وَهَمَّ ليعبرَ الشارعْ ..وأفواجٌ من العَرَبَاتِ تُدنيهِ وتُقصيهِوآلافٌ من الأقدامِ تنشرهُ وتطويهِولم يقرب من الإفريز رغم طريقِهِ المفزعْوأينَ لهُ ؟ ولم يُصنع سوى لمهمةٍ أنفعْففوق وسادِهِ تَمتدّ كلّ قمامةِ الدنياوأهراماتُ أحجارٍ كأهراماتِنا العُلياوأطنانٌ من الأوحالِ تقبعُ في مهاويهِويَهْمي الرملُ من فيِهوسار يَشُدُّ خُطْوتِهِ وتثنيه المطبّاتُيضمُّ مشاكلَ الدنيا وتغمرهُ الخِلافاتُوعند (محطةِ الركَّابِ) راحَ يُصارعُ الزَّحْمَةوقرص الشَّمْسِ- كالأحياءِ- جانَبَ قلبُهُ.. الرحمة !عَبَّر عن كوامنهِ وفي أعماقه ليلُ" أقاهرةَ المُعِزِّ أَرَى ..؟ وقد أودى بها الذُّلُّ؟ "وحين ثوى بمنزله تذكَّر كلَّ ما عانىوصاحَ وقلبه يغلي : وكيف؟ ألستُ إنسانا؟!وأسرع يخلعُ الجورب ، ويمسح نعلَه الأجربْويغسلُ وجهَهُ الأغبرويَنفض عنه أتربةَ الشوارعِ والميادينِوساءل نفسَه الحيرى : " أتلك مدينة الأقزام أم وَكْرُ الشياطين؟! "وصاح: اللهُ يخسِفها .. وصاح: الله يخُفيها..وقال .. وقال أشياءً .. إذا قيلت فلا تُكتبونام وجسمه مُتعَب ، ونام وقلبه مُتْعب ، ونام وفكره مُتْعَبوعند الصبح لم يشعر سوى بدمائه الحيةوأسرع يرتدي زيَّهوعبر السُّلَّمِ استَهدى ، تذكَّرَ ما سيلقاهُوما بالأمسِ عاناهُ .ويومياتِه الأخرى .ونَزَّ جبينُهُ عَرَقاً ولكن .. هَزَّ كتفيهوقال :" ألفْتُ ما ألقَى .. "وعند البابِ قبّلها ..أحسَّ بحبه المُفعم .. وبالأحضانِ عانقهاوبالعينين ناجاهاومن أعماقه تمتمْ :وقال: الله يحفظهِاوقال : الله يحميهاوقال : الله يرعاهاوَهَمَّ ليعبر الشارع
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.