مِن أي قوم أنتَ يا متفيهقُ؟وبأي حق في الورى تتحذلقُ؟تُفتي بلا علم ، وتنشرُ باطلاًوخلاصة الأقوال جهلٌ مُطبِقوأراك تهذي عابثاً متخرصاًوبكل جهل تستطيل ، وتنطقوتحرّفُ الألفاظ عن مدلولهاوعلى الذي حَرّفتَ بعدُ تعلقوتُحمّل الكلمات ما لم تحتملْولقد تزيد تكلفاً ، وتلفقأقصرْ غرابَ البين ، وادرسْ وانتصحْفإلى متى فينا تؤز وتنعِق؟مازلت تتخذ التصنع منهجاًوإذا انكشفت أتيتنا تتملقأتُراك تحسب ما سطرت حقيقةقد صاغها متثبتٌ متحقق؟أتراك تبصر بالذي روّجته؟بئس الذي روجت بئس المنطقأتراك قد دققت ما تهذي به؟بئس الذي أشهرت بئس مدققأتراك تقطع في الكلام تسوقهقطعَ الذى يهوى الصواب ويعشق؟أتراك تطلق كل حكم زاعماًأن الذي أطلقت جد موثق؟وأراك تنقل لم تغربلْ كالذيبين الدجى والنور ليس يُفرِّق؟تجني على ( الضاد ) البريئة عامداًوتبيت - في كيل الأذى - تستغرقهي يممتْ غرباً ، تود نجاتهاوأراك توغل في الجفا وتشرّقكيف استبحت حِياضها وتراثهاحتى اشتكت – منك - الحِياضُ الدّفق؟كيف ارتضيت لها الرضوخ لما ترىمما يشين من الهراء ويُوبق؟كيف استعرت لها لباساً بالياً؟أيكون – للضاد - اللباس الأخلق؟أعلى حساب الضاد ترجو سُمعةوتريد جمعاً يَحتفي ويُصفق؟إني أعزي الضادَ فيما نالهافالعينُ تدمعُ ، والمشاعرُ تشفِقوالنفس تأسفُ ، والعواطف تشتكيوالقلب يزعجه المصيرُ المحْدِقوالشعر - ويح الشعر- يدفع جاهداًقوماً بما كسبت أياديهم شقواوعلى (غراب البين) ألقى صخرةًدُرراً تؤدّبُ مَن غدا يتفيهقوتصد هجمة جاهل متعالمسمج الكلام ، ولفظُه يتحرقيبكي - على الفصحى - بكاءً زائفاًإذ مثلُ هذا ليس يوماً يَصدقأيظنها صيغت على ما يشتهي؟ولذا يزّيف ما يشاء ، ويسرقأيظنها لغواً بغير قواعدٍ؟كلا ، فللضاد الأصيلة منطقولها أصولٌ خطها أجدادناوبها غدت شمساً تضيءُ وتشرقأعلمتَ شيئاً يا غراب البين مِننحوٍ به - عند التخاصم - يوثق؟أفقهتَ شيئاً من بلاغة ضادنا؟أم إنه الجهلُ الغويّ الأخرَق؟أقرأتَ في الصرف الذي هو عُمدةعند الخِلاف وواحة تترقرق؟أقرأت - في علم البيان - عبارةليسوقها هذا اللسان الأذلق؟أدرستَ في علم البديع صحيفةأسلوبها عطر السلاسة شيق؟أوعيتَ - من علم الفصاحة - فكرةفي عَرضها حُجَجٌ تصولُ ورونق؟هذي علومُ الضاد هل أدركتهاووعيتها ، يا أيها المتحذلق؟أتظنها الشطرنجَ بين هُواتهامَلِكٌ يفارق ، ثم يُولد بَيدق؟أتظنها - بين الحواضر - رحلةبحْرية ، لك - في مَداها - زورق؟أتظنها - بين الحدائق - نزهةفالوردُ يُترع سُوحها والزنبق؟أتظنها المطعومَ طاب لطاعمنهب القدور ، وما اكتفى ، بل يلعق؟أتظنها فُرُشاً بطائنُها حلتْلمُريدها ، إذ زانها الإستبرق؟أتظنها عِطراً زهتْ جؤناتهوأريجُه - بين الخلائق - يَعْبق؟أتظنها سيارة تسبي النهىإن سابقت ريحَ الدبور ستسبق؟أتظنها قصراً مَشيداً في الفلاوكأنه - بين القفار - الجوسق؟أتظنها بين الخرائد غادةتزجي الغرام ، وحُسنها يتفتق؟أتظنها الأموالَ تربحُ صفقةوالعز - بعد خِتامها - يتدفق؟الضادُ أرفعُ مِن ظنونك رُتبةإذ إنها صدقاً أجلّ وأعرقهي رغم أنف الكل سيدة اللغاومِن اللغات جميعها هي أعمقفاعقلْ (غرابَ البين) ما تلغو بهوزِنِ الكلامَ ، فإن ذلك أليقوادرسْ ، ولا تكُ هازلاً متسرعاًتفتي خزعبلة ، ولست تحققإني نصحتك ، والمهيمنُ شاهدٌلمّا رأيتك في غرورك تغرقفارجع - هداك الله - عما قلتهفلئن رجعت ، فأنت أنت الأوثقولسوف يُكْبرُك الجميعُ تودداًويُضَم شملٌ جُله يتفرق
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.