مقال في أسس المقاربة النقدية لأوليات...وفرضيات ومناهج العلوم الدقيقة كالفيزياء ...والإنسانية كالتاريخ قصد التحقق من صدقية و" موضوعية " النظريات العلمية ...وهذا ما يهتم به تخصص الإيبيستيمولوجيا ...
تمهيد : --
نشر صيدقنا العزيز من العراق الشقيق ( عروة مثقفي العرب ) بالأمس الاول مقالا بعنوان ( ماذا كان يفعل الله قبل نشوء الكون ؟؟)....وفي السياق تعرض ل" نظرية " الأنفجار العظيم...ولمبدأ العلية والزمان...بما لامس حوار العلماء منذ بداية القرن العشرين فيما له علاقة بالذرة والطاقة...ونشأة الكون...في اتجاه بلورة اختصاص علمي جديد سمي بالفيزياء النظرية...والفيزياء الفلكية...
في هذا الإطار سنقارب ما ورد في نص مقالنا صديقنا الأعز السالف ذكره....
فاصل تاريخي : -'-
خلال شهر فبراير / شباط من سنة 1975 كنت من بين 11 طالبا -- أحد عشر فقط -- في صف الدراسات العليا ،ما بعد الإجازة تخصص ( منطق وإيبيستيمولوجيا ) الذي لم يكن موجودا -- آنئذ - سوى بجامعة الرباط...وكان أساتذتنا أكثر من طلبة فوجنا...ومنهم المرحوم الدكتور محمد عابد الجابري الذي كان يحاضرنا في مادة ( الإيبيستيمولوجيا )...وخلال شهر فبراير -- الذي كان مطيرا كأيامنا هذه...يقول عنه المثل المغربي : " فبراير كباب الماء بالهراير " أي غزير المطر....وهو ما دفع أهلنا بالهلال الخصيب لتسميته ب" شباط " حيث يسبت القوم ببيوتهم في راحة ...سأرجع لهذا الموضوع لاحقا ... في إطار دراساتي حول الأمثال المغربية وأصولها في المنظومة " السومرية -- الأكدية -)...--
أقول في فبراير من سنة 1975...عالج المرحوم ( الجابري ) نظرية " كوانطوم الطاقة " للميكروفيزيائي الألماني ( ماكس بلانك )...والذي بوضعه فرضية ( الخاصية الجزيئية للطاقة استطاع أن يحل أزمة البحث العلمي التي اعترضت تطور العلم أواخر القرن التاسع عشر فيما سمي ب( تجربة الصندوق الأسود )...حيث تعارضت المعادلة الرياضية مع التجربة لافتراضها الخاصية التموجية لظاهرة الطاقة...
ومنذ بداية القرن العشرين مع ( ماكس بلانك ) انفتح سيل الأبحاث الميكروفيزيائية وإلى يومنا لم يستطع عالم في الميكروفيزياء ...والفيزياء الفلكية الأستغناء أو تخطي معادلة ( ماكس بلانك في الطاقة ) والتي أصبحت تسمى ب( ثابت بلانك )...بمافيهم الروسي ( غامو ) تلميذ الروسي ( فريدمان ) والبلجيكي ( لوماتير ) أقطاب ما سمي ب" نظرية الإنفجار العظيم " -- التي شكك فيها الفيزيائي الأنجليزي " هويل " وسخر من القائلين بها ...وكان أول من وصفها بما اشتهرت به ألى الآن بصفة ( الإنفجار العظيم )....
أقول لم يستطع عالم من منظري ( الإنفجار العظيم ) تجاوز معطيات ( نظرية كوانطوم الطافة ) لماكس بلانك حيث اعتمدها ( غامو ) في إحدى فرضياته المشكلة لنظرية الإنفجار العظيم ...حين افترض أن " تحرر الإلكترونات والبروتونات " من المادة الأصلية بفعل انفصال " القوى النووية العظمى " عن الإندماج السابق مع القوى النووية الصغرى ..والجاذبية...-- فيما سماه بالحساء البدائي -- هو ما سمح بتطبيق القوانين الفيزيائية التي قال بها كل من ماكس بلانك في " كوانتوم الطاقة " وألبيرت آينشتين في ( النسبيتين : الخاصة سنة 1905 والعامة سنة 1916 )...
كما لم يستطع عالم فيزيائي تخطي ماكس بلانك في الأبحاث الميكروفيزيائية الأخرى مثل : الأنجليزي( ديراك )في نظرية " الكتلة السالبة " مثله مثل أبحاث : شرودينجر...وهيزنبورغ...ولوي دوبروغليه...
ومما له علاقة -- كما سنبين في الحلاقات الخمسة من مقالنا هذا على مستوى المقاربة النقدية لفرضية " الإنفجار العظيم " ...وليس " نظرية " ... -- أورد نازلة المحاضرة التالية للمرحوم ( الجابري ) بعد محاضرة ( كوانطوم الطاقة لماكي بلانك )...عالج أستاذنا ...-- ضمن تبسيط نظرية النسبية الخاصة والعامة -- ما سميي عند الميكروفيزيائيين ب( مفعول أينشتين ) ومؤداه : أننا إذا سلطنا تيارا قويا من ( الفوطونات ) على صفيحة نحاسبة تتحرر الإيليكترونات من نويات النحاس المشكلة لصفيحة النحاس ...ومع الوقت تتبخر الصفيحة...بتحرر إلكترونات كل ذرات النحاس...كانعدام الماء المعرض للحرارة بالتبخر الفاصل ل( ذرة الهيدروجين المتحدة مع ذرتي الأوكسيجين ) حيث ينتهي الماء كمادة سائلة....
عندها رفعت أصبعي -- وكان المرحوم الجابري يحترمني من بين الطلبة ...وسأتكلم عنه في سياق مناقشة رسالتي في الأجازة ...حول الفيلسوف الألماني هيربيرت ماركوز...وجمعه بين فرويد وماركيس فيما سمي ب( الفريدو-- ماركسيزم ) وتطبيقها على المجتمع الإستهلاكي الأمريكي المعاصر ... من بين أقطاب مدرسة فرانكفورت...--
رفعت أصبعي متسائلا : يا أستاذ ماذا كان يمكن أن يحصل للصفيحة النحاسية في حالة : بدل أن تحرر الفوتونات الإليكترونات ...يحصل تفاعل بين ( الفوتون/ والإيليكترون ) ولا تتحرر الإلكترونات...فلا تذوب الصفيحة النحاسية ..؟
ابتسم المرحوم الجابري ...وقال و سؤالك هم جوهر ( نظرية العالم الميكروفيزيائي الهندي " رامان " والتي سميت في الميكروفيزياء ب( مفعول رامان ) ...كمقابل ل( مفعول أينشتين )...وقد نال العالم الهندي على ( مفعوله ) جائزة نوبل في الفيزياء...
وسبب إدراجي للمفعولين....هو خطأ إحدى فرضيات ( العالم الفيزيائي الروسي " غامو " تلميذ العالم الفيزيائي الروسي " فريدمان " ...صاحبا نظرية الإنفجار العظيم ) في قوله المشكوك فيه علميا بأنه : في الجزء المليون من الثانية من الإنفجار...بدأت الحرارة الجبارة السابقة بالإنخفاض...بفعل التمدد والبرودة...الأمر الذي أدى لتحرر الإلكترونات ....الأمر المخالف لكوانتوم الطاقة ...من جهة ...ولمفعولي : آينشتين ...ورامان...حيث تحرر الإلكترون لا يتم بالبرودة..بل بطاقة عالية ناتجة عن تيار الفطونات ....كما بينا أعلاه....
برادة البشير بفاس العامرة الطالب المختص في إيبيستيمولوجيا المناهج العلمية المطبقة في الرياضيات المعاصرة -- الهندسة الفراغية وحساب الماتريسات....والفيزياء ... والبيولوجيا المجهرية على مستوى نقد اسس المناهج المطبقة للتحقق من صدقية و" موضوعية " النظريات التي يأتي بها العلماء في سياق البحث العلمي ...حتى أن الكثير من الإبستيمولوجيين المعاصرين وعلى رأسهم( جاستون باشلار) يقول أن الدقة التي بلغها العلم المعاصر أصبحت لا تسمح " للفلاسفة " بنقد العلم...بل أصبح العالم منظرا....وإبستيمولوجيا في نفس الوقت....ةفي ذلك يقول باشلار :
( قل لي ما ذا ترى ...أقول لك الحقيقة ...فالحقيقة ليست ما أراه لوحدي....أو تراه...بل ما تراه جمهرة العلماء ...)...
وهذا ما سنبسط القول فيه في الحلقة الثانية عند عرضنا ل" الفرضيات المؤسسة للأنفجار العظيم " ...قبل أن مناقشها في ضوء النقد الإبستيمولوجي ..../ يتبع
تم يومه الخميس الثامن عشر من... شباط العشق... شهر ميلاد الحبيبة....الدمشقية ... ياسمين الشامي رعاها الله.
ملحوظة : --
إن ذكري للرياضيات المعاصرة....ليس نافلة في القول لا يستوجبها سياق البحث في إيببيستيمولوجيا الميكروفيزياء....
بل لها دور محوري ...ومركزي...في المقاربة الأكسيوماتيكية في الفيزياء النظرية والفيزياء الفلكية....
ذلك أنني سأعرج على أهم نظرية رياضية معاصرة ذات الصلة ب( حساب الماتريسات )...المطبقة من طرف ( هيزنبورغ ) في " قياس سرعة وموقع الإلكترون خلال دورتهه -- المتاهية -- حول نواة الذرة " ...وما يطرحه ذلك من إشكاليات منهجية في البحث العلمي...من جهة ...وما يترتب عن ذلك في تصور العلماء لما يسمى ب( الموضوعية ) بالمفهوم الكلاسيكي ...الذي يرجع في أصوله إلى ( فرانسيس بيكون في كلامه عن المنهج التجريبي ) ورونيه ديكارت في ( مقاله عن المنهج...وتصوره للبداهة اللوغوسية...)...وامتدادات ذلك في القرنين 18...و19...مع الفلسة( الوضعية / الغفل ) مع أوكيست كونت....الأمر الذي امسى في ضوء التطورات الهائلة للميكروفيزياء...والهندسة الفراغية...لعبة أطفال...
إن التطور الجذري للمنطق الجبري متعدد القيم...وانفتاح البحث العلمي على المنهج الأكسيوماتيكي .. تجاوز التصورات الكلاسيكية السالف إشارتنا لها...
بما في ذلك التصور التقليدي لمفهوم ( العلية / وهو من عقابيل الميتافيزيقا... والمنطق الصوري العقيم لأريسطوطاليس فيما قال به من أسس المنطق الأربعة...:
☆☆ مبدا الهوية...
☆☆ مبدا عدم التناقض...
☆☆ مبدا الثالث المرفوع...
☆☆ و ( مبدأ العلية )...
وقد نشرت العديد من المقالات الإيبيستيمولوجية في نقد تلك المعطيات ...التي تجاوزها التطور العلمي...وخالفها المنهج العلمي...المعاصرين : --
في الرياضيات...والبيولوجيا المجهرية...والميكروفيزياء...
الحلقة الثانية ...
تمهيد : --
في منافشة مقال الأستاذ ( عروة مثقفي العرب ) من القطر العربي العراقي الشقيق بعنوان : ---
( ماذا كان ...يفعل...الله...قبل... نشوء الكون...؟؟ ) وفي السياق تعرض الأستاذ الباحث لفرضية الإنفجار العظيم....
وقبل عرضنا للمعطيات الخاصة ب( فرضية الإنفجار العظيم ) ...وقبل منافشتنا لما ورد بنص مقال الأستاذ ( عروة )...و المقاربة النقدية الإيبيستيمولوجية لأسس وأوليات وفرضيات...واستنباطات أصحاب فرضية الإنفجار العظيم وعلى رأسهم الثلاثي المختص في " الفيزياء الفلكية -- النظرية " :
☆☆ فريدمان ... الروسي...
☆☆ و( غامو ) ...الروسي ...تلميذ فريدمان...
☆☆ والفيزيائي البلجيكي ...جورج لوماتير....
سنعرض التصورات الإنسانية ذات الصلة بأصل الكون...ومفهومي : 1) خلق....و2) جعل...في نشأة الحياة والكائنات...وعناصر الكون...كما تصورها الإنسان في الزمن السحيف ( الألف الرابع قبل الميلاد...كتابة ...عدا احتساب المرحلة الشفوية ...) حيث بصم الإنسان السومري ...المربع الأول في الحضارة الإنسانية : لغة ...وكتابة...ومفاهيم...وتقنيات...وبهارات...وعقائد...ومحاولة لفهم حقيقة الكون ...وصياغة الحلم بالخلود مع رائعة ملحمة جيلجاميش...وحكاية ( اوتونابيتشيم ) ...
وعلاقات ما صاغته العبقرية الإنسانية ( السومرية -- الأكدية ) بما تصوره الفيلسوف الألمعي الفينيقي خلال القرن 12 قبل الميلاد...سانخونياتون....و صدى ...هاتيك الأفكار والمعاني في النصوص الشعرية الإغريقية خلال القرن السادس قبل الميلاد...مع حكمائهم أمثال : -- طاليس...وبيتاغور....وباريميديس...وزينون الإيلي...وهيراقليطس...
ثم صدى العبقرية السومرية....والفينيفية ....والأوغاريثية....في العهدين : القديم والحديث ( التوراة....والإنجيل )...وعلاقة ذلك بآيات الذكر الحكيم في المتن الفرقاني....وتصور بعض الفلاسفة العرب مثل ابن رشد....للموضوع...والصوفيين العرب مثل محيي الدين ابن عربي...سلطان العارفين...نموذجا....
أولا : -- التصور السومري -- الأكدي : --
سنقارب الموضوع بتركيز في فرضيتين سومريتين -- تمت إعادة صياغتهما من جديد باللغة( الأكدية ) منذ القرن 24 قبل الميلاد...ومن بعد بلهجتي الأكدية في الآشورية...والبابلية...حتى نسبت خطأ للبابلية حصرا...
☆☆ والفرضية الأولى تخص : مفهوم الماء / نون ...
☆☆ والفرضية الثانية تخص : مفهوم " النظام الكوني " ...وعلاقته ب( آنو / رب السماء والزمان والأقدار...والخلق )...مع مفهوم ( الفوضى الكونية ) وعلاقته ب ( رمز الشر ) :--
الطائر ( زو .../ ...أوزو ...أوشو...آزو..../ آشو+ أور .../ آشور ../ أثور .../ آطور .../ الطور .../ أحد المفاهيم العقائدية الأسطورية المقدسة...بالهلال الخصيب...
بالنسبة لفرضية ( الماء / نون >>>>سأخصص مقالا علميا...مستقلا... في معنى وأصل " نون " لأهميته...وإحالاته في لغات وعقائد....ومواقع مختلفة...)...
يقول النص البابلية صدى التصور السومري : -
( قبل أن تكون الحيوانات...وقبل أن يكون النبات...وقبل ظهور الإنسان....وقبل مجيئ الألهة ...كان هناك " ماء / نون " ...وهذا ماكان له صدى في النص التوراتي الذي تمت صياغته خلال السبي البابلي في القول ب( أن " إلوهيم" -- وهذه الصيغة تدل على الإله بالجمع...أي تعدد...وليس وحدانية -- خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان " الغمر / الماء ) يعم الأرض...)...وهو نفس ما تردد على لسان الحكيم اليوناني طاليس صاحب نظرية التوازي في الرياضيات ( = الموازيان لثالث متوازيان....وتم البرهنة على المسلمة بالبرهان بالخلف...) حين قال : ( في الأول...كان هناك...." ماء " )...
وفي المتن الفرقاني آيات عدة ترجع أصل الحياة لعنصر الماء مع التمييز بين مفهومي : ( الخلق....وال" الجعل " ...)...والإشارة لاستثناءات...سنفصل القول في ذلك في سياق مقالنا...،لاحقا....
بالنسبة لفرضيتي : ( الفوضى....والنظام الكونيين ) تقول النصوص السومرية : أن رب السماء والأقدار والخالق لكل شيء ( آنو ) هو خالق النظام في الكون ...والمحافظ عليه...وأن الفوضى حصلت ب( سرقة طائر " زو / أوز " -- سأخصص مقالا علميا مستقلا لمفهو " أوزو " وإحالاته المختلفة في لغات وثقافات عدة بما فيها الدارجة المغربية المعيشة إلى يومنا هذا....-- لكتاب الأقدار والنظام السماوي السامي والمقدس....وعبث به... فاخل بالنظام الكوني....واستطاع رب السماء ...أن يعيد خير النظام.... محل شر الفوضى...إلى نصابه...
ولذلك صدى في تصورات الفيلسوف الفينيقي ( سانخونياتن / القرن 12 .ق.م.) في قوله بالفوضى... والدخان....والسديم...السابق للنظام الكوني...وهو ما عبر عنه ( الشاعر اليوناني " هيزيود "... في القرن الثامن قبل الميلاد في كتابه ( ميلاد الآلهة ) بمفهوم ( الكاو )...ولذلك صدى في تصورات الحكماء اللاحقين مثل هيرقليطس ...وقد عالج الفيلسوف العربي الأندلسي ( ابن رشد ) في سياق تأويله للآية القرآنية التي تنص على ( استواء الله للسماء...وهي دخان...)...كما نجد ذلك في تصور الصوفي ابن عربي ل( اللوح المحفوظ ) وتأويله ل( الإستواء ...على العرش )...
تتمة ...وتفاصيل هذه المعطيات في الحلقة الثالثة من مقالنا ...ضمن خمسة حلقات...
تم في التاسع عشر من شباط العشق...شهر ميلاد الحبيبة الدمشقية ياسمين الشامي...يومه الجمعة المباركة ..../
برادة البشير بفاس العامرة...المختص في تاريخ الأديان -- الجزء الاول من كتابي في الموضوع يوجد بالمكتبة الوطنية بالرباط....والمختص في الطوبونومي والأنثروبونومي...
الحلقة الثالثة...
من مقالي في أسس المقاربة النقدية... لأوليات ... وفرضيات... ومناهج العلوم... الدقيقة كالفيزياء....والإنسانية كالتاريخ...قصد التحقق من صدقية.. و" موضوعية " ...النظريات العلمية...وهذا ما يهتم به تخصص الإيبيستيمولوجيا....
عرض لمعطيات ( فرضية : الإنفجار العظيم )...في مناقشة ما ورد بمقال الأستاذ الجليل من القطر العراقي الشقيق ( عروة مثقفي العرب ) بعنوان : -- ( ما ذا كان يفعل الرب ...قبل نشوء الكون..؟ )
الفرضيات المكونة ل( نظرية : الإنفجار العظيم ) : --
الثلاثي من العلماء الذين.... ينسب لهم بلورة فرضية الإنفجار العظيم هم : الروسي( فريدمان).....وتلميذه ( غامو )...والبلجيكي ( لوماتير )...وقد استغرق بناء نظرية الإنفجار العظيم زهاء 40 سنة ...منذ استنبط ( استاذ غامو....فريدمان سنة 1922...من معادلات آينشتين في النسبية الخاصة ( 1905 ) والنسبية العامة ( 1916 )...
فرضية التمدد...والتي زكاها البلجيكي ( لوماتير ) سنة ...1927 ..وفي سنة 1931 أضاف ( لوماتير ) فرضية ( ان الكون كان في حالة " انكماش "...بمثابة " نقطة واحدة...بدائية "...على شكل " ذرة بدائية "...وحصل انفجار....وتمدد...وجاء العالم الفلكي الأمريكي ( إدوين هابل ) باكتشاف وجود مجرات عديدة غير التي توجد بها مجموعتنا الشمسية...لتعزيز فرضية الإمتداد ...وتبلورت فرضية نشأة الكون -- عبر مراحل ...تحددها فرضيات الروسي ( غامو ) --...كما نعرضها في تصورات تلميذ الروسي ( فريدمان )...
يفترض ( غامو ) ما يلي :--
☆☆ أن الكون قبل الإنفجار العظيم ...كان يعرف :
حرارة ...شديدة.....فائقة ..
وكان يعرف ...كثافة ...هائلة....
وكان ... جزءا ...واحدا....
وأن الإنفجار ...حصل منذ 13 فاصلة 8...مليار سنة ...
وان الكون قبل الإنفجار ...لم يكم يعرف المادة كما هي الآن...وكما تنطبق عليها قوانين الفزياء كما صاغها أينشتين...وكما حددتها نظية كوانطوم الطاقة لماكس بلانك...
الكون قبل الإنفجار ...كان بمثابة ( حساء بدائي )...لا محدد...
في سنة 1948...افترض تكون " نويات العناصر الكيميائية الخفيفة "...مثل : الهيليوم....والليثيوم...
مع التمدد وهبوط الحرارة الفائقة...تحررت (الفوطونات) ...من " المادة " المفترضة...خلال 300 ألف سنة من الإنفجار ( المقدر بثلاثة عش مليار فاصل ثمانية من عمر الكون المفترض )....
نتج عن انفصال ( الفوطونات ) إشعاع ما زال يتردد في الكون إلى الآن...وقد تم رصده ...
قبل تحرر الفوطونات...لم تكن القوانين الفيزيائية ( آينشتين / ماكس بلانك ) تنطبق على الكون...حسب فرضية ( غامو ) القائلة ب( اندماج القوى الكونية الأربعة ): --
قوة...الجاذبية...
القوة ...الكهرو-- مغناطيسية...
القوى النووية ...العظمى....
القوى النووية ...الصغرى...
ثم قال ( غامو ) بفرضية انخماض (حرارة الكون) بانخفاض( كثافة الطاقة )...نتج عنها تحرر ( قوة الجاذبية )...وأمكن بعدها تطبيق قوانين الفيزياء التي تشكل نظرية النسبية العامة والخاصة...ونظرية كوانطوم الطاقة ...وأصبح بالإمكان تفسير تعاقب الأحداث الكونية التي تلت { لحظة الصفر ؟؟ } كما تصورها " غامو "...
افترض ( غامو ) ظهور -- ليس ذرات كما نعرفها الآن...بل -- جسيمات....وجسيمات مضادة... ناشئة من { فراغ ؟؟ }وأن ( المضادة ) امتصت الطاقة الكونية المتدفقة ...نتج عنها تحرر ( الإليكترونات ) ...و( النيترونات )...والكوارك...
إثر تحرر الإلكترونات...نتج انفصال القوى النووية العظمى ( من الإندماج الأصلي )...مع تمدد الكون بسرعة هائلة....ونشأت ( البروتونات )...عندها تكونت الذرات المختلفة التي عرفها الإنسان بوزنها الذري كما قال بها العالم الروسي في جدول كيميائي ...اشتهر باسمه ( جدول ماندلييف )...والذي تمت تعبئة فراغاته ..كما تنبأ بها ...مع تقدم العلم لاحقا...
ملحوظة في الحلقة الرابعة من مقالنا هذا ... سنناقش معطيات الفرضيات التي بنى على أساسها العلماء الثلاثة السالف ذكرهم ( فرضية الإنفجار العظيم )...
وفي الحلقة الخامسة ...سنعود لتفصيل القول في المعطيات الواردة بالحلقة الثانية السابقة ...
عناوين مشابه
متعلق بي
احدث مقالات الكاتب
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.