قد لبَّى الدَّمع ما جرى فلبَّاني

لـ عمر صميدع مزيد، ، في العتب والفراق، 22، آخر تحديث

قد لبَّى الدَّمع ما جرى فلبَّاني - عمر صميدع مزيد

قد لبَّى الدَّمع وجرى فلبَّاني
وخشيت من جريانهِ يغشاني
 
دمعٌ يذيبُ جفن العينِ بسائِلهِ
لفرطِ ما هيَّجتهُ نيرانُ أحزانِ
 
دمعٌ يجري من جوف العينِ
مثل حبةِ الدُّرِّ مُزِجت بمرجانِ
 
ساروا وما لاحظتُ لهم أحداجٌ
إلَّا بغفلةٍ مني وسهوٍ ونسياني
 
جفَّت ديارهم وضاقت رحابها
وجفَّت روحي بعدهُم وجثماني
 
فكيف أهجرهم والدَّارُ جامعةً
وليس لي بقُربهم أي هجرانِ
 
إنَّ الحبيب في الأحلامِ واحدٌ
وليس له في الأحلامِ من ثاني
 
يرمي بلحاظهِ حتف لاحظيهِ
كعصا موسى وملك سليمانِ
 
أُعطيهِ من الأشواقِ ما يشاءُ
وإذا اشتقتهُ مرةً ما أعطاني
 
فلا يسرُّهُ إن رآني ضاحِكاً
كلَّا ؛ ولا يسؤهُ إذا ما أبكاني
 
ولا بطرقِ باب الهوى يعنيه
ولا شأن غروره يُناجي شاني
 
فإن رأني أطراني بغلظتهِ
وأرهقني بجفائهِ حتى أعياني
 
فضاق الدَّهر بي وضِقتُ بهِ
كأنَّنا باندماجِ الوصف مثيلانِ
 
أبوفراس الصميدعي
9 سبتمبر 2023
© 2024 - موقع الشعر