فصيح(حلَّةُ الطَّرب)

لـ أحمد بن محمد حنّان، ، في الهجاء، آخر تحديث

فصيح(حلَّةُ الطَّرب) - أحمد بن محمد حنّان

فرْقُ الرجالِ إذا قارنتُ معدنَهم
فرقُ الحديدِ عنِ الألماسِ والذهَبِ

والفِعْلُ إن لم يُشَفِّعْ زينَ خلقتِهِمْ
كانوا نساءًا بفرْقِ الزِّندِ والشَّنَبِ

حاورتُ خلًا عنِ التاريخِ فارتعبوا
رُعْبَ السيوفِ مِنَ الأبطالِ في الكُتُبِ

فلعنةٌ تَبْتَلِيهِمْ حيثما ارتحلوا
بقفرةٍ في ثراها خَطْوةُ الغَضَبِ

مالي أراهُمْ هشيمًا ليس يُشْعِلُهُمْ
نارٌ أعنَّتُها في غَيهَبِ السُّحُبِ

حتَّى الغيومُ حَبَسْنَ الغيثَ في أملٍ
لعلَّ إمساكَهُ خيرٌ من الخُضُبِ

لاضيرَ أَنْ تُمطِري عارًا لكسوتِهِمْ
خَلاخِلًا أمطرِيهِمْ حُلّةَ الطَّرَبِ

يُمِيلُهُمْ عازفَ الأوتارِ في نغَمٍ
وطبلةٍ تغمُرُ الأردَافَ باللَّعِبِ

هوامِشًا هُجِّرَتْ عن كُلِّ مَفْخَرةٍ
وقيَّمَوا جهلَهُمْ في أشرفِ الرُّتَبِ

واسْتَأسَدوا في ثيابِ الجُبْنِ تَعْرِفُهُمْ
كأنَّهُمْ أوصياءُ الغَرْبِ والعَرَبِ

ما أقبحَ الجهلَ إذْ زادَ الحَمَا بلَلًا
يُكَحِّلُ العينَ بالإذلالِ والتَّعَبِ

عذرًا صديقي إذا مالصَّمْتُ طوَّقَني
فالحمقُ أكبرُ تأييدًا من الكُتِبِ

© 2024 - موقع الشعر