بين اليقظان والنائم! (تمناها زوجة فعذبته) - أحمد علي سليمان

هذا الهمامُ مصابُه يجري دما
أتراه يوماً قد أساء ، وأجرما؟

أتراه أخطأ في اختيار حليلةٍ؟
فاختار - من بين الزواحف - أرقما

أتراه حقاً خانه تقديره
فاختار من قد جرّعته العلقما؟

أتراه - غلّب - عامداً أهواءه
وعلى لظى ما كان غلّبه ارتمى؟

أتراه كان أسير لحْظ عيونها؟
والعينُ تأسر – باللحاظ - متيّما

أتراه كان أسير قدٍّ مائسٍ؟
والقدّ - ويح القدّ - يسبي المُغرما

أتراه فعلاً قد تملّكه الهوى؟
أم عينه - قدَراً - أصِيبتْ بالعمى؟

كم كان ينشد - بالزواج - سعادة
تهدي الصراط المستبين القيِّما

فإذا به نارٌ تسعرَ وَهجُها
وغدا مصيرُ الزوج جمراً مُضرما

وإذا البلاء يُصَب دون هوادةٍ
والبيتُ يوشك أن يُدكّ ، ويُهدَما

هل كان حُلماً أوجدته مطامحٌ؟
فغدا عليه مُحرّماً أن يحلما

هل كان يقظاناً ، ونام لتوّه؟
والنومُ أحياناً يؤز النوَّما

أم قد تناوم واعياً مستيقظاً؟
فغدا الشقا لمن استنام المغنما

هذي مفارقة تعاظمَ لغزها
والحل ويح الحل أصبح مُبهما

© 2024 - موقع الشعر