النورُ والحق والإحساسُ والصورُوالشوقُ والصحو في الأشعار تنحدرُوالزهرُ مبتسمٌ في نظمه عبقٌوالوردُ مبتهجٌ في عطره عِبَروالطير منفعلٌ في الجو منطلقٌوالماءُ مثل السنا بالرِّي يفتخروالخضرة انتعشتْ في الروض زاهيةوالظل فوق الربا والسهل ينتشروالفجرُ منبلجٌ في العمر كوكبُهُواليُمن فوق الورى كالغيث ينهمروالخيرُ يسعى على الأكوان في خجليغشى الأنام له في عيشهم وطروالبشر ملتحف بالخلق في وجلذاب الحنينُ به ، فما له أثروالأنسُ في طرب يختال مرتجلاًوالليل طاب على ترنيمه السهرأما النهارُ فأشعارٌ معطرةديوانها عنبَرٌ ، وشعرها قمرُإنَّ الحياة كمثل الشَّعر رونقُهايحيا على جانبيَ هذي الدنا البَشَرأوزانُها جمّة ، لا تحتوي عِللاًقد حيّرت أهلها ومَن له بَصرفيها الجَوى والمُنى ، والتيه مَركبُهاوالصدقُ بين الورى يُزوى ويُحتَضَرمَعيشة غَضَّةٌ ، تسمو براغبهاوثمَّ أخرى علي الأشلاء تَستعِرما بين آكل لحمٍ كله شَرَهٌومَن مِن الجوع والتضيق ينتحرومَن يعيش علي أكباد مَن رحلواويشرب السُّمعة الفُضلى ، ويزدجرومَن يُعَكَّر صفوَ القوم في شُبهٍولا تراه علي الأنات يعتكرومَن يُضَلَّل خَلقَ الله قاطبةويقمع الحق ، بئس الظالم الأشرومَن يُزندق حزب الحق مَن عملواو(القطبُ) أولهم ، والسادة الغُررومَن يُفسّق أهل الخير مَن بذلواأمسى يُبَدَّع مَن غابوا ومَن حضرواومَن يكُفّر أهل العلم مَن جهرواولا تراه علي ما قال يعتذرديوان شعر إذن هذي الحياة حوىمِن كل شعر شدا ، وما به سَعَرقصيدة تنتشي عِزاً وتجربةوثَمَّ أخرى علي ألفاظها الكَدرينوحُ فيها الجَوَى ، والهزلُ مأتمُهاوللأماجد فيها تُحفَرُ الحُفَرقصيدةٌ يَمدحُ الطاغوتَ شاعرُهاوثَمَّ أخرى بها الأخلاقُ تندحرتضاءلَ الشَّعرُ حتي بات ناظمُهُعلي الفضيلة يبكي دونَهُ الضجرجنازةُ الشعر قد شَيَّعتُ صاحبَهاليرحمِ المَيَّتَ المَجنوزَ مُقتَدِرالله أكبر ، ماتَ الشعرُ منتحراًفمَن يقول لنا هذا ويَنتَصِر؟والساحةُ امتلأت بالفُحش يَرجُمهاوأسْمَوُ الدعر شعراً ، بئس ما ذكرواإنَّ المشاعرَ في الأذواق قد مُسِخَتْوأصبح الشعرُ مَلهَاة لهَا صُورإذ يكتب الشعرَ مَن ذا لا خلاقَ لهُوما له أفُقٌ يُعطي ، ولا نَظَريُتاجرُ اليومَ بالأشعار كاتبُهاومَن له السّبق لا حِسٌّ ولا خَبرويملأ الشعرُ أوراقاً برُمّتهاويقرأ القومُ بهتاناً ، ولا خَطَروتُطبَع اليوم أشعارٌ وديدنهامَحقُ الرشاد ، فلا تُبقِي ولا تَذرتُمَزَّقُ الفكر لا وعيٌ ، ولا عظةوفرَّخ الكيدُ ، أضحى الذهنُ ينفجروحُطَّمَ الفَهمُ ، لا فقهٌ ولا خِزةوطامنَ الحقدُ حتى ماتتِ النُّذروسُرَّ بالعيش مأفونٌ ومرتكسٌوضجّ بالحال مَن بالخير يصطبروعاجلَ الغِلُّ مَن يحيا لمكرُمَةٍوباغتَ القهرُ مَن للنصر ينتظرديوانُ شعر به من كل مَلهبَةٍوغابةٌ يَشتهي تدميرَها القَدَريُزَيَّنُ الشرُّ في الأرحاب تشفيةويُقمع العدلُ حتي يَسعدَ الخفَريُزخرَفُ العُهر في عَين وفي أذنٍويَكبَتُ القِسطَ في إحساسنا نمِرتناقُضُ الشعر في الأبيات منشأهُديوانُ شعر ، ففي أبياته سَقَرفخبَّئ الشعرَ في قرطاسه أبداًإياك إياك أن يَجتَرَّكَ الحَذرأنتَ اللبيبُ ، فكن للجَوْر منتبهاًوخففِ اللومَ ، إن اللهَ مُنتصِروحبَّر الشعر ، لا تعبأ بعاديةٍإن العواديَ بالأشعار تنفطروأحسن القصد ، إن الله مطُلعٌوأخلصِ النيةَ العصماءَ تزدهرلحُكم ربكَ فاصبر ، لا تكن عَجلاًفالخيرُ يا صاحبي عُقبى لمَن صَبَروا
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.