يا كاذبون كفى ، لن تخدعوا البشرا
كفاكمُ دجلاً ، فالحق قد ظهرا
لا يجهل الناس أن الظلم منهجكم
وأنكم شر من ربُّ الأنام برا
فيم التحايلُ ، والخداعُ مذهبكم؟
حبكتمُ اللؤمَ والتدليسَ والدَّبَرا
واحتلتمُ في عقودٍ نصُّها كذبٌ
فعاقب الله من أملى ومن زَبَرا
أكلتمُ إرثَ أختٍ وُدَّكم عَدِمتْ
ويعلم الناس: من قد غاب أو حضرا
لم ترحموا ضعفها وضنك عيشتها
وضيق ذات يدٍ يُردي من افتقرا
عصابة تبعتْ كبيرها صلفاً
فاقوا المغول بما كالوه والتترا
وكان أعتاهمُ في الظلم أكبرهم
إذ فاق في بطشه بأخته البشرا
خان الأمانة والعهود مجترئاً
وذكّروه ، فما استحيا ، ولا ازدجرا
والمسرحية في الأهلين أخرجها
في مسرح ضم - للفضيحة - الغجرا
وقال باعت ليَ الأرض التي ورثتْ
وساق للناس - إذ لاموه - عقد شرا
فعارضتْه وقالت: لم أبعك شياً
وليس عندي اتفاقٌ كان مستترا
فإذ بأكبرهم يُدْلي بحجته
وقسّم الإرث ، وانصاعوا لمن فجرا
وضاع حقٌ ، ولم تضعْ معالمه
وفي المحاكم أوراقٌ تفيض مِرا
حتى إذا مات أشقاهم وأكذبهم
ومِن حلول قضاء الله لا وَزرا
وأسلم الروح جبراً لا طواعية
وأمر رب الورى - في عبده - قدِرا
وغسلوا جثة المجنوز تحسبهم
لا يعلمون أضاليلاً بها اشتهرا
لم يصطحب درهماً - في النعش - يؤنسه
والسعي ضل ، وعبد المال قد خسرا
وشيعوه إلى القبور ما دمعتْ
عينٌ عليه ، فظلم المفتري استترا
ولا مناقب إن قيلتْ ستسعفه
بل التحايلُ - في كل القرى - انتشرا
وجهزوه لقبر قد أعد له
وعنده وقف الكذاب مبتدرا
وفاجأ الكل بالدعوى تُجملهم
والناس تدرك ما من الفقيد جرى
قالوا: ديون أبينا اليوم نحن لها
ونحن نجبر بالأموال ما كسرا
نعطي العهود هنا ، ولا نخل بها
ونستجيب لما رب السما أمرا
ونحن أصدق من صلى وصام تقىً
وحج بيت إله الناس ، واعتمرا
يا أيها الناس مَن منكم يُصارحُنا
بما له عندنا ، ويَصدقُ الخبرا؟
نحن الثلاثة فيما ندعي صُدُقٌ
نخاف رباً – على العِباد - مقتدرا
ففوجئوا بادعا أبناء عمتهم
وكل فردٍ - بما في قلبه - جهرا
عشرون قيراطٍ الفقيدُ أممها
بدون حق ، وحاز الأرض ، واحتكرا
فهل تردون ما الفقيد أممه؟
أم تشجبون قصارى القول والنذرا؟
تذكروا النهب من عقدين قد مضيا
لقد يعين مليكُ الناس من ذكرا
أما الشهود فقريتنا تُعَيِّنهم
مَن قرَّ فيها ، ومَن قِفارها عمرا
رجالها والنسا والطفل قد علموا
ومَن سَكَنَّ - لفرط الغيرة - الحذرا
والكل يعلم بالتدليس جاد به
عمٌّ تعشَّق غمط الناس والبطرا
فأعرضوا ، وقلوب الناس تمقتهم
أما كبيرهمُ فالمطلبَ احتقرا
وقال: هل هذه حقاً مناسبة
وأسكت الكل محتجاً ومعتذرا
وكان أحرى به إحقاق دعوتهم
حتى يجنب أبّاً ظالماً سقرا
قد مات زيدٌ ، وعمْروٌ حاز نُهبتَه
يا ليت عمراً توخى الحِذر ، واعتتبرا
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.