في القلب مما أرى سَعدٌ وتغريدُ
وغِبطة وَقعُها – بالخير - مَعقودُ
وفي الضمير حَفاواتٌ ودندنة
وفرحة ما لها في النفس تحديد
والعينُ تستغربُ الأحداثَ تُبْصِرُها
تقول: هل ما أراه اليوم معهود؟
والروحُ أذهلها عن رُشْدها حدثٌ
أمستْ تُشَيّعُ ذِكراهُ المواجيد
والعقلُ أدهشهُ ، وغال قدرته
على التدبّر ما بَث الأجاويد
والشِعرُ دَف لمَا أغرى سَكِينته
فساقه نحو ما يهواهُ تقصيد
أواهُ كم تبعثُ التقوى مُفاجأة
وكم يسُرّ فؤادَ الصب تغريد
وكم يقودُ إلى أوج الهنا نبأ
به يزولُ – مِن الوجدان – تنكيد
قالوا: انظروا قطة شادت مَفاخرَها
وكم يُكَلف إنشادٌ وتشييد
وخلدتْ ذكْرَها بفعلةٍ صدحتْ
بها المَقالاتُ حتى عز تخليد
فحصّلتْ من ذرى الإعجاب حِصتها
والكل أطرى ، وزفتْها الأغاريد
هيَ التراويحُ نادتْها لتشهدها
وللإمام بآي الذكر تجويد
فأسرعتْ نحوه نشوى ملبية
كأنهُ الوعدُ لمّا حان موعودُ
بعضُ الأنام جَفَوْا عمداً تراوحَهم
وتلك لم يُثنها كدٌ وتنهيد
كأنها أنصتتْ للآي في شغفٍ
وللإمام مَقاماتٌ وترديد
فاستعذبتْ ما له حَنتْ مَسامعُها
لها بما استمعتْ – لله - تمجيد
وكررتْ كل لفظٍ شدّ مَسمعَها
وفي المَقاطع تسبيحٌ وتحميد
وعاينتْ حِلمَ مِغوار يُرتلها
له ادّكارٌ وتحبيرٌ وتجريد
إن (ابنَ مِهساسَ) سلاها وطمأنها
وفضّ حيرتها ، فزالَ تعقيد
هو الأمانُ أتى في ساح مسجده
والجَمعُ في ساحة الإيمان مَحشود
فاستمتعتْ قطة بالآي بينة
فزال عن قلبها ذعرٌ وتسهيد
على رواية (ورش) دون لعثمةٍ
وإن (وَرْشاً) بهذا السبق صِنديد
هذا (وليدُ) لهُ سَمتٌ ومَدرسة
رعى قواعدَها يحدُوه تشديد
لا ليس يقرأ للدينار ينشدهُ
وغيرُه عنده الدينارُ مَنشود
(وليدُ) يتلو ، وللآيات رجْعُ صَدىً
لله يقرأ آيَ الذكر غِرّيد
فليس مُرتزقاً يتلو على عَجَل
حتى يكون له رضاً وتأييد
يتلو الكتابَ ، ولم يفقهْ مقاصدَهُ
كأنما عقله غزاه تفنيد
وليس يُسقط حرفاً في قراءته
وحَدْرُه إن تلا زاكٍ ومحمود
لكنه أسقط الأعمالَ قاطبة
بالآي يذكرها ، والأمرُ مقصود
وخاب مرتزقٌ يبيع ذمته
والسوقُ راجتْ ، وتبلوها المواعيد
(وليدُ) حبّرت آي الذكر عن رغب
وليس يحتاجُ ما أقول توكيد
هي التلاوة تُنبي عن مُرتلها
ويَعلم السرَ والإخلاصَ مَعبود
حتى أتتْ هرة بشّ الجمالُ لها
وأمرُها بين كل الناس مَشهود
في لقطة فذةٍ تسمو بناظرها
وما لها في الذي جاءتْهُ تمهيد
لما اطمأنت على أقدامها صعدتْ
وأخذها الحِذرَ – في الصعود - مَنشود
وأرسلتْ في ثنايا الثوب مِخْلبها
ما ردّها عن سنا الصعود تهديد
والشيخ داعبَها مُمَرراً يده
على مَعاطفها ، والكفُ مَمدود
والكف تشملها سَحّاءَ حانية
والبطنُ هشتْ لها ، والظهرُ والجيد
حتى استقرتْ بلا خوفٍ على عضُدٍ
لها فؤادٌ – على الحبيب - مَفؤود
مشاعرُ الحُب تحدُوها وتدفعُها
نحو المُحِب ، وإن يعوقُ مجهود
وقبّلتْه ، وللتقبيل رَونقه
هل عِشقها لإمام الحي مولود؟
تُزري بهُوليودَ نجواها وقُبلتُها
وفي المحطات إن عاينت مردود
ما المسرحيّات؟ ما الأفلامُ إن هبطتْ؟
وإن باطلها في الناس منكود
لكنّ قِطتنا سَمَتْ عواطفها
عن أن تُسِفّ كما يُسِفّ عِربيد
(وليدُ) رتلْ ، ومَتعْ كل من حضروا
والأجرُ عند مليك الناس مرصود
(برجَ العُريريج) حيّ الصِيدَ مَن شهدوا
عُرسَ التراويح كم يسمو به الصِيد
غداً ستفنى ، ويُبلي الدهر سادتكم
وذِكْرُ هرتكم - في الناس - موجود
جزائرَ الخير بُشراكِ الخيورُ أتتْ
فكل خير بآي الذكر مَعقود
تاريخكِ الفذ تَهدينا ويُحْرجُنا
فصوله شادَها نصرٌ وتوحيد
إن (الجزائر) في الديار مَفخرة
ربوعُها الشم والأصقاعُ والبيد
دماءُ جُندك للأحرار بدرُ دُجىً
كي لا يعيش على الأرض العبابيد
مليونكِ الفذ لم تذهب دماهُ سُدىً
وفي قراكِ تسامى الفضل والجُود
واليوم نفخرُ بالإمام يُتحفنا
وللصنيع أتى هديٌ وترشيد
أيا (وليدُ) بك الفخارُ مُؤتلقٌ
ولا يُزاحمُه حَدٌ وتقييد
رحمت ضيفتك التي هنا صعدتْ
وجرحُ خاطرها علاه تضميد
لو شئت عاقبتها بالزجر تُوقفها
حتى يكون لها حَدٌ وتحديد
ما كان أيسرَ مِن كَفٍ يؤدبُها
حتى يكون لها سَمتٌ وتعويد
وعِبرة تُصبحُ الرعناءُ إذ غلطت
في موقفٍ حرج ، والضربُ تأكيد
لكنه الرفقُ بالحَيْوان شِرعتُنا
أوصتْ به ، والذي يأتيه مسعود
أعدت ذكرى أبي هر وقطته
ذاك الذي من خِيار الصحب معدود
(أبو هريرة) فوق الرأس كُنيته
أكرمْ بها كُنية والصِيتُ غِريد
أسماهُ (أحمدُنا) بها فحبّذها
والدُرُ في لفظها الجميل منضود
فبات يُدعى بها بلا مواربةٍ
وبات للكُنية العصماء تقعيد
وإن للطوّافات المدحَ متصلاً
كأنهن به الغِيدُ الأماليد
مليارُ فردٍ ونصفٌ شاهدوا عجباً
هذي الهريرة مَزهوٌ بها الجيد
ومعظمُ الناس شادوا بالذي شهدتْ
عيونُهم ، ثم قالوا: يومُنا عيد
وسطروا كلماتِ المدح موجزة
ولم يكن في الذي قالوه تزويد
والبعضُ ذاد عن الإسلام دون هوى
حتى يُزيل ضلالاً خطه هُود
والبعض نال مِن الإمام تشفية
وكل قلب – لدى التشويه - جلمود
لأنهم عجزوا عن عُشْر منقبة
كادوا بلا هدفٍ ، وساد تبديد
وأشعلوا فتناً شبّتْ ضراوتُها
وأشعِلتْ للألى احتجوا الأخاديد
واشتط أفجرُهم حتى يُلقنهم
ما يستطيلُ به ، والمكرُ مقصود
إذ قال: إن (وليدَ) الخير مَثّلها
بقطةٍ ذبلتْ أجفانُها السُود
تقيأ الكاذبُ الأشقى خزعبلة
وكم يُدسّي وُضوحَ الحق مَفسود
وقال ما قال بُهتاناً وسفسطة
ما قيمة القول ، والرجحانُ مفقود؟
وراح ينتقدُ القراء يَمقتُهم
ومُنتهى علمه الخمورُ والخود
وكيف ينتقد القراء منحرفٌ
والرشد عنه نأى ، والعِلمُ مَوؤود؟
هو السفيهُ ، فلا الدليلُ يُسعفه
والعقلُ في ربقة الأغلال مَصفود
توهمَ الخِب أن القوم يَصرفهم
عن الحقائق مأجورٌ ورعديد
وإن تلفزة (السي إن) بات لها
صدقٌ على كل ما تُزجيهِ مَعهود
لمّا يكنْ يا دعاة الشر فبركة
حتى يكون لكم صرفٌ وتزهيد
حقيقة هذه على الهوا نقلتْ
فليس يُجدي لدى الجمهور تنديد
إمامَنا دُمت في عِز وتكرمةٍ
وشدّ أزرك إيمانٌ وتوحيد
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.