قالوا: تزوجْت بعد المَدّ والجَزْرِفهل أتى البحرَ ما ترجو من القرِ؟مازلتَ تدفعُ بالعِناد سَهمَ أذىًوتُرّهاتُك بين الكَرِّ والفرمازلت تُشعِلُ ناراً ليس يُخمدهاإحسانُك الدهرَ لمّا استفحلَ الصَهرمازلت تخترعُ الأسبابَ واهيةحتى صَبغت حياة الأهل بالضُرمازلت تُشهرُ سيفَ الهَزْر مُغتبطاًشتان شتان بين الجِدِّ والهَزْرمازلت تُوقد حرباً لا انتهاءَ لهاتحتاجُ بعد انقضا عُمْر إلى عُمرمازلت تُغري بأوهام مُزركشةٍمِن أنّ مُستقبلاً يَختالُ في الخيرمازلت تجْترّ آمالاً مُلفقةكأنما شاعرٌ يتلو مِن الشعرحتى تزوجْت فازدادَ السعيرُ لظىًوشَبّتِ الحربُ ، فانظرْ كُبّة الجَمرفكل زوج لها سُوآى هواجسهاوأنت بينهما كالماء في القِدرلأن ظلمك للأولى غدا شبحاًيُهددُ العيشَ منه الشرُ يَستشريهجرتها ، فدهى الهجرانُ عيشتَهاشتان شتان بين الوصل والهجرواستأثرتْ زوجُك الأخرى بحِصّتِهامِن الوئام ، فزالت مِسحَة البِرفالأمرُ ما أمَرَتْ ، والنهي ما لفظتْوأنت كالعبد بين النهي والأمروغَيّرتْك ، فلم تُدركْ مكائدَهافما أسرّتْ ، وصار الكيدُ بالجهروقيّدتْك بأغلال مُصَفدةٍففي اليدين بدَتْ سلاسلُ الأسرأم العيال غدتْ في الدار مُهمَلةتلوكُ عيشاً يُعاني وَطأة القهربَردُ الشتاء كحَرِّ الصيف يُزعجُهاما الحالُ إن أصبح الصقيعُ كالحر؟جَندَلتها ، فانزوتْ أطيافُ فرحتِهاوالبؤسُ زاحَمَ ما حازتْ مِن البِشْروالبيت أصبحَ مثل البحر مُضطربايُصارعُ العيشَ بين المدّ والجَزروعاتبتْك ، فلم تُنصتْ لمَعتبةٍفالأذنُ أمستْ تُقاسي كثرة الوَقروآخذتْك على ما كان من خطألكنّ قلبَك للأخطاءَ يَستمريوأرشدتْك إلى تحقيق مَعدلةٍكي لا تُلاقيَ ربَ الناس بالجَورتخشى عليك مَصيراً عَاتياً وَعِراًفكنْ بصيراً بما تأتي وما يجريووَسّطتْ مَن رأت فيهم وجاهتهمفما استمعت لهم ، يا خاملَ الذكربل كنت فظاً غليظاً لا رشادَ لهوليس مِن حِكمةٍ في عقله تسريهم أفحموك ، وقد ساقوا أدلتهمأكرمْ بأصحاب علم سادةٍ غرفما استطعت لمَا قالوا مُجادلةلكنْ وعدت وعوداً ذِكْرُها يُزريفأين وعدُك ، والموعودُ مُنتظرٌ؟شتان بين صدوق الوعد والهَتْركم ناولتْك مِن الأموال تطلبُهاأيامَ كنت تُعاني قسوة الفقركم أيدتْك برأي مُشرق نضِرحتى ارتقيت بما حَبتْك مِن فِكْركم دافعتْ عنك في سِر وفي عَلنوما أذاعتْ - لرب البيت - من سِرواليومَ تحرقها بالنار ساعرةإذ قادك الهجرُ للخذلان والغدرأشمت فيها أناساً لا خلاقَ لهمفأصبحتْ مِزقاً في ألسُن الغيرقالوا: تزوجت قالت: شرعُ خالقناوتلك سُنة خير الناس مِن مُضَرولم تُطالبْك بالتطليق يا رجلاًولم تُنفذ وصايا العم والصِهرما بالزواج من الأخرى مخالفةوليس يحتاجُ هذا الحُكْمُ للفَسرلكنْ لتعدلْ لكي تدومَ عِشْرتُناوكي يدومَ لنا - في العيش - ما يُغريفما عَدلت ، وذي بلية عظمتْوالظلمُ مُرتهنٌ بالإثم والوزرفبيتُ زوج كمثل البئر مُظلمةوالماءُ فيها يُعاني مُؤنة الغوروبيتُ أخرى كمِثل القصر مَنظرهشتان شتان بين البئر والقصرماذا يَضُرّك إنْ عدلت يا رجلاًأليس ذلك أمْرَ الراحم البَر؟ألم يُعددْ نبيُ الله أسوتُنا؟فحققَ العدلَ في يُسر وفي عُسْرهل اتبعت بما قارفت سُنتهُ؟هل اقتديت به لوافر الأجر؟العدلُ أولى ، فكن بالعدل مُتصفاًمِن قبل سُؤلك في غيابة القبرالعدلُ أولى ، فكنْ عَدلاً ولا تجترئْعلى الشريعة خف من موقف الحشرالعدلُ أولى ، فما في الظلم مَنقبةفاز العُدولُ بما نالوا من الفخرالعدلُ أولى ، فإن الجَور مَخبثةوالجائرون لهم مَصارعُ البَورالعدلُ أولى لتلقى اللهَ مُبتشراًكي لا تبوءَ بضنكِ الحال والثبرالعدلُ أولى ، وأنت اليومَ تملكُهُوالعاقلُ الفذ مَن ماضيهِ يَسْتقريالعدلُ أولى ، وربُ الخلق مُطلعٌغداً ستحصدُ ما زرعت من بَذرالعدلُ تِبْرٌ ، وتُربٌ كل مَظلمةفهل تساوى تُراب الأرض بالتِبر؟فاسمعْ لها ولمَا تُلقيهِ من زبدٍمن المواعظ جَلّتْ عن أسى الزجرتقول: يا صاحبي ، رفقاً بعِشرتناما كان قلبُك يا زوجاه كالصخروما عهدتُك تكويني وتجرحُنيبسيّيء القول والسوآى على الفورماذا دهاك؟ أمَسحورٌ ومُختبِلٌ؟فهل نطالبُ بالإمساكِ والحَجر؟نصحتُك اليومَ نصحاً أسْتعينُ بهِعلى عِنادك ، لا تمدحْ ولا تُطريبل انتصِحْ ، ربما أزلت وَحشتناحتى أعالج ما استدبرتُ من أمريوالله يشهدُ أني لستُ شامتةولن أكون التي حَليلها تشرييا هذه الزوجة العصماءُ جُدتِ بماأوتيتِ من كَلِم في ذروة السحرفاللفظ عذبٌ ، وفي التصوير فلسفةوفي العبارات باقاتٌ من الزهرجزاكِ ربكِ خيراً أن نصحتِ لهيا ربة الجود والإخلاص والطهرأديتِ حق حَليل والعِيال معاًأنا أثمّنُ ما طرحتِ من نُذرأنا حِيالكما أحتارُ صبح مساماذا أقدّمُ في شِعري؟ وما عُذري؟ألا أكون بذلتُ الوُسعَ في حدثٍاِحترتُ فيه ، وما عرفتُ ما دَوري؟شهران لي في صراع دائم شرسحتى يَراعي خبا في جوفه حِبريشهراً أفكر في حَل لمعضلةوأسأل العُلما قرابة الشهرماذا أقولُ؟ وقلبي لا يُطاوعُنيحتى يَراعي أبى ، وقد عصى فكريفهبتُ بالقلم الرصاص يُسعفنيفقال: سِني كسيرٌ ، صاح فلتبريوبعدُ سطرتُ نصاً ما فرحتُ بهبالدمع أقرؤه على مدى الدهرفقد فجعتُ بظلم الزوج زوجتهُبلا ترو ولا شيء من الحِذريا صاح عَدّدْ ، وطبقْ ما أمِرت بهِمِن العدالة تحصدْ أعظمَ الأجروالله ناصرُ أهل العدل ما عدلواومَن سواه يُوافي الخلقَ بالنصر؟
مناسبة القصيدة
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.