عانقتَ جرحَكَ كيْ تَظَلّ الأطْهَراولكيْ تجِلّ على الزّمان.. وتكبُراالجرحُ أجْدَرُ بالعناق.. لأنّهُنورٌ توضّأَ بالدّما.. وتعَطّرايا دُرّةَ الشهداء.. كيف يضُمّهُصدرُ الزمان؟! وكيف يحويه الثرى؟!!طفلٌ يُدافع بالحجارة عالَماًلمّا رأى الأقصى يُباع، ويُشترى!!طفلٌ يرى ما لا يراهُ الحاكِمُونَ، وهل رَأَوْا إلاّ سَراباً أخضرَا؟!!طفلٌ يُرَتّقُ أُمّةً مغشوشَةًبدمائه، مُسْتَبْشِراً ومُبَشِّراطفْلٌ يشدّ على الثّرَى بدمائهِكيْ لا يبيعَ الحاكِمونَ المِشْعَرا!!شاء القضاءُ، بأنْ يكونَ سفينةًنحوَ الخلودِ... فكنتَ أنتَ المُبْحِرا!!وأسفتَ لمّا كان عمرُكَ واحِداً!..لو كان أكثرَ... لاسْتَبَحْتَ الأَكْثَرا!!بكَ قدْ بخِلْتَ على المَمَاتِ.. وإنّهُلَمفُاخِرٌ، لوْ شئتَه أنْ يفْخَرا؟!أحْيَيْتَ يابسةَ الخُلودِ بقطْرةٍولمسْتَ أهدابَ الظّلام فأبْصَرا!!يا واهبَ الرُّوحِ الزّكيّةِ.. لا أرىإلاّكَ حيّاً في الحياةِ.. فمَنْ يرى؟!!غيرَ الذي اغتسَلَ الثّرى بِدِمائهِ!!يا طِيبَ ما اغْتَسلَتْ به روحُ الثّرى!!بعْتَ الحياةَ لِمَنْ أرادَكَ غانِماًوابْتَعْتَ مِنْ نُعْماهُ ما لا يُشْتَرى..إلا بمَنْ جَعَلَ الشّهادةَ دربَهُ..وطَوَى إلى فجْرِ الخُلودِ الأَعْصُرا..علّمتَنا أنّ الشّهادةَ مَعْبَرٌومدَدْتَ رُوحك جِسْرَها كيْ تعْبُرا..نحوَ الخلودِ مُعانِقاً أسْرَارَهُ..فرأيتَ مِنْ أسْراره ما لا نَرى..ودنَوْتَ منْ قُدْسِيّةِ الأنوَارِ ... إذْلامَسْتَها أطْلَعْتَ فَجراً أخْضَرا!!يا درّةَ الأقصى وطُهْرَ صلاتِهِللّه كيف تَخِذْتَ مِنْهُ مِنبرا؟!وخَطبْتَ في حجّ الوداع بخُطبةٍعَصْماءَ.. رتّلَها الزمانُ وفَسّرا!!أطْلعتَ شمْسَ اليائسينَ بِشَهْقةٍ..فَمسَحْتَ عن أرواحهم ليلَ الكَرَىْ!!وكتبتَ في دنيا الشهادة سِفْرَها!!ورسمْتَ للمُسْتَسْلمِينَ المَعْبَرَابِكَ تُقْسِمُ الأيّامُ لوْ منّيْتَها..أمَلَ اللّقاء مشَتْ إليكَ القَهْقَرى!كيْما تُعانِقَ فيكَ مَعْنَى خُلْدِهاوتضمّ فجركَ طاهراً مُتَطهِّرا!!أنجَزْتَ وَعْداً صادقِاً أعْطيتَهُ،ذُهِل اليقينُ لصِدْقِه،، وتَحيّرا!!أعطيتَ.. لسْتَ مُبَدِّلاً.. ومُقَصِّراًفي عَهْدِه.. والعَهْدُ أنْ لا تُنْكَرا!!يا وارِثي حُلمِ الشّهيدِ، وعَهْدِهومُناهُ ما آبَ الزّمانُ.. وأدْبَراعهْدٌ بأعناق الشّعوب مُعَلَّقٌإنْ يُحْفَظوهُ غدَا بِهِم فوقَ الذُّرَىفبه اسْتَنارَ الراشدونَ لرُشدهمْوبِنَكْثِه رَكَنَ الخَؤُونُ إلى الثرىأنتُمْ حُماةُ الحُلْم.. أنتم ذُخْرُهُفاسْتمْسِكوا من قبلِ أنْ يَتبخّرايا ليتَ أُمّتَنا التّي شُهدَاؤُها- لوْ حاسَبوها، حرّموا عنْها الكَرى -يا ليْتَها رَعَتِ الذِّمامَ.. وحَسْبُنامِن نَكْثِهِ أنّا - إذاً - شَرُّ الوَرَى!!
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.