ادخلي فالطريق إلى غرف القلب ،
مسكونة باللهيب المدجن والعاصفة .
أدخلي .. ساحلي الآن أرجوحة
للثواني .
أدخلي ، أدخلي مثل طعم البهار .
أنها ساعة الكشف أعشقها
آن وقع الستار .
ها براريك يجذبني نبعها .
والمحاريب تفتح أحضانها للوجوه البريئة
فادخلي .. فادخلي .
وجهك الأنعتاق المحنى بلون العيون
التي لم تزرها الخطيئة .
وجهك الآن أنشودة الغرباء .
ساحل للمحبين والأبرياء
فادخلي .. فادخلي مثل لون النهار
أنها .. أنها اللحظة الكاشفة .
* * *
جئت من أين جئت، المرايا تحاورني
والعيون .
والخدود التي أدمنت قطف أزهارها
والجفون .
والثواني تهرول صارخة تحت عمق المساء
عطرك البحر يمتد ما بين قلبي ،
وساحل حيفا.
مثل غيث السماء الذي أدمنته
قُرانا الحزينة ... والمبعدون
جئت ... من أين جئت أدخلي
وجهك الوعد والحلم المستحيل
وجهك الفرح المستريح على راحتي
كالطفولة .
مثقل بالأريج المهرب من حقلنا
في الجليل
أنت .. من أين جئت
أسكني ساحلي مرة
وأسكني مرة في كروم الخليل
أحلف الآن بالله ، والأرض ،
والسورة المنزلة .
أحلف الآن أن التراب الذي يحتويك
قد أخضر في أعين الشهداء
مثل بيارة في ضميرك يافا ،
لم يطلها حريق القذائف .. والأعياء .
أحلف الآن أنك آلفتِ بين الغياب
الطويل ،و بين الحضور الجميل
فأنزعي قشرتي واسكني بين جرح الضلوع .
وبين الجفون .
وأدخلي .. وأدخلي من عيوني
التي عانقت ساعة الانتظار
إنها .. إنها لعبة الرصد والانتحار .
إيه يا امرأة آلفت بين حلمي الجميل
وموتي الجميل .
انزعي القشرة الثانية .
وأدخلي حرمي المستحيل
أنت بوابة من زمان الفتوح القديم .
نقشك الساحلي .. لكنعان
أرخ بين العروق وبيسان سفر الرحيل .
أنت صوت يدق القرى
والبيوت : افتحوا ..
إنني من بلاد الوميض .. الخلاص ،
التمرد .. شوق العذاب ... التسامي ،
أجيء .. أجيء..أجيء
فافتحوا .. فافتحوا بابكم ..
إنني أحمل الفكرة المعجزة .
جئت من أين جئت ، اشرعي ساعديك
الرياح استدارت
ونهداك قد استفاقا على جفلة الحي ،
حين الذئاب الجياع انثنت
عن ضعاف القطيع .
آه يا نارها في مسامات جلدي ،
قد احترفت مهنة الموت .. والانتصار .
آه من ثورة قربت بين سيفي
الصقيل ، ونحر القتيل .
إيه يا زمن السلب هل تعرف امرأة
لم تذق طعم تفاحها المستوي ؟
مرةً..مرةً لم تذق طعم تفاحها المستوي؟
فلماذا العيون الحزينة
قافلة للرحيل المفاجئ والياسمين ؟!
أنهضي .. أنهضي .. وأدخلي حرمي المستحيل .
صوتك الآن نافذة للحضور المعذب ،
والموت بين الفراغ .. وبين السرير
فأدخلي من أدق الشقوق ،
أدخلي .. أدخلي ... أدخلي .
لم يعد بين وعيي الجميل ،
وموتي الجميل .
غير عينيك ...
واعتراف الدليل .
لا يوجد تعليقات.