على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً - عبدالناصر عليوي العبيدي

ولي قلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ
ونهرُ الحادثاتِ به يحوفُ

إذا تركَ الرَّبيعُ بهِ زهوراً
على عجلٍ يُسَاقِطُها الخريفُ

إذا ينجو من الأقدارِ يوماً
من الأشرارِ تطعنُهُ السّيوفُ

كأنِّي والسرورَ على اختلافٍ
وإنّ الهمَّ وحدَهُ لي حليفُ

سيرتاحُ الحسودُ إذا رآني
وصحنُ الخدِّ تَلْطُمُهُ الكفوفُ

ولكنْ خاب ظنّاً حيثُ يدري
فمثلي لا تُنهنههُ الظروفُ

فما زالتْ تُصبِّرُني الأماني
وطيفُ الوهنِ يَزجرُهُ الوقوفُ

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً
مع الأيامِ ينقطعُ النَّزيفُ

إلى ربِّ العبادِ شكوتُ ضعفي
وأَعلمُ أنَّهُ الصَّمَدُ الرؤوفُ

إذا يرضى عليَّ أنا سعيدٌ
ولنْ أَهْتَمَّ إنْ سَخِطَ الألوفُ

فلي ثقةٌ بربِّ العرشِ دوماً
وإنّ اللهَ عدلٌ لا يَحِيفٌ

------
عبدالناصر عليوي العبيدي

© 2024 - موقع الشعر