شهيدُ الحق تغبطه البرايا
على ما نال مِن خير العطايا
وتصحبه المفاخرُ والمعالي
وتغمرُه المناقبُ والسجايا
وتحدوه المدائحُ ناشراتٍ
زكيَ العطر في دنيا البرايا
أراه اليوم جاد بكل غال
وصحّ العزمُ ، وازدهتِ النوايا
لتُصبح راية الرحمن عُليا
ولم يعبأ بغائلة المنايا
ولم تصرفه دنيا لا تساوي
جناح بعوضةٍ عطب السحايا
ولم ترعبْه حربُ الظلم يوماً
وقد حوتِ القنابل والشظايا
ولم يخفِ الحتوفَ لها زئيرٌ
ولم يعملْ حساباً للمنايا
وعاش لدينه أسداً هصوراً
ودينُ المرء من أسمى القضايا
شهيدُ الحق أنزل بالأعادي
هزائمَ ألحقتْ بهمُ الرزايا
وحسّرهم على الأجناد جاؤوا
يسوقون الكتائب والسرايا
فناولهم من التقتيل قسطاً
وجرّعهم بصيحته البلايا
ومَن أسروا فقد باؤوا بخزي
ومَن ينبيك عن قوم خزايا؟
ومَن جرحوا فخيبتهم تداعتْ
ونالوا العار ، إذ ركبوا الدنايا
ومَن فرّوا مِن الهيجاء عادوا
إلى أقوامهم مثلَ المطايا
ومَن فقدوا فلا أخبار عنهم
وعند الله يا كم من خفايا
شهيدُ الحق مَن دحرَ الطواغي
ففيه مِن الصحاب ولو بقايا
فقد لبى الندا عفاً أبيّاً
وحاط الدينَ مِن كل الزوايا
ولم يخذلْ رفاق الدين يوماً
لأن الخذلَ مِن أعتى الخطايا
ولم يرَ في الجهاد ضياع نفس
ولم يعمدْ إلى سَرد الشكايا
وفارق داره غرداً طليقاً
لمَا ادخرَ المليكُ مِن الهدايا
وحنّ إلى الجنان بفيض شوق
لحُورٍ لا تُباريها الصبايا
ففي الجنات خيراتٌ حِسانٌ
وحُورٌ في الخيام له سبايا
وخيرٌ لم تناظرْهُ عيونٌ
ولا سمعته آذانُ البرايا
ولم يخطرْ على قلب مَشوق
لمَا يحويه مِن حَسِن الخبايا
شهيد الحق لن ننساك قطعاً
سنذكرُ ما حُبيت مِن المزايا
وندعو الله في سر وجهر
ورب الناس أعلمُ بالطوايا
بأن تلقاه مبتشراً سعيداً
بما قدّمت من عذب العطايا
بما جاهدت طوعاً واحتساباً
قويَ العَزم طلاعَ الثنايا
تقبلك المليكُ فتىً تقياً
وكفّر عنك ذنبك والخطايا
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.