كفـى تبرّجاً وقبحاً!(معارضة للخوري أفوق الركبتين) - أحمد علي سليمان

لِحَدّ الركبتين تشمّرينا؟
أسائلُ - أي بحر - تعبُرينا؟

وأي رقيعةٍ ضحكتْ عليكِ
فصرتِ تقلدين الساقطينا؟

أفي المكياج خيرٌ للصبايا؟
ألستِ بقبح وجهكِ تُبصرينا؟

وهل نمصُ الحواجب فيه زينٌ؟
ألستِ - بشين فِعلكِ - تشعرينا؟

وهل ضِيقُ الثياب بشيرُ خير؟
ألستِ بضيق ثوبكِ تضْجَرينا؟

وهل ساقاكِ قد هانا عليكِ
فبات العُرْي طبعاً مُستبينا؟

وهل وشمُ الخدود ترين حُسْنا؟
رأيتُ الوشم تشويهاً لعينا

وهل صبغ الرموش لمُشتهيهِ
يروقكِ؟ أي دين تدّعينا؟

وهل نزعُ العباءة مِن هُدانا؟
أم اْن العُرْيَ سَمْتُ الكافرينا؟

وهل ترصيعُ ثوبك باللآلي
يَزينكِ؟ أي زين تزعمينا؟

وهل حُسْنٌ يجيئ بوصل شعر؟
فإن الوصل هديُ الفاسقينا

وهل تفليجُ سِنكِ قد أتانا
به القرآنُ؟ فاستهدي الأمينا

وهل وَشْرُ القواطع قد أتته
قديماً أمهاتُ المؤمنينا؟

وهل ترجيلُ شعركِ للضحايا
يزيد الحسنَ؟ أم يُردي المئينا؟

وهل تلوينُ خدّكِ للبرايا
جميلٌ؟ أم يُجرّعُنا المُجونا؟

وهل كعبُ الحذاء يكون شبراً؟
رويدك ، حاولي أن تصْدُقينا

وكيف يُشَق فستانٌ قصيرٌ
ليُظهرَ عَورة للمعجبينا؟

وكيف يَشِفّ ثوبكِ عن قوام؟
أراكِ جريئة ، لا تستحينا

وكيف تدوس سُمعتكِ الرزايا
وأنت - بموت قلبكِ - تفرحينا؟

وكيف تلوك طلعتكِ الخطايا
ويصعقُ دُعرُ منظركِ الجبينا؟

أليس يَقضّ مضجعكِ التعرّي؟
تعري البنت نهجُ المجرمينا

ألا تخشين ما تُخفي الليالي
وأقدارُ المهيمن تحتوينا؟

عيونُ التافهين عليكِ نارٌ
جواها يبعث الحب الدفينا

فتنتِ الناس - عمداً - بالتدني
فما اتبعوا - وقد نظروكِ - دِينا

فحيناً كنتِ فتنة مَن تمطى
وكنتِ شِراك مَن يقلوكِ حينا

نشرتِ القبحَ بين الناس جهراً
فباؤوا – بالدغاول - أجمعينا

هيَ الأزياءُ تمحقُ كل طهر
وتهدمُ – رغم قوّته - العرينا

هيَ المُوضاتُ تدحرُ كل عِز
وتسعِدُ – في الدنا - المتسكّعينا

ألا إن الكوارث داهمتنا
وبات العيشُ منتكساً دَجينا

تمرّقتِ المبادئُ والسجايا
وصِرنا – عن هُدانا - تائهينا

وأودى بالعُرَى تضليلُ قوْمي
وأغرق موجُ وطأته السفينا

وأعداءُ الحنيفة مزقونا
وبتنا في عِداد الضائعينا

لفظنا الوحي ، لم نعمل بحق
وللفجّار أعلنّا الركونا

تبرّجتِ النساءُ فما غضبنا
وطالتْ هذه الفوضى سنينا

فأعلنّ التهتكَ والتردي
وكم حاربْن سُؤدَدَنا الرصينا

أبيْنَ السترَ ، فاحتوتِ المَخازي
فريقاً – للتحلل - مُستكينا

قد انفلتَ الزمامُ ، فلا احتشامٌ
ولا قِيمٌ تسودُ العالمينا

وأصبحتِ النسا مِلكاً مُشاعاً
وقد نجحتْ فلولُ المُلحدينا

وبنتُ (خديجةٍ) أمستْ سَراباً
لذا تبعتْ دروب الهازلينا

رأتْ في التيه نهجاً مستقيماً
وسارتْ خلف قوم مفسدينا

قد استغنتْ عن الأخرى بدنيا
وكم صنعتْ صنيعَ الأرذلينا

أبتْ إلا التخبط في الدنايا
كما يتخبط القومُ العَمونا

نصحتكِ لو يُفيدُ النصحُ بَلها
وفي الذكرى انتفاعُ المؤمنينا

ألا عودي لربك ، واستقيمي
فعَوْدُكِ قد يَسرّ المسلمينا

وتوبي ، إنما التوبة ذخرٌ
وإن الله مولى التائبينا

ولا تغرُرْكِ مَن ضلتْ وخابتْ
ومَن سارتْ مسيرَ الخائبينا

لقد أملاكِ ربكِ ، فاستفيقي
كما أملى لمن يستكبرونا

وإمهالُ المليكِ له حدودٌ
وأخذ الله يُردي الظالمينا

ألا ولتبكِ ما قصّرتِ فيهِ
وجدّي تلحقي بالعائدينا

ولا ألقاكِ في ثوب قصير
لأن الستر دأبُ الصالحينا

فإني قد أطلتُ اليوم ثوبي
خشيتُ البرد يتركني طعينا

ولستُ ألامُ إنْ قصّرتُ ثوبي
أظنكِ مثلَ هذا تفقهينا

كفى بُعداً عن الإسلام يا من
ملأتِ الأرضَ عُرياً مستهينا

رحى الأقدار دائرة ، فتوبي
ألا ولتذرفي الدمعَ السخينا

نصحتُ ، وأجرُ شِعري عند ربي
تعالى الله رب العالمينا

© 2024 - موقع الشعر