فصيح(ريشة الهدهد) - أحمد بن محمد حنّان

حَلُّوا وبعدَ حلولِهم رحلُوا
واستوطنَ التحنانُ والأمَلُ

فيمَ الرحيلُ إذا مرابِعُنا
موفورةُ الأمطارِ ياجمَلُ

وبها الطيورُ على أسنَّتِنا
تدعوا الرياحَ كأنَّها ثَمِلُ

بحواصلٍ من فجْرِها شَبِعتْ
وغدوُّها ورواحُها غَزَلُ

ولآلئٌ في نخلِها نُظِمتْ
فتنضَّدت في طلعِها المُقَلُ

ياليتَ لي مِنْ هُدهدٍ بصَرٌ
أو ريشةٌ تغدو بها الرُّسُلُ

مسموحةٌ ياقبلةً جُمِعتْ
من زهرةٍ برحيقِها العسَلُ

ماتت على بيداءِ فُرقَتِنا
وتناثرتْ من عطرِها السُّبُلُ

لستِ الملومةَ إنْ طغى شجني
فلكمْ فؤادٍ عاشقٍ عذلَوا

لولا الصبابةُ أَنْ تُرى نَهَرًا
ماقيل مِنْ رَحِمِ الهوى بطَلُ

© 2024 - موقع الشعر