هُوَ أنا..فِي الْمَنْفىهُوَ ذاتِي..يُضيئُ فيالدُّجى مِثلَ قمَر .يَخْطو يالَيْلُ..كَغابِ عُطورٍويَبْحَثُ عَنأطْيَبِ الْمُدُنِ..إذْ رَأيْتُهُفِي باريسَيَمْشي يَدْلفُمُقَطَّبَ الْجَبينِويُدمْدِمُ فِيالزِّحامِ ..أُغْنِيةَ نفْسيوَمحَطّمَ الصّوْتِكَيَتيمِ الْوَطَنِ!أهُوَ النّهْرُ..ضَلّ فِي غُرْبَتِهِالطّريقَ إِلَى الْبَحْر؟شَمْسٌ لا تَغيبُأوْ هُو السِّنْدبادُيتَخَفّى فِيرِداءِ الْكَهَنوتِ ؟يَذْرَعُ لَيْلَ الْمَنافِيوَطاوِياً يَنامُ عَلىأبْوابِ الْمَحَطّاتِينْتَظِرُ قِطارَالشّمالِ وَيبْدوموحِشاً كَقَصيدَةٍدامِعَةَ الْعَيْنَينِ.أضَلّ دَرْبَهُ فِيضَبابٍ أوْ يَبْحَثُفِي الأبْعادِ عَنوطَنٍ ضاعَ مِنْهُفِي قِفارِ الْجَليدِ ؟أنا أغْبِطُهُ !..إذْ أيْقضَ فِيَّكُلّ شَهِيَّتِي إلَىالْبَحْرِ والتِّرْحالِ .هُوَ فِي ضُلوعِي..يَسْقي الأزْهارَوَيَغْرِسُ الدّوالِيَفِي الْهِضابِ .وَبِالأغانِي يَجْلوالدُّخّانَ عَنِالْمَدائِنِ يَعِدُالأطْفالَ بِالكَثيرِالْكَثيرِ مِثْلَ غَديرٍويُكَفْكِفُ كالْعَنْدَليبِبِمِنْديلِهِ اللاّمَرْئِيِّدَمْعَ الإنْسانِ .وعَيْنايَ فِي عيْنَيْهِبِعَذْبِ الْكَلامِ .وَإذا اللّيْلُ سَجىيَظلُّ وَاهِباً فَيْضَهُكَقِنْديلٍ و مَفْتوحاًمِثْلَ كِتابٍ عَلىالعالَمِ أوْ ..يَمْشي بارِداً يَبْكيكَعُصْفورٍ مُبَلّلٍفِي الشِّتاءِ رُبَّما مِنَالْجوعِ أوِ الآلامِ .دَثِّروهُ صَدِّقواالنُّبوءَةَ وانْفُخوافِي الأبْواِقِ..عادَ إلى مدينَتهِكأوديسْيوس !عادَالشّاعِرُ..بِالنّارِ والأحْلامِوالْعُشبِ وَالْخُيولِ .افْتَحوا الأبْوابَفَقَدْ عادَ كالنّسْرِبِأجْنِحَةٍ مِنْ نارٍ..يَعْصِرُ كُرومَالرّبيعِ ويَسْقيناخَمْرَةَ وجْدانٍ أوْسَناهُ الْمَسْحورَكَلَظى النّارِ..وَجَمالَ النِّساءِوَعَذارى الأفْكارِ .ويُدَحْرِجُ الصّخْرَةَإلَى الأعالِي حَتّىيَموتَ فِي الْحَياةِ..يَرْدِمُ الْحُفَرَ بالْحُبّوالْوَرْدِ ويُضيئُ كُلَّالأماكِنِ بالقَصيدِ .هُو ذا حَفيدُهوميرَ ينْهَلُالنّورَ مِن الشّمْسِ..يَمُدُّ لِي كَأعْمىيَدَيْهِ فِي الدّيْجورِوَيَنْفُخُ حالِماً..كَما فِي الأُسْطورَةِنايَ الْوُجودِ فِيلَيْلِ الْمُحِبّينَ الطّويلِ .وَداعِياً كالطِّفْلِبِأنْدائِه العذْبَةِ..في الأيامِ الجهْمَةِإلَى نَهارٍ جديدٍ..في عُمْرِ الإنسانِ.أيُّها الأصْحابُ..هذا الكائِنُظِلُّ أشْجارٍ أوْ..صدْرٌ عُرْيان ؟وهَلْ أحَبّنا أمْ..أحَبَّ نفْسهُ ؟يَهُزّني وَيَرْنو إلىما خلْفَ الْحُجُبِ.أهُوَ وَهْمٌأوْ مَجازٌ أو..الصّوتُ والصّدى؟
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.