الـــذئـــاب لايــتــغــيــر طــبــعــهــا - عبدالناصر عليوي العبيدي

ثُعَلُ الذِّئَابِ تغَيَّرَتْ أشْكَالُهَا
كي تُخْفِيَ الأَذيالَ بِالبَدْلَاتِ
-
سَرَقَتْ رَغِيفَ الْخُبْزِ فِي رَأْدِ الضُّحَى
حَتَّى أصَيْصَ الْوَرْدِ فِي الشُّرُفَاتِ
-
وَالْآنَ تُغْدِقُ بِالْوُعُودِ لَعَلَّهَا
تَلْقَى الْقَبُولَ وذاكَ من هيهاتِ
-
وَلِكَيْ تُكَفِّرَ عَنْ صَقِيعِ شِتَائِهَا
رَاحَتْ تُبَشِّرُ بِالرَّبِيعِ الآتِي
-
وَالغَدْرُ يَبْدُو فِي بَرِيقِ عُيُونِهَا
وَتَكَادُ تُخْفِي الشَّرَّ بِالبَسَمَاتِ
-
أَتُصَدِّقُ الأَغْنَامُ ذِئْبًا مَاكِرًا
أَكَلَ الخِرَافَ وَرَاودَ النَّعجَاتِ
-
أَمْ أَنَّ ذَاكِرَةَ القَطِيعِ ضَعِيفَةٌ
تَنْسَى الأَسَى وَتُكَرِّرُ الخَطوَاتِ
-
أَمَّا الذِّئَابُ فَلَا تُغَيِّرُ طَبْعَهَا
فالشََرُّ يَجثِمُ داخلَ النّيَّاتِ
-
مهما تُرَدِّدْ من كلامٍ ناعمٍ
لَنْ تَخْدَعَ الْعُقَلَاءَ بِالْخُطْبَاتِ
-
سيظلُّ ذيلُ الكلبِ مُعْوَجًّا ولو
أَبْقَيْتَهُ في قَالِبٍ سنواتِ
-
عبدالناصر عليوي العبيدي
© 2024 - موقع الشعر