تفعيلة (شرفُ المرايا) - أحمد بن محمد حنّان

كانتْ وكنتُ أنا
الشظايا،
تلك المرايا،
فتنٌ ورؤيةُ غاويةْ،
لم أدرِ أنَّ
صموتَها راوٍ
وفي جنباتِها كلُّ
الحكايا،
قصصٌ ظننتُ لوهلةٍ
فيها أنا وحدي
الصُّورْ،
أسفي على نفسي
وكلِّ جوارحي،
حتى البدايةُ
لَمْ أكنْ
فيها البدايةْ،
مَنْ علَّمَ المرآةَ
تخبِئةَ
الجروحْ،
مَنْ سلَّ منها
خلسةً
شرفَ الوشايةْ،
عبثًا سألتُ ولمْ
أسَلْ
إلا العيونْ،
فالعابراتُ غدونَ
في غيبِ الزوايا،
يَبْكِينَ في
عِقْدِ النَّدى،
يَبْكِينَ في
حُلِلِ الصَّبايا،
وأنا كُسِرتُ
على امتداداتِ
الحَريرْ
_________
 
تلك النداءاتُ
التي كذَّبتُها،
ذاك
الجدارُ وقَرعُهُ،
تلك الوجوهُ الشاحبةْ،
لا لَمْ أكنْ أهذي
كما قد قال لي،
لا لَمْ تكنْ
ريحًا
تُزمْجِرُ عاصِفةْ،
كانتْ سجونَ الذكرياتْ،
كانتْ وصايا،
كانت رسائلَ عابراتٍ خُتِّمتْ
أهملتُها بدمِ الغرورْ،
كابرتُ
والأحلامُ تُشْعِلُني
شموعًا
من غدي،
في مهجتي
غنَّتْ وذابتْ في
يدي،
قرأتْ
مراسمَنا معًا،
كَتبتْ وأيُّ
كتابةٍ نفعتْ
حَصائدَ شَهريارْ،
يَامَنْ أتَتْ وشقاوةُ
الأطفالِ في
وجَناتِها،
في ظنِّ زهرةِ
ثغرِها
مثْلي ومثْلي كَمْ أنا،
تُهدي المرايا
روحَها
وتَغُصُّ في
صوتِ الضحايا،
هيَّا انصتي
وتعلَّمي
فنَّ الروايةِ شهْرَ زادْ،
هيَّا اقرئي
ذكرى لفنجانٍ
فَرَغْ،
ثُلِّي الجدارَ بهمهمةْ،
كوني
لأشباحِ العذارى نغمةً،
وترًا يدندنهُ
الصدى،
كوني لهُنَّ
صغيرتي
فلَكًا يعودُ من
البعيدْ.
© 2024 - موقع الشعر