مقال في " معنى " وأصل كلمة " بارضو "....
مقاربة لسانية -- إتنولوجية في ضوء نظريتي في التضايف اللغوي...
☆☆☆☆☆☆☆
ماالمقصود بكلمة ( بارضو )..؟
وكيف نظر إليها " مجمع اللغة العربية " على يد الذي سموه ب" العلامة " أحمد تيمور باشا...؟
وكيف نظر لها الباحث العربي السوري : يوسف حوراني في كتابه : -- " البنية الذهنية في الشرق المتوسطي الآسيوي القديم "..؟
هذا ما سنبينه ... قبل تبيان اخطاء ما ذهب إليه الدارسون ...والتي تبنتها موسوعة ويكيبيديا دون تحفظ ...
يذهب مجمع اللغة العربية على لسان( علامته : أحمد تيمور باشا ) إلى تفسير غريب لاأساس له من الصحة على مستوى المنهج العلمي...
فمجمع اللغة العربية يورد الكلمة بصيغتين : 1) بارضو / 2) باردو ...ويرجعها لأصل تركي المطابق في نظره للكلمة التركية ( birde / المنطوقة بالدارجة( بارضا/ برده )...بمعنى " أيضا " في التركية ...والدارجة المصرية...ويذهب التحليل الوهمي إلى القول أن اصلها ( بردخي )...ويعطي مثالا من اللغة التداولية : " أنا برضو محتار / بمعنى أنا أيضا محتار )...والمثال حرفيا من عند أحمد تيمور باشا......
وكل ما يقال عن هذا التخريج الغريب هو أن الجينات التركية للعلامة تيمور ابت أن تبارحه...او يعدله انتسابه لمجمع اللغة العربية...
ويكفينا القول أن أصل ( بارضو ) في الهلال الخصيب أقدم من ظهور التركية على مسرح الأحداث ابتداء من مرحلة الخليفة المعتصم الذي كانت أمه تركية ...ومع عصره بدأ استقبال الترك في الجيش والهجرة....إلى أن تبت أقدامهم في الأناضول ( أرطغول )...ولعلم مجمع اللغة العربية أن إسم مؤسس العهد العثماني ( أرطغول ) من أصل ( سومري -- أكدي )...مثل كلمة ( بارضو )...كما سيتضح ذلك في سياق مقالنا...
أما بالنسبة لرأي الباحث العربي السوري ( يوسف حوراني )...فهو نظرا لاطلاعه على ثقافات وحضارة بلاد ما بين النهرين فهو اقرب لفهم ما سنقوله عن معنى وأصل كلمة ( بارضو ) ...
فالأستاذ ( حوراني ) يورد كلمة ( بارضو ) بكتابه المشار إليه أعلاه في سياقات متعددة أهمها ما ورد بالصفحتين رقم ( 14)...و ( 63 )...
ويعطي للكلمة دلالات تظهر أنها مترادفة وذات معنى بالإشتراك وهي : --
مفهوم الإستمرارية....ودلالة الديمومة...ومعاني : الفرض ...والحتم...والضرورة...
ومناقشة الأستاذ حوراني ستأتي طي عرضنا لمعنى وأصل( بارضو )...الذي لم يتطرق له الأسناذ حوراني لغياب منهج علمي ملائم في مقاربة قضايا مماثلة ذات صلة بالأنثروبونومي والطوبونومي...حسب منهجنا العلمي الخاص القائم على أساس المقاربة ( اللسانية -- الإتنولوجية / في ضوء نظريتنا في التضايف اللغوي )...والتي تبين لنا أصول ومعنى كلمة ( بارضو ) في الهلال الخصيب بشرقنا العربي العريق خاصة في ( المنظومة السومرية -- الاكدية )...وإحالاتها .وتأثيرها وانتشارها في لهجات ولغات مثل السريانية والآرامية والفينيقية...ولغة الفراعنة خلال القرن السادس قبل الميلاد على عهد الفرعون ( ناخو )...وامتدادات ذالك في لغة الضاد الفصيحة ...ودارجة أهلنا بتونس الشقيقة....الأمر الذي سيتضح في سياق مقالنا العلمي هذا...
وقبل أن أفصل القول أريد أن أنبه لغرابة استعمال الأستاذ حوراني لعبارة ( البنية الذهنية في الشرق المتوسطي الآسيوي القديم )....
وأرى أن توصيف البنية الذهنية ...-- (.وهي مقولة علمية ملائمة لما ورد بالكتاب من معلومات وتحليلات...) --بالشرق المتوسطي الآسيوي القديم ...هو توصيف إيديولوجي بخلفية سياسية واضحة لا أساس له علميا...أو تاريخيا او إتنولوجيا ...وكان عليه القول ب( البنية الذهنية بالهﻻل الخصيب ) الممتد من المربع الاول في التاريخ الحضاري الإنساني الممتد بهﻻل من العراق القديم إلى الساحل السوري...والمتميز بحضارته الثموزية العريقة عن ( الخيثيين )الذين استوطنوا الأناضول...والعيلاميين الذي أطلوا على هلالنا الخصيب من وراء جبال زاغروس...مثلهم مثل الأترتك لاحقا....وهناك فرق فاصل لسانيا وإتنولوجيا وحضاريا ....بين الواردين من الأناضول...وما وراء زاغروس...أو عبر بحر إيجة من الإغريق ...والهلال الخصيب وامتداداته في وادي النيل ...وأطياف اللهجات الأمازيغية في المغرب العربي الذي أراد الإستعمار الجديد أن يمحي هذا الإمتداد ويحل وصف ( المغرب الكبير ) كما يحاول فرض الشرق الاوسط الجديد بزرعه عنصر غريب وهو الكيان الصهيوني ...بدل الهلال الخصيب العربي العريق...منذ آلاف السنين...ونرى في توصيف الأستاذ حوراني للبنية الذهنية للهلال الخصيب ب ( الشرق المتوسطي الآسيوي ...) صدى لهذه الدعوة الغريبة غير التاريخية ...وغير العلمية....
☆☆ فما أصل كلمة ( بارضو ) .. في المنظومة السومرية-- الأكدية..؟
☆☆ وما دلالتها...حسب المقاطع المشكلة لها...؟
☆☆ وما علاقة كلمة ( بارضو ) بكلمة ( باركو ) عند الكلدانيين ...وفي الآرامية...
☆☆ وما دلالتها في الفينيقية واللهجة المشتقة منها في العبرية....؟
☆☆ وما علاقتها بلهجة ارض الكنانة؟
☆☆ وما دلالة امتداد المعنى في المغرب العربي عبر تونس...بحكم أسبقيةىاحتكاكها بالفينيقييي...مع مركز ( أوتيكا )...
☆☆ وكيف امتد المعني للغة العربية الفصحى...
هذا ما سنبسط فيه القول في الشطر الثاني من مقالنا هذا
برادة البشير بفاس العامرة / المختص في الدراسات الطوبونومية والأنثروبونومية.../ الاربعاء 18 / تشرين الثاني 2020
عناوين مشابه
متعلق بي
احدث مقالات الكاتب
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.