تفعيلة(صرحٌ من ورق) - أحمد بن محمد حنّان

زمنٌ بغيضٌ من
هُراءْ،
تبني الحماقةُ فيهِ
صرحًا
من ورقْ،
ليقول كبريتُ الجهالةِ
باسمًا:
أنا قائدُ الثوراتِ
سيفيَ
من خشبْ،
والنارُ من رأسِ
السماءْ،
لا تعجبوا!،
هو جاهلٌ أغواهُ
ذو القرنينِ
في سرقِ السببْ؛
___________
أنا لا ألومُ الغيرَ
إن غنَّى
الغرابُ بساحتي
يرجو الإشادةَ
والصخبْ،
جاورتُهُ ونسيتُ أنَّ
مطالعي
ريشُ العُقابْ،
وبأنَّ صوتيَ يُفَقِدُ
الألبابَ
ترديدَ الصوابْ،
وبأنَّهُ خمرُ العقولِ
مُرقِّصُ
الأبدانِ
إكسيرُ الشبابْ؛
___________
أنا لا ألومُ الغيرَ
إنْ طفْتُ
الصحاريَ حافيًا أو عاريا،
أرجو الرمالَ إزارَها
أو قبلةً بفمِ
السرابِ تُثيرني،
أرجو الأفاعيَ
َجلدَها خفًا لأقدامي
وأرقبُ
من سناها
جوهرةْ؛
___________
أنا لا ألومُ الغيرَ
إنْ خيلي
تواضعَ كي يشاركَ
في سباقاتِ
الحُمُرْ،
ودنا الحقيرُ
إليه في زِيِّ
الأميرْ،
والحاضرون رهانُهم:
حيوا
الأتانْ،
حيوا الأتانْ،
إني ألومُ سذاجتي
وسماحتي،
فتقبلي نفسي
أسافَةَ عثرتي،
سأكونُ بعدَ اليومِ
شخصًا
آخرًا لا شئَ
يُشبهني على هذا
الوجودْ.
 
 
2/6/2024
© 2024 - موقع الشعر