مرحى بغائبتين في غيابهما
ذقنا الأسى والضنا والبؤسَ والألما
حبيبتان ، فذي أمٌ تشرّفنا
وتلك أختٌ هواها يبعث النغما
لم نبتسم قط مذ هاتين سافرتا
والآن كل فتىً يختال مبتسما
وما استكانت - لطعم النوم - أعيننا
وهل ينام الذي بحزنه اصطدما؟
ولم نذقْ قط مِن سَعدٍ ولا مَرَح
وكيف يسعد من في شوقه انهزما؟
واليوم حُق لنا أن نستطيل على
مُر العذاب ، ونطوى الكربَ والسقما
ونُتحفُ الدارَ زيناتٍ وزخرفة
ونرفعُ الهامَ والأشواقَ والهمما
ونبذلُ الشعرَ - في الأركان - مؤتلقاً
ونُسكن الحَس والإحساس جو سما
ونسعدُ اليوم باللقيا خواطرنا
عادت إلينا التي تهدي لنا القِيَما
وشرفتنا بهذي الدار فاطمة
طابت لنا بين مَن نشقى بهم رَحِما
لا يوجد تعليقات.