عـــــالـــم الــــمـصــــالــح - عبدالناصر عليوي العبيدي

عالم المصالح
------------

نَعِيشُ في عَالَمٍ خالٍ مِنَ القِيَمِ
يَحْمِي العَمَلَّسَ لا يَهْتَمُّ بِالغَنَمِ

يَقُولُ لا تَقْلَقُوا ما عَادَ مِنْ خَطَرٍ
خَفَّتْ لَدَى السِّيدِ طَوْعًا شَهْوَةُ النَّهَمِ

أَلا تَرَوْنَ بِأنَّ الذِّئْبَ مُبْتَسِمٌ
وَيَنْشُرُ السِلْمَ في الآفَاقِ والأَكَمِ

أَعْطَى وُعُودًا بِألَّا يَعْتَدِي أَبَدًا
وَهْوَ الَّذِي بَرَّ في مَاضِيهِ بِالقَسَمِ

إِلّا إِذَا غَبَّرَ الخِرْفَانُ مَخْدَعَهُ
وَلَمْ يَعُدْ قَادِرًا يقوى على الأَلَمِ

وَكَيْفَ يُؤْمَنُ مَنْ سَاءَتْ مَرَاضِعُهُ
وَالغَدْرُ يَكْمُنُ في الأَطْبَاعِ والشِّيَمِ

كُلُّ الثَعَالِبِ لِلسِّرْحَانِ مُهْطِعَةٌ
تُبْدِي النَّدَامَةَ عَمَّا قِيلَ مِنْ تُهَمِ

وَهْوَ الضَّعِيفُ الَّذِي تَحْمِيهِ كَوْكَبَةٌ
أَرَاذِلُ الخَلْقِ في الأَمْصَارِ والأُمَمِ

كَأَنَّهُ البَدْرُ وَالأَجْوَاءُ حَالِكَةٌ
وَمَا سِوَاهُ سَيَهْدِي النَاسَ في الظُّلَمِ

مَا لِلْخِرَافِ سِوَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَدٍ
فَلْيَسْتَعِينُوا بِرَبِّ البَيْتِ وَالحَرَمِ

مَنْ يَردُفِ القولَ بالأفعالِ مُلتزماً
لاَ بُدَّ مُنتصراً. يَرْقى إِلَى القِمَمِ

---
عبدالناصرعليوي العبيدي

© 2024 - موقع الشعر