" الانهدام"جنحتْ بك النجوىإلى مرِّ البكاءِ..توزّعتكَ شواطيءٌواستوطنتكَ زخارفُ الكلماتِيا وجهاً تضيعُ صفاتُهُعبثاً على دربٍ بلا هدفٍ.وقد كانت فصولُ الأمسِفي رؤياكَ مورقةًتحمّلُ قادمَ الأيامِإيقاعاً جديداً.ها أنتَ مبتدأُ النهايةِفي جحيمِ الموتِمصلوبٌ على حطبٍ تجمعَّ.فارتمتْ في النارِ قامتُكَ الظليلةُواستحالتْ في مجامِرهاقديدا.ها أنت غرَّبكَ الغريبُعن الدياروكنتَ قبل اليوم في أفاقِهاقمراً وليداً.ها أنت غرّبَكَ الغريبُ،وطاردتكَ ذئابُهُفوجدتَ نفسكَفي مراجيح الصدى متصدّعاًمتهدّماًمتجرّداً من صحبةِ الأحبابِتغرز ناعباتُ الطيرِفي دمك الشرودا.ياما رستْ عيناكَفي صدفِ العيونِورحتَ تبحثُ في مرايا السائلينَعن الأنينِوعن لهاثِ البحرِوالصحراءِوالعظمِ الرميمِ.فما تقولُ إذا رماكَ العشقُفي محرابِهِ وعداً شهيداً..!؟الصمتُ قاموسٌله لغةٌ مكبّلةٌ على شفتيكَوالعجلاتُ دارتْثم مرّتْ فوق وجهِكَوالمدى غسقٌفقلْ لي من خلالِ الصمتِ،هل من بقعةٍ بيضاءَأو خضراءَأو حمراءَتستهويكَ عبرَ دبيبِها الضوئيِّ...؟قل لي:كيف ينحسرُ الزمانُعن المكان...!؟وكيف ينسجُ ذلك التنينمن جلدِ الخراف له برودا...!؟.الصمتُ قاموسٌ على شفتيكَثمةَدمعةٌ تحبووتحرقُ عند مجراها الخدودا.ها أنتَ في أنواءِ رحلتكَالثريّةِ بالأسى" جلجامشٌ"دارتْ بك الأقدارُوانقلبتْ بكَ الأحوالُمات رفيقُ دربِكَتهتَ في مسراكَأو بلواكَ،والأفعى وراءكَيستبيح لسانُها عشبَ الحياةِوأنتَ في يتمٍوفي سفرٍوفي ليلٍ من الأهوالِتفقدُ كلَّ شيءٍ..تفقد الإبصارَوالطرقاتِوالأملِ المجنّحَوالخلودا.دمُكَ السبيلُ إلى الركوعِوشمسكَ أنطفأتْ بأيديناوصدرُكَ في سُباتِ الشرقمقبرٌةتَوسَّع قاعُهاوامتدَّفارتفعتْ على دمِنا البيارقُواستكانتْ في فضاءِ الروحِسودا***هذي معاولنا،تُهيلُ على الأمانيالتربَقرباناً " لآلهة الرضى"وتجيءُثم تروح أرتالُ البوارجِوالسفائنُعند ناصيةِ النهارِ...تروح تشحنُ ما تبقّىمن خلاياكَ الأسيرة،والعيونُ بصيرةٌوقصائدُ الشعراءِ تعلنُ صمتَهاأو تطرقُ الأبوابَ شاديةًوسائلةً.سلاماً أيها الوطنُالذي احترقتْ مدامعُهُدهوراًوالذي عانىوكم عانى،أتدري أيها الوطنُ المعلّقبالمشانقِكيف أصبحتِ الشرايينُ النضيرةُوالغصونُ المورقاتُوزهرُها المنثورُللأيدي قيودا...!؟***أسرت بكَ الأحزانُعبر دجى القرونِ الماضياتِالآتياتِإلى مضاربِ أمةٍأَلِفَتْ خريفَ حياتهادهراً مديداواستعذبتْ سحرَ الوصولِإلى ربيعِ الذلِّ عاريةًولاهيةً على وجعِ الثرى،فمشتْ على حرماتها أمموعاثتْ في جوانبهاوعاثتْثم عاثتْلا تُردُّ لها سهامٌأو يباتُ لها قرارٌ.والعواصمُ..أطبقتْ فمها العواصمُعندما نالت مفاتيح الأمان سلالةٌجعلتْ تضاريسَ البلادِ،سهولَها وجبالَهاعرشاً وأوسمةًوحطّتْ بين كفَيْها معادلةًتهونُ رموزُها،فهناك أغلالٌ وأنيابٌتمزّق في محافلِها النهوداوهناك طاولةٌ ومائدةٌوشعبٌ قد طوى شفةًعلى شفةًيدوم لكي تكون رقابةُتحت النعالِ مباحةًيحيا ،كما يحيا صدى الموالِخلف هوامشِ الدنياويحفرُ كلَّ يومٍ في مفازتِهِلأنفسِهِ المحارقَ واللحوداهي حشرجاتُ الموتِتأتيه دراكاً،طلقةٌ في الصدرِ تلهوثم تأتي طلقةٌ في الظهرِمبهمةًويمشي موكبُ الطلقاتِفي وسط الجنازةِمُقْفَلَ القسماتِيحمل في اليد اليمنى عناوينَ الزنادِوفي اليدِ اليسرىتعابيرَ الحزانى والورودا.***هذي فلسطين التي كتبتْعلى رملِ الصحارىأو على زبدِ البحارِ نداءَها.والليلُ مسكونٌ بصورتهِومرهونٌ لارصفةٍ مهرّأةٍوسكينٍ مثلّمةٍوأوراقٍ ممزّقةٍ،وريحُ الخوفِ تعبثُ في البقاياثم ترسمُ عند كلِّ هُنيهةٍ ..في كلِّ منعطفٍ عماءً سرمدياًأو وعيدا.هذي فلسطينُ التي انطفأ اللهيبُأمامَ غربَتِهاوأصبحَ في مشاعرِنا جليداوتحوّلتْ في موطنِ الأسرارِأو في روضةِ السمّارِ حانوتاًنبيعُ ونشتري فيه الدمَ العربيَّأسماءَ الأماكنِوالملامحِوالحدودا***للحلمِ زنبقةٌ بلا حوضٍ ولا ماءٍفكيف تعيشُ زنبقةٌ،وهذا الحلمُ من دَرَكٍإلى دَرَكٍيسير محطّماًويهيم في غده طريداونظلُّ نحن،كما يشاء الآخرونَنسير...نتبعُ ظلّ ذاك الحلمِفي أعماقِ دائرةٍتدور بلا جهاتٍوالجنونُ جحيمنا التاليوفي الأرجاءِ متّسعٌ لأغنيةٍيرافقُ نَوْحَها كفنٌووجدانٌوذاكرةٌونكتب نارَها وشماًوملحمةًعلى ورقِ السقوطِ.لقد تخلّى سيفُنا عنّاتجرّدَ حلمُنا منا..انطوى،لم يبق في يدنا سلاحٌغيرَ أن نمشي على رأسٍموجهةٍ بحاسوبٍونمحي من هويتنا الهويةَراكعين أمام " آلهةِ الرضى"عرباً - يهودادمشق - القصير1995-1996
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.