نضب ... المعين - برادة البشير عبدالرحمان

وتتكون قصيدتنا من 29 لوحة شعرية بقافية " الزاي " مفتوحة الروي بمد الألف...تجدون طيه مقتطفات من قصيدة شاعر النيل المتميز ، ومعارضتنا لها ، مع استهلال لأمسيتنا الشعرية حول " دور قنديل ديوجين النهاري في بلورة وشحذ تجربة { النقد } ... شاعر العشق بفاس العامرة الناقد الاسطتيقي -- شعرا برادة البشير – الايجيبتولوغ
استهلال ... في رمزية قنديل ديوجين ...في بلورة ... تجربة -- النقد :-
☆☆☆☆☆☆☆
لا يرفع قنديلا نهارا الى أعلى من قامته الا أمثال { ديوجين } فأمثالكم أيها الحكيم لا يثقون بشعاع النهار كفاية ...
ذلك أن العمل النقدي ليس عمل من يكثر من الشموع ليلا لقراءة ما بين السطور ...
بل العقل النقدي هو الذي جعل { ديوجين } ينير قناديله في عز النهار ...
كي يشم رائحة الحقيقة في : الاشارات ، و الحركات ، و في الرموز ، و تقاسيم الوجوه ...ورسائل العيون ...
ان العقل النقدي فعالية تتجاوز المعهود ، و تفض المألوف ، لا لشيء سوى لأن المالوف في كل شيء يمثل -- كما قال جاستون باشلار -- عائقا ابستيمولوجيا يحول دون مقاربة وادراك حقيقة الاشياء ....
لقد كان { ديوجين } حليفا للمثل الشعبي المغربي القائل :
" تركها ... عادة ... تتعادى ..." ...
أي ، من اخترق سياج العادات أمسى مغضوبا عليه من طرف سدنة البلادة والمحاكاة التي تبيض الجمود ...
الم يقل أفلاطون من " دهر " او يزيد ..." ان المحاكاة ما هي سوى ظل للحقيقة لأناس مققيدين في كهوف ...!.. "
من أجال ذلك " أيقظ " ديوجين قنديله ليضمن " يقظة " حواسه وعقله و وجدانه وحدسه ،
لقد كان قنديل ديوجين لقاحا نورانيا لعقله النقدي مضادا للجلطة التي أصابت { اوديب -- الملك } ومن قبله أباه " لايوس " ...
ان العقل الانساني النقدي على حد تعبير { ماكس بلانك } يستطيع قياس الابعاد والمسافات الفلكية ويسبر غور الكوانطوم و رصد سرعة الالكترون ...
هذا العقل النقدي هو الذي يؤمن بقيمة " فلسفة -- النفي " ...كما عبر عنها { هربيرت ماركوز } ...ان الانسان المتفتح هو المؤمن ب" فلسفة -- لم لا ؟ " ... كما ذهب الى ذلك باشلار ...
ان العقل النقدي لا ينتظر " عطاء " من غيره ... لذلك حين طلب { الاسكندر } من ديوجين تحديد مطالبه ليحققها له ... كان جواب ديوجين الحكيم "
" عليك أن تتنحى عن شمسي ..!.. "
من أجله اعتبر أرسطو " سقراط كأول عالم بيان في تاريخ الفلسفة " ...
وجعل ديوجين بمثابة سقراد الأكثر شفافية ...
لقد كان قنديل ديوجين نورا لعقله وكان برميل الماء الذي احتضنه رمزا لخصوبة العقل النفدي ...
ألم يقل حكماء بابل قبل اليونان : " في الأول كان هناك ... الماء ..!.. " ...
لذلك عاش ديوجين بين نور قنديله وماء برميله كي لا يفقد خصوبة عقله ...
هو ، ذا الانسان ... هو ، ذا ، العقل النقدي ...!...
قبل عصر ساد فيه الخوب والارهاب والرعب والنفاق وساد خفافيش الظلام ،،، حالمين بتعميم ظلمتهم على سائر العقول ،،،،والشعوب ...
☆☆☆☆☆☆☆
شاعر العشق بفاس العامرة برادة البشير.
 
نص قصيدة شاعر النيل الباش مهندس حافظ شرقاوي
وعنوانها : " نضب ... المعين
فهل تخطَّاكَ النضوبُ
فظللتَ تمتصُّ النهاياتِ الحزينةَ
من عذاباتٍ يُحلّقُ فوقها أملٌ كَذوبُ
وتسوقُ قطعانَ الرجالِ إلى المفازاتِ الدنيئةِ ،
والنساءُ مصنفاتٌ ،
بين أنياب الفضيلة تشتهي الموتَ الخلاصَ ،
سحابةٌ في الأفق حاصرها جنودُك
يمرقُ المطرُ اللعوبُ
وعلى بلاط سموِّك المصقولِ
كالسكين في أحشائنا ،
جاءت أساطين النفاق
تؤم خصيان الحراسة للسجود ،
ووجهك الميمون قبلتهم
فلا كفرٌ يُخيفُ
ولا ذنوبُ
يا تاجنا
من قال إنك أنت مهترأ
كأنفاسِ السعالِ بصدرِ غانيةٍ
تناوبها اشتعالُ العمرِ
والسلُّ اللصيقُ
كما بنبض الموتِ تلتصقُ القلوبُ
وكما التصاقُ أنوفهم
بعفونة البرفانِ من قدميك
يا ورد الجنائن ،
يا طويل العمر رغم أنوفنا
يا فارس الأحلام
للاتي تسرسب حلمهن
على الصدور رسمن صورتك البتول
تيمنا
فشنقن أنفسهن إعجابا
فرفقا ياعصى القلب رفقا
هل سوى الأحلام أحلام لتأكلها الشعوب ُ
هل للبلاد خريطة إلاك
والأنهار تجرى من دمانا
تحت أحذية من الجلد المزركش
بالأمانىّ المميتة
هل إذا لوثت كل هوائنا ،
عفوا ،
هوائك,
من يحاسب سيدي
وعلى يديك العدل أعمى
من عمانا عن عيوبك
يالهول مصيبتي ،
حاشا
متى عرفت جلالتَك العيوب ُ
أنت المبرأ من مصائبنا ،
جهالتنا ،
تخازلنا ،
تقاعسنا
خيانتنا لأنفسنا
ومن كل الذي جاءت به فينا الخطوبُ
يا صاحب الأيدى الفتية ،
والزبانية الغلاظ
وضربة ما صادفت ندا لقسوتها الحروب ُ
سلطاننا عذرا
فقد نضب المعين
فلا القصائد تستسيغ حروفها المبنى
ولا المعنى
ولا الكلمات أسعفها الهروب ُ
فإذا رأيت وجوب تركيعي على أعتاب مبسمكم ،
وأن أتلو صلاتي في فخامتكم
وأعلن توبتي عن كل ما أبقى حياتي
دون رغبتكم
فلا يكفي الوجوب ُ
بل قل برب الشعر
فلتمت العصافير التي غنت بأشعاري
وتذبح أي أشجار أوت بالحب أشعاري
ويقتل بالجفاف البحر
والأنهار
والأمطار
فالكل ارتوى من فيض أشعاري
وقصّف أي أقلام،
وحرّق أي أوراق
ترامى الحب بينهما بأشعاري
وحوّل كل ألسنة تلت أشعاري أساتيكا
لتمحو أي ذاكرة بها ترتاح أشعاري
ولوفني الجميع
وما تبقى غير وجهك
لا تخف أن يأخذوا للموت أشعاري
فإن الموت يا مولاي ليس له جيوب ُ
وحذار يا مولاي أن تبدو غضوبا
فالقصائد لا يهزّ حروفها السيف الغضوب ُ
حتى ولو تخطاه النضوب ُ
فالشمس يا مولاي تغرب كل يوم
بينما شعري أنا مولاي
ليس له غروب ُ
 
 
 
 
 
وعنوان قصيدة أمسيتنا الشعرية :
حذائي ... توءم -- زماني
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆☆
ماضي ... مضارع ...!
و ، مستقبلي ...
في ، " التقدم " ... متقدم ...!
و ، في ، " الأصالة " ...
فاق ...
امتيازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
زماني ... كحذائي ...
مؤلم ...!
الجديد ...كالقديم ...
و ، في ، سياق ..
. الارهاق ...
فازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
 
 
 
 
 
 
 
 
 
و ، اذا ، الزمان ... تماثل ...
فلا ، حاجة ... ل " فلسفة " ...!
فكل ، " فضفاض " ...
لا ، يحتاج ..." مرجعا " ...!
او ، ارتكازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
كل ، فضفاض ... اليف ...!
مدجن ...
يجب ... نحيلا ...
ضاقت ... به ، العيون ...
كلما ، زاد ...اكتنازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
و ، مدمن ... التماثل ...!
كمنطق ... السوق ...!
كانسان ... الكهوف ...!
لا ، يرى ... في ، الاختلاف ...
سوى ، نشازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
فلم ، الشعوب ...
و ، لم ، اللغات ... و ، الأفكار ...!
و ، ما ، التميز ... سوى ،
" غي " ...!
يركب ... انتهازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
الكل ... واحد ...!
و ، المثال ... واحد ...!
و ، " الوض ح " ...
ك " العولمة " ...
مطلب ...!
حيث ، البداهة ...
تنفي ... المجازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
و ، التشبيه ... شبهة ...!
و ، الاستعارة .غربة ...!
و ، الكناية ... تقية ...!
و ، ما ، المجاز ...سوى ،
تحليق ... عقلى...متعب ...!
كتخلف ... لا ، يناسب ...
" جهازا "...!
☆☆☆☆☆☆☆
الكل ... واحد ... متماثل ...!
كانسان -- " القبيل " ...!
فالأكل ... مصبر ...!
و ، اللباس ... جاهز ...!
و ، الاعلام ... اعلان ...
موحد ...!
فلم ، الأحلام ...
و ، الراحة ...
تسبق ... الكشف ...
و ، الانجازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
فابتلع ... ما ، شئت ...!
و ، نم ...
" قرير -- العين " ...!
و ، لا ، تتحرك ......!
فالتحكم ... ينوب ...
عن ، بعد ...!
و ، يأتيك ... بالعالم ...
متخنا ...
تلفازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
و ، الالة ...للكل ...
ناظمة ...!
بالسوق ... بالنفس ...
كالعقل ...
مثل ، الخلايا ...!
كالنسل ... كالجنس ...!
فالنسخ ...
طوى ... الابداع ...!
و ، أعجز ... الاعجازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
زماني ... كحذائي ...!
و ، الترهل ... كالضيق ...
يدمي ... قدمي ...!
و ، يفتح ... لنفسي ...
شهوة ... المشي ...
حافيا ...!
فالروح ... تقضي ...
احتجازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
 
الفضفاض ... يا " حافظ " ...
كالملاصق ...!
يتعب ... عقلي ...
و ، يصلب ... بدني ...!
فأحلم ... بالغابة ... عاريا ...!
و ، الاكراه ... خانق ...
يماثل ... غازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
 
الترهل ... يا ، شرقاوي ...
كالضيق ...
يورث ... عوجا ...!
و ، تعتر ... القدم ...
يجر ... ذبول ... الصوت ...
و ، يذكي ... رعبا ...
يحاكي ... بازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
 
فكيف ... يا شاعري ... يحلو ...
" غناء " ...!
فوصلة ... ناي ...كعود ...
كعزف ... كمان ... " تدوي "... !
على ، ايقاع ... نحاس ...
احتك ... برخام ...!
فاوقع ... بالنفس ...اشمئزازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
و ، الترهل ... يا ، حافظي ...
كضيق ...
كراقص ... بكعب ...
عال ...!
يترنح ... بسكرة ...!
و ، لو ...
عانق ... عكازا ...!
 
،☆☆☆☆☆☆☆
فميزان ... الحقل ...
ليس ، كقبان ...البندر ...!
و ، كثافة ... التبن ...
تضخم ... حساب -- الوهم ...!
وهم ... ينوي ...
ابتزازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
فمن ، كان ، زمانه ...
كحذائه ...!
كحال ... نفسه ...!
أذاب ... قزحا ...
بكوب ... سوداء ...
و ، الكل ... أجازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
ان ، قرع ...
باب -- العبث ...
للكل ... بوادينا ...
مباح ...!
و ، عناق ... الناس ...!
في ، كل ، صغيرة ...
يحتاج ... رخصة ...
و ، جوازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
اللعنة ... لا ، تمنع ...
ظلما ...!
و ، القمع ... لا ، يحاصر ...
حلما ...!
فسارق ... الأحلام ...
لا ، يشتري ... قلوبا ...!
مهما ... نال ...
و ، حازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
يستحم ... الجاهل ...
في ، " غيه " ...!
فيجدد ... المأساة ...!
و ، خصوبة ... الفينق ...
تبعثه ... من ، رماد ...
فالحلم ... يا ، حافظ ...
كماء -- الحياة ...!
لا ، يقبل ...
احتجازا ...!
 
 
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆☆
لا ، يصافح ... بروميثوس ...
ابليس ... أبدا ...!
و ، من ، يدمن ...
وسواسا ...
يطفئ ...
قبس -- الأمل ...!
ان ، لامس ... العبث ...
روحا ... اهتزازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
لذلك ...!
ف" هرمس " ...
مثل ، " تحوت " ...!
أقسم ... ببراءة ... العشق ...!
و ، قداسة ... الوفاء ...!
أنه ، مهما ...جن ... الليل ...
و ، سجا ...!
و ، مهما ، ربت ... الحواجز ...
فالصدق ...بالغ ...
النفس ... و ، القلب ...
مهما ... اجتازا ...!
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
لا ، يمنع ...التواصل ...
سوى ، توءم -- الشر ...!
تعصب ...
و ، خوف ...!
لذلك ، رددت ... كل ، " أم " ...
بروما ...
" هانيبال ... على ، الابواب " ...!
فالخوف ... لا ، يقطر ...
سوى ، من ، ناب ...أفحى ...
افرازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
لتعلم ، يا ، حافظ ...!
أن ، غلق ... النوافذ ...
ينسينا ... شكل ... القمر ...!
و ، تناسل ... الفوانيس .
يستدعي ... الفراشات .
أما ، التعصب ...كالظلم ...!
فيخرسا ... نشوة -- الفأل ...!
و يكبتا ... بسمة ... الأمل ...!
و ، بالقلوب ... الفتية ...
فازا ...!
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
 
عدونا ... أكبر ... !
أعظم ... من ، اختلاف ...
المأساة ... عن ، الملهاة ...!
و ، الحلم ... ك" اذار " ...!
لا ، يحذرني ... سوى ،
من ، التكرار ... !
من ، النسخ ...!
فزهرة " أمرانت " ...!
كانت ، من ، اجل ...
بروميثوس ...
تدفئء ... قوقازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
فليس ... كشعلة ... بروميتوس ...
منير ... لسبيلي ...!
وحدها ...تحرق ...جسورا ...!
يعبرها ... الموت ...!
نهارا ...!
يقطعها ... الزيف ...!
ليلا ...!
فالأيدي ...التي ،
لا ...ترتجف ...وحدها ...
تجتاز ... مع ، الأمل ...
بوغازا ...!
 
 
 
 
 
☆☆☆☆☆☆☆
من ، يشعر ... بالأمان ....
لا ، يرحل ...!
و ، من ، يريد ... أن ، يمشي ...
أبعد ، من ، أنفه ...
يحرق ...أكواخ ... البؤس ...!
كقوارب -- طارق ...!
فالخوف ...كسيح ...!
و ، الخوف ... لا ، يحبو ...!
و ، العدو ... وهما ...
ليس ... اعتزازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
من ، يعيش ...مأساة ...
ليس ، ك" سارد " ...!
و ، صانعها ... ليس ...
كصالح ...!
و ، التأويل ...يذيب ...
الفوارق ...!
و ، اليد ... تخطئ ...
حرارة ... الخد ...
ان ، لبست ... قفازا ...!
☆☆☆☆☆☆☆
شاعر العشق بفاس العامرة
برادة البشير
© 2024 - موقع الشعر