بالمال كم جاد الغنيُّ على الفقيرْليُعين مسكيناً يئنّ ويستجيرْويشدَ أزر مَن استكان لحاجةٍويُزللَ العقباتِ والحالَ العسيرويُعينَ أرملة ببعض عطائهحتى تُعالجَ مُدلهمّاتِ الأمورويسد حاجة مَن أتى متسولاًدفعتْه للتجوال أوضاعٌ تمورويعولَ أيتاماً يلوكون الشقافي عالم فقدَ التراحمَ والشعورويُغيثَ ملهوفاً ، ويكرم سائلاًويفك - إما شاء - بالمال الأسيروسواه جاد بمِيرةٍ لمن اشتهىوبنفسه يسقي ، وأحياناً يَميروسواه أعطى عارياً ما يرتديمن أفخم الأصواف ، أو أغلى الحريروسواه يفرشُ بالطنافس بيت مَنمِن فقره لم يفترشْ غيرَ الحصيروسواه قد يهدي الحجاب لغادةٍلم تلق أموالاً تُجنبها السفوروسواه آلمه الألى افترشوا الثرىفأعارَهم مِن غرفة النوم السريروسواه جاد - على المريض - بكِليةٍليعيش في كنف الحُبوروسواه - بالدم - جاد يُنقذ نازفاًأضحى يُعاني من أذى الجرح البقيروجميعُهم يرجو من الله الجزاويَبيتُ يحلمُ بالمَثوبة والأجورأما أنا فبذلتُ عيني للذيطوعاً وكرهاً كم جنى مني الكثيرقالوا: أصيبَ ، ولا حُلول لعينهسيعيشُ أعورَ بعد ما كان البصيرفسألتُ: أين العين؟ قالوا: جُندلتْفبكيتُ - من قلبي - عذاباتِ المصيرفطلبت رؤيته ، فقالوا: غائبٌعن وعيه إذ لا يُزار ، ولا يزورقلتُ: اخلعوا عيني ، وأهدوها لهكيلا يكون ابني شبيهاً بالضريرقالوا: اهدئي نفساً ، ولا تستعجليحتى نراجع ما نقول ، ونستشيرويقودنا التحليلُ وفق شروطهوقرارُ جمْع - بالعيون هنا - خبيرقلتُ: ارحموني من مكابدة الأسىوترفقوا - يا ناس - بالقلب الكسيربابني فجعتُ ، ألا ترون مصيبتي؟والدمعُ - مذ وافى بعِلته - بحوروالآهة الثكلى تُحطم خاطريوأظلّ ثكلى تحت تأنيب الضميرهيا خذوا عيني تُجَمّل وجههلأراه بدراً ساطعاً بين البدورقالوا: على الإقرار هذا وقِّعِيحتى نباشرَ ما نجهّز من أموروتذرعي بالصبر في هذا البلاوسلي - لنا - التوفيقَ من رب قديرفهو اللطيفُ لما يشاء ، وما لنامولىً سواه ، ولا معين ولا نصيرليس الذي نأتي بأمر هيّنبل - والذى رفع السما - أمرٌ خطيرونقشتُ الاسم على القراطيس التيجاؤوا بها ، وقرأتُ من بين السطورأني سأفقد بعد ذاك حبيبةأغلى من الدنيا ، وليس لها نظيروأعيش شوهاء الجبين كئيبةويُضيرُني - بين المخاليق - الظهورلكن ليحيا الابن في أوج الهناويسيرَ مرفوعَ الجبين ، كما الأميرفزجرتُ أهل الطب ، قلتُ: ألا ابدأوافأتوْا إليّ ، وأشفقوا مما يصيروأنا التفاؤلُ لفني ، وأعارنيثوباً من الإقدام يغمرُه السرورحتى إذا فرغوا طرحتُ تساؤلاًوالقلبُ فيه - من الجوى - نذرٌ يسيرماذا إذا الأقوام لم يتمكنوامن زرع عيني في الفراغ المستدير؟ماذا إذا التقدير خان دُعاته؟هذا هو الضنك المُضمّخ بالثبوروبقيتُ أهذي دون أي إجابةٍحتى أتاني - يحملُ السلوى - بشيرقد زفّ لي بشرى نجاح جراحةٍوالفضلُ فضلُ الله مولانا الخبيرففرحتُ بالبشرى ، وسالتْ أدمعِيوغرقتُ في مرح غزا الدمعَ الغزيروخرجتُ ، وابني ليس يعرفُ عِلتيوكشفتُ عن عيني الضمادة والستورفإذا به استحيا ، وأبدى نفرةفطفقتُ أوسعه بلوم كالعبيروأقول: عيني يا بني تقرّحتْلمّا تربع - في جوانبها - الذَّرورحتى تقرّر خلعُها لسلامتيما حيلتي؟ والأمرُ لله البصيرفانظر بعينيك الخلائقَ والدناودَع البلاءَ المُستبد المستطيرأنا لم أشأ أن أعْلِم ابني قصتيكيلا يُفاجأ ، أو يُجادل ، أو يَحورلكنني أخفيتُ كل حقيقتيليعيشَ تحدوه السعادة والحُبورولذاك أوصيتُ الأطباءَ الألىقاموا بخلع العين هذي من شهورأن يكتموا أمري ، وربّي شاهدٌومُذيعُ سِري ليس – بالتقوى - الجديرورأيتُ الابن يسومُني سوء الجزاويسبني ، بئس الفتى الوغد الحقيرويسوق ألفاظاً نأى عنها الحياوكأنها كذبٌ وتلفيقٌ وزورووعظته حتى يعود لرشدهلكنه استعلى ، وشط به الغُروروسعى - على الأرض - اختيالاً مثلمايسعى مريضُ القلب مُختالاً فخورحَسْبي مليكُ الناس منك مُعذبيفهو المجيبُ لمن دعا ، وهو المجير
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.