حُكَّامُنا أكَلوا ونامواقانِعينْقالُوا : القضيَّةُ ليسَ أرضَ القُدسِ ،أو دمعَ الثَّكالَى ،أو بُطونَ الجائعينْإنَّ القضيَّةَ أن يَظَلُّوا فَوقَنامُتَربِّعينْادعُوا مَعي :يَبقَونَ دومًا فوقَنا مُتَربِّعينْ"آمينْ"(2)قالُوا: التَّقشُّفَقُلتُ أهلاً بالتقشُّفِ للجميعْلكنَّهم ضَحِكوا عليناأوهَمونا بالرَّبيعْسَكنوا القُصورَوأسكنونا في القُبورْقَتلوا الذي فينا يَثورْماذا أقولْ ..والدّمُّ في رأسي يَفورْوقَطائعُ الغِربانِ تَنعَقُبعدَ أن ماتَ النُّسورْ(3)وُزَراؤنامِن عَهدِ "مِينا"في سِجِلاتِ السَّوابِقْتَجدُ المُهرِّبَ ، والمُزوِّرَ ، والمُنافِقْومِنَ العجائبِحينَ تَختَلُّ الحقائقْمَنْ يَستحقُّ الشنقَيُشنَقُ بالمَشانِقْأسيادَنا رِفقًا بِنافالكلُّ ضائقْوالجَوُّ مُكتَئبٌ وخانِقْلِمَ تَسكُبونَ الزيتَ في أعماقِنا ..كي تُطفِئوا فينا الحرائقْ ؟لِمَ تَقتلونَ رَجاءَنا ،وتُصادِرونَ كَلامَنا ؟لِمَ إنْ رَفضْنا أيَّ شَيءٍتَعلو ملايينُ البنادِقْ ؟(4)في كلِّ يومٍ في كِتابٍ أو جَريدَةْيأتي لنا بَطلٌ جديدْيَحكي نَوادِرَهُ العديدةْيَحكي لنا عن ذِكرياتِهْويُذيعُ عُمقَ تَخيُّلاتِهْوبأنَّهُ عَرَفَ الزعيمَوصَدَّ وجهَ مُؤامَراتِهْوبأنَّهُ كانَ المُنافسَ للزَّعامةِ في حياتِهْوبأنَّهُ لولا الزمانُلكانَ أولَى بالزَّعامةْوبأنَّهُ رَمزُ الأمانِ ،الطُّهْرِ ،حُسنِ الاستِقامةْفَزَمانُنا ..نَبْشُ القبورِ الآنَ أصبحَ مِن سِماتِهْوالكلُّ يَكتُبُ ذِكرياتِهْاللصُّ ،والأفَّاقُ ,تُجَّارُ الدَّعارةْكلُّ الوجوهِ الآنَ صارتْ مُستَعارةْهذا زمانٌ تُشتَرَى فيهِ الذِّمَمْبرَغيفِ خُبزٍ أو سِيجارةْ(5)قالوا انتِخاباتٌ وحُرِّيَةُ اختِيارْقُلنا : وأهلاً بالقرارْوتَعطَّلَتْ كلُّ المَصالحْواتَّجهنا للمزارْوذَهبتُ في وَسَطِ النهارْكلُّ الصناديقِ أمامي مُغلَقَةْكلُّ البِطاقاتِ انتَهَتْ ..ومٌلَفَّقَةْومُعلَّقةْ ..في الوجهِ لافِتةٌ تَقولْ :"للمرَّةِ الأولى جُموعُ الشعبِ تَخرُجُفي مُظاهَرةِ انتِخابْ "وضَحِكْتُ مِن هَولِ المُصابْوسألتُ جُنديًّا أمامي :أينَ الصناديقُ العِجابْ ؟ضَحِكَ اللئيمُ بِحسرةٍمِن بُرجِهِ العالي أجابْ ..والصوتُ يَعلو بالتَّهَكُّمِ والسِّبابْ :إنْ قُلتَ : لا ...تَعني نَعَمْرأيُ السيادةِ كالعَدَمْهيَّا انقَشِعْفأجبتُهُ :( ما طارَ طَيرٌ وارتَفَعْ ... إلا كما طارَ وَقَعْ )(6)قالوا : القضيَّةُ مِن غَدٍ نَحوَ البِناءْلَمْ يُتقِنوا التعبيرَ لَمَّا عبَّرواقد كانَ أجدَىأن يَقولوا دائمًا "نحوَ الغِناءْ"تأتي المُناسَبةُ القريبةُ والبعيدةْنُلقِي ونَسمَعُ ألفَ أُغنِيَةٍ جديدةْتَحكي لنا وجهَ البطولاتِ العديدةْمِن عَهدِ "مينا"نحنُ نَكتُبُ كلَّ ثانِيَةٍقَصيدةْعن أُمِّنا مِصرَ السعيدةْفإلى متى زَمْرٌ وطَبْلٌفي الصَّباحِ وفي المَساءْيا رَبَّنا ..هذي حُكومتُنا بَلاءٌ حَفَّنافارفَعْ بفضلِكَ غَمَّناكي نَستَريحَ مِنَ البلاءْ(7)لِمَ يا زمنْ ؟لِمَ كلُّ هذا الاختِلالْكلُّ التصاريحِ ارتِجالٌ في ارتِجالْكلُّ الحقائقِ عِندَنا ليستْ تُقالْولِذا نَعيشُ العُمرَ نَحبومثلَ أشجارِ الظِّلالْقولوا الحقيقةَ مرَّةً يا سادَتيقولوا لَنا :إنَّ الوصولَ إلى كّذاشَيءٌ مُحالْلِمَ تُوهِمونَ بأنَّنامثلُ الجِبالْ ؟لِمَ قد دَفنْتُمْ كالنعامِرُءُوسَكم بينَ الرمالْ ؟قولوا الحقيقةَ مرَّةًكي تَصنعوا مِنَّا رِجالْ(8)إنِّي لأعلَمُ جيِّدًاأنَّ الضُّيوفَ تَعِسُّ في الجمعِ السعيدْوبأنَّني بعدَ انتِهاءِ قصيدَتيسيُكَبِّلونَ يَدي الحديدْوبأنَّكم يا سامِعينَ قصيدَتيلن تَذكُروني مِن قريبٍ أو بعيدْليَموتَ نِصفُ الشعبِ ،كلُّ الشعبِ ..مِن أجلِ تاريخٍ جديدْيا أيُّها الشعبُ الذيقد كَبَّلوهُ ..بالتَّوَعُّدِ والوَعيدْهيَّا أفِقْوارفُضْ سَراديبَ العبيدْقُلْ مَرَّةً ..قُلْ في حياتِكَ مَرَّةً ..قُلْها وَمِتْ .."أنا لا أُريدْ"
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.