريفٍ لم يأتي بعدالخريف جاء قبل الصيف في العصور الغابرةو جاء بعده الربيع في غير آنو الصيف و الشتاء لا يأتيانتهتز مشاعريو ترجف الراجفة في يديينهض الحزن في عروقيكما الآيام تتلوها السنون الماضياتتخترق الحراب جثة ماتت قبل عامينتشل الشك ضميري من كبوتيأمطتي صهوة الجوادهل أمضي الى الأمامهل أمضي الى الوراءأختار الوراء و الأمامدون وعي و ادراكٍ و رغبةٍ في الجوعهل يموت الجوع في عيني طفلتيولا أدري كيف يموت الموت و الحياةو نحن نقتل الحياة فينا من سنينوفجأة وجَدتُني واقفاً في النورحولي قميلات أربع تحملُ الجِفان الكباركالعيون التي ماتت بين جفنيها الحياةتشمئز نفسييتساقط شعريوأظافري تطولوفجأة وَجَدتُني واقفاً في النورلاحراكاحاول انتزاع رأسي من قبضة الشعر المستعاريغلبني النعاسفأرتمي بين احضان غانيةٍ تستغيثاين امضي ….؟اسير واقفاً آم زاحفاً على بطنيادفن رأسي بين هذه الآطيان و الزحوفوضعوني بروتوكولاً مهملاً فوق رفٍ بين هذه الرفوف .اُسام في كرامتيو الجوع يذبح قلبيو الحزن يسكنني سكيناً تأكل نحريكأنها تمنحني الحياة .زُفت لي البشرى على ظهر القمرقالوا : أكلت يعرب ربها قفيراً من التمرقادها الحجاجُ الى النهر فانزلقتصخور التلِّ تحت المنحدر .ما لي و للأوهام أحبسها في خان الخليليو أعلفهاأهناك يومٌ منتظر :؟!يا أيها اليوم اللذي لم يأتي بعدأخبرني أخبار عادو ريحَ صرصرٍَ و الطوفان و النبي المنتظرهل ينهض الميتون …؟!و العظام يحيها الله وهي رميم .عفواً سيدي أمهلني لحظةً :توقف العقل و الفكر عند هذه النقطة ..سؤال حير الماضين و الحاضرينأفي السماء نجم عبقري ينزل في مكان أمين !!جابت صحراؤنا قوافل تحمل اليقطينكان في ظلها يستظل يونس النبي الأمينيخرج من بطن الحوت بعد حينأفلا تعقلون !!و تفكروا في خلق السموات و الأرضالأرض .... الأرضالأرض ضاعتو السماء يحتلها الشيطانان في هذا لذكرى لاولي الألبابان كانوا يعقلون ......جئت قبل عامولدت قبل ألف عامفوق تلك الجبال التي تناطح السحابأمتطي جةادا يعرجيحاول أن يطول الأرضو الأرض تهرب من بين يديه فيعرجعلى جنة عرضها السموات و الأرضو الأرض تسافر في حقيبة القرصانيحاول أن يبقيها في يديهو هي تحاول الافلاتو الناس و الأكياس من عليائهم ينظرونأمعاؤه جفتوانطوت على نفسها منذ سنين القحط الأولىفي أيلول قبل ألف عام .......طالت أظافري يوماو كان ليل جارف الساعات و الثوانيأطل من عتمة الليلكل ساعة فيه كألف عام مما تعدونفاستحال الشوق في خاطري سديماو نارا تحرق الأشجار و الأحجار و الياسمينوا رحمتاه عليك أيها الياسمين المقتول على مر السنينتبعثر الفكر يومئذ واندثرغاص في بئر قديمة النشأة سحيقة القاعكنت في قاعها أحاول النهوضخانني العزمواستحال الشوق الى حنينأنهيت قرائة الأسفارعن رحلة الليل في الشرق العتيدلم أجد في صفحتيها سوى خاطر واحد ينام بين القبورو فارسا واحدا يمتطي الخيلوجهته شرقنا العبقري هناك على الحدودوجدتني واقفا أرنوا الى شجرة الأجدادخضراء يانعة الأوراقتمسك الأرض أن تميد بناو الجذور تسبح الرحمن في سبات قديمقلت: من دعاني؟!و النوم يجثو على جفني في خشوعمن دعاني و أنا أهم بالركوع !!من دعاني و أنا أحيا حلما جميلا مع الغوانيو أداعب الشعورمن دعاني و أنا ألهو في صباي و أبني من الرمل القصورو أزرع الكرم بمحراثي الصغيرو الكرم يبكي أهله الهنود الحمر في مدافن الجدودقررت أن أسلخ فروة رأسي بيديقبل أن يسلخها الجنود ...و أستبدلها بالشعر المستعارأنا الفارس الذي ألقاه جواده في أول المشوارجبت الصحاري واقفا على رأسيلا أقداملا أيديلا أمعاء تأكل الخباز و الأفيونشاحب الوجه أعياني السفرلا أدري ان كنت ماشيا أم زاحفايستوي في عيني النور و المطرزرت يومئذ مدائن البخور القديمةو أطلت في باب الخلق زياراتيفي أول الليل أشرقت شمس حزينةو في اخر الليل دقت ءبول الرحيلأدمنت السفر ...كلما حطت بي الرحال عاودت الرحيلأين أمضي؟لا طريق بلا رحيلو لا رحيل بلا سفرأين أمضي؟و كل البلاد لدي حبيسة الوجدانو النهر و الجدول الرقراق و المنحدرغادرت جلدتيخلفت ورائي فكرتينمت الفكرة حتى صارت كتابا بلا سطورفاستحال الكتاب نهراأغرق المدائن الحزينةأيقظ فيها رغبة الجوع و النطاحكثور اسباني يصارع الموت بدون سلاحو يضي بي السؤالكفكرة تجوب خاطري في ساحات الأمل القديمو أمضي في طريق الرجوع وحديأضيء في يدي شمعةو أحمل فوق ظهري كيس الشموعأين أمضي ؟!أغلقت كل السبل ,و السماء تنذر بالعاصفةهناك غانية على قارعة الطريق واقفةتسأل القادمين سر العافيةقدماي أدماهما الوقوف على الرصيفجلل الصمت لسانيو انعقدت على قدمي أسباب رحيليو انجلى الليل ...فاذا أنا شامخ الرأسلا رأس ولا قدمأجثو على ركبتي ألعن الموت و العدمو لا وقت للندم ...................
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.