فصيح(حُلُمُ العبيد) - أحمد بن محمد حنّان

وثنٌ أنا إن لم تكوني في دمِي
أرعى خُرافَةَ عابدٍ في مَرْسَمِي

تلهو الرياحُ بذكرياتي تارةً
وتُعيدُهَا أخرى لِمِرْجَلِ أَكْثَمِ

أَقْصِرْ حديثَكَ ليس ينفعُكَ الجوى
فلكلِّ قوسٍ فُرقَةٌ من أسهُمِ

هبني من الأمواتِ واخترْ ماتشَا
وانحرْ لهُنَّ من المعاجِمِ مُعْجَمي

عدني بأن ترثَ النساءَ قلوبَها
وتصُفَّها ضِمْنَ القصيدِ كمجرِمِ

ماعدتُ أرغبُ في المحبَّةِ عِفْتُها
حتى خيالُك َجودُهُ لا تُكْرِمِ

فأجبْتُهَا مالعودُ يُحْسَبُ من غضَى
ونباتُهُ في الهنْدِ من جذْعٍ هَمِي

كيف الفِراقُ وفي الفِراق ِجريمةٌ
إنْ كنتُ في أخرى سألقى بلسَمِي

أأقول زورا قد فُطِمْتُ بحبِّها
وختمتُ فيها نغْمَ نبْضٍ مُفْحَمِ

وإذا سهوتُ بطلْعِ وجهِكِ عنْدَها
أني بحسْن ِجمالِها في مأثَمِ

وإذا عَنِ اسمِكِ قلتُ شيئًا في الكرى
واِسْترْسَلَ الحلْمُ الجميلُ بمبْسَمِي

أأقولُ ماردةٌ بعشقي تُيِّمتْ
تأبى الخروجَ برقيةٍ أو مِحْجَمِ

ماضَرَّ قلبَكِ إِنْ بعُدْتِ بلا أسى
وتركتِ لي حُلُمَ العبيدِ بمنْجَمِ

أملًا بقطعةِ ماسَةٍ مفقودةٍ
رهنوا جميعَ حياتِهمْ في مغْنَمِ

بالسِّوطِ سيّدُهُمْ يسُوسُ جماحَهُمْ
وصراخُهُمْ في العالمينَ بلا فَمِ

أوَّاهُ من قلبٍ تسيَّدَهُ الهوى
بهِيامِ وهْمٍ في خيالٍ مُقْدِمِ

قد كان قدَّسَ بالأماني ليلةً
خَفِيتْ بآمالٍ عليه وقُمْقُمِ

واليومَ مقطوعُ الوريدِ بما اِشتهى
يبكي ولكنْ في لِسانِ الأبكَمِ

© 2024 - موقع الشعر