أنا الأنْدلُسأنا هُوَ الآخر(رامبو)اسْتحالَتْ سَراباً.فَرّتْ مِنْبَيْنِ أكُفِّنا..فَرّتْ بِلا صَوْت.كأنْ لا أحدَفي البَحْرِ..يرُدّها إليْنا.تُحِسُّ..كَأنّها الْمَلِكَة.تتَراءى مِنشُقوقِ البَعيدِ.اسْجُدوالَها خُشّعاً..كانَتْسَحابَةً هَطَلتْ.تتَراءى كوَرْدةِعَبّادِ الشّمْس..تَتَراءى لي جِهاراً.أنا حَفِيٌّ بِالْمَشْهدِبِالغَزالةِ البرّيَّةِوَبِغانِيَةِ الْمَعْبَدِ.تَعالوْا أدُلّكمْعَلى حَجرٍ كريم.كَأنّي عَلىمَشارِفها السّاعَةَ..البِئرُ فاضَتْبِالشّهْوَةِ كَانَتْدِيارُها داري ؟كمْ عاقَرْتُنَهْدَيْها وَرُباها .كَشَفْتُ..تَكْوينَها الشّامِلَوَعارَكْتُهافي القَصيدَة.مِنْها أعْتصِرُ الشِّعرَوَذَهَبَ الأرْضِوَأغْتَرِبُ مَعهافي الوَحْشَةِ.تتَناثرُ بِالأبْيَضِ..وأنا الْمُحاصَرُ بِهافي هذا الفَراغِ.تَحَسّسْتُ مِنْهاما يُؤْلِمُني وَرَأيْتُما يَخُصُّني.دَمْعُها دِماءُالْحُروبِ وَعُواؤُهاحُداءُ القَصَبِ.ووَجْهُها هوَالصّباحُ يا هذا..هُوَ رَغَباتُ القَلْباَلْوجْدُ بِها باقٍ.فَاغْفِرْ لي ياحُبُّ..مَعَها تَوَجُّعي.طوْعاً تتَجَلّىأبْراجُها لي..مِنَ الْقَصِيِّ.وَطوْعاً تَكْشُفلي مَزْهُوةً كنَمِرَةٍعُرْيَ كَشْحِهاالْهَمَجِيِّ..المُلَطّخِ بِالْفَجْرِوَالْمَعْجونِ بِالْغامِضِ.عَيْناها ظِلالُ الحَوْرِلا تُضارَعُ.تَرْميني سِهاماًتَجيءُ جَيْشاًوَلا أُقاوِمُ..وَأنامُ أَتَمْتِمُهابِسُبْحَتي كالْمَجْنونِ!إنّها تَعْتَريني..يا ابْنَ زَيْدون !لَمْ أُبارِحْ مَعَهاجَميلَ القَوْلِ..وَلَمْ أُراوِحْمُقامَها وَشُبّاكهاوَلَمْ أغادِرْ أغانِيَهاوعُطورَها في..قُرْطبَةَ وَإشْبيلِيةَ عَلىالوادي الكَبيرِ وفيقُصورِ بَني الأحْمَرِ.هَلْ رَأيْتُمْ كيْفَارْتَمَتْ علَيّ فيالْمَرايا وَنَفَرَتْبِكِبْرِيائِها الْمَلَكيِّعِنْدَ بُرْجِ الذّهَبِ ؟أجْمَعُها لِلْقَلْبِ زُهوراً.وأنْقُشُها مَنارَةً بَحْرِيّةًعَلى الْجِدارِ لِتَمْضيبِها السّفنُ..في خَيالي.أنا هُنا في الْحَيِّهالِكٌ بِها حَيٌّ !فَاتْرُكْها يا طاغِيَةُتُغَنّي بِأشْواقِالْفُصولِ وَدَعْهايا نَهْرُ تَرْفُثُ..ويا ليْلُ تَصِلُ.هاهِيَ في الغَمْرِ..تِلْكَ أَذْرُعُها..تُحيلُني إلى فَجْرٍ.ها إقْبالُهاالْمُهَرّبُ إلَيّيَقْتَرِبُ مِنّيفي مَوْكِبِخُيولٍ وَمِياهٍ !أَتوقُ يا طَيْرَ البَحْرِإلى ألْحانِ نظْرَةٍ ؟!بِانْتظارِها ..أقْهرُ الْمَنافي ؟!وإرْضاءًلِنَزَواتي أنا قتَلْتُهافي مَرافئِ هذاالكوْكَبِ عِشْقاً كَمايعْشَقُها الْماءُوَالْغابَةُ وَالنّهر.تَقْتَرِبُ مِنّيحَيِيَةً ومُرْتَبِكة..كَإغْرائِها الأوّل.ِبِمَرْآهايَخْضَرُّ القَلْب..لَها مَلامِحيفي الأمْكِنَةِ !تَمْتَطي إليَّ قَلَقاً.هِيَ كَالْخَضِرِ..بِاتّجاهي تَجيءُتَعْبُر الأمْداءَ مَعَالسّحرَةِ مِنَ الحُجُبِ.تَخْرُجُ مِنْظُلُماتِ البِحارِوَمَعَها اللُّؤْلُؤُ..الْحورِياتُ عارِياتٍوَجِرارُ نَشْوَتي!أنا الأنْدَلُسُ ياهذا..العرَبِيُّ في أحْلامِهِالدّرُّ كامِنٌ..فَارْوِ عنّي وَعنْهاالْقِصَّةَ مَعَالحِبْرِ والْكُتُبِ.ولا تسْقني نَشْرَبْعَلى أطْلالِها يا صاحِبي.هُوَ ذا مَنْفاهاالأليفُ فِيَّ..حَيْثُ تَئِنُّ مِنْسَكَراتِ الْمَعارِفِوَمِنْ لَذّةِ الْوَجَعِ.أنْفُخُ فيهامِنْ روحي !..اَلْكُلُّ يتَعَلّقُبِذَيْلِها الْعَطِرِوَهُمْ سُكارىمِنَ الطّرَبِ.تَكْمُنُ..تَحْتَ كُلِّ حَجَرٍ.قَدْ تنْقَرِضُالْمَمالِكُ.تَنْقَرِضُالأمْبراطورياتُ وَلَمْتنْقَرِضِ الذِّكْرياتُوَهذه الأسْطورَةُ.مِنَ الْجُروفِالْبَعيدَةِ تَجيءُتَرْقُصُ في الْمَدَائِنِ.تُشْبِهُ طيْراً..وَمِنْ بَدْءِ الدُّهورِياتيها الشُّعَراءُ..وَلَمْ تنْقَرِضِ ! ؟أنا هُنا علَّها قَدْتَصِلُ ثانِيَةً مِنْتُخومِ الرّيحِ ؟!هِيَ الأُنْثى..تَألّهَتْ في الزّمَنِ.وَتِلْكَ شُموسُهاالْمُبْحِرَةُ تَمْخُرُالْوَهَجَ..تُحيلُني إلى فَجْر.تَخْضَرُّ الآنَ..تَنْداحُ الكِتابَةُ.كَأنّني الآنَعَلى مَشارِفِها !يالَها مِنْأقْواسٍ مُشْرِقَةٍتُذّكِّرُني بالجَنّةِ.بَدَأتْ مِثْلَ حُلُمٍوَانْتَهتْبِلا صَوْت..طارَتْ في الْغَوْرِوَلَمْ تَصِلِ.
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.