(أنا يا أخا الأوطان مثلك كان لي وطن حبيبْ)قد كان لي فيه المقامُ الفذ والعِز المَهيبوطعمتُ فيه اليُسر والخيراتِ والأنس الرحيبوجريت أصحب رفقتي بين المحاور والدروبولعبتُ ، والأطفالُ حولي في سنا الغيث الصبيبولكم شربتُ من الغدير – براحتي - الماءَ الرطيبثم انطلقنا نحصد الأسماك بالشص العجيبولكم نظمتُ الشعر والتفعيل في الحقل الخصيبولكم حفظتُ الذكر - في الكُتاب - من عهدٍ قريبولكم درستُ العِلم - بين الأهل - فواحَ الطيوبولكم نهلتُ - من الجمال العذب - ما يُحيي القلوبحيث الحدائقُ والأزاهرُ تبعث الشوق الأريبوأتت على أرض الديار عِصابة تهوى الذنوبفي كل يوم تستبيح دماءنا عبر الحروبهم يزرعون بكل وادٍ غرقد الموت الرهيبوتسلطوا فوق الرقاب ، وصوّبوا الجمر اللهيبأعداؤنا منا وفينا ، والتقيّ هو الغريبهم يسفكون حياتنا جهراً لكى يُرضوا الصليبويمزقون لحومنا ، فاحمل يراعك يا أديبوانقشْ قصيدة ذلنا – بالدمع - إن عز النحيبوارسم معاناة يحار لوصفها عقلُ اللبيبعذراً أخا الأوطان ، إني ضِقتُ ذرعا بالكروبوأراك لمّا تعتبرْ بمصيرنا المُر العصيبوأراك تغشى الموبقات بدرهم نذل عطيبوتشيح بالوجه العصيّ وملبس زاهٍ قشيبوتمُن مفتخراً عليّ ، ولم يُحرِّكْك الوجيبأنا ما اغتربتُ محبة في داركم ، يا للكذوبكلا ، وإنْ كانت عروساً ، فأنا لستُ الخطيبإني أراها منحري ، وبحق علام الغيوبمهما ادعيتَ خلوها – بالزور - من شتى العيوبهي في الحضيض ، وإن بدا عيشٌ - على الفوضى - يطيبفاحقنْ غرورك ، وارتقبْ شمساً ، سيَحْطِمها الغروبوابك البلايا سوف تذبحكم بسكين الخطوبوتكون أنت ضحية في موئل البغي الرعيبهوّنْ عليك ، ولا تقلْ عني: (غريب) مستريبوالفضل بالتقوى وبالإخلاص والعمل المُصيبفاربأ بنفسك ، يا أخا الأوطان عن قول معيبوابك الفضائل غيّبتْ ، لم تدر ما سر المغيبوالعز شاب ، ولم يكن يشكو ثآليل المشيبواشحوحبتْ يا صاح همّتنا ، وأعياها الشحوبومضت شهامتنا سُدىً ، وتأرجح المجدُ النجيبوكما ترى أودتْ بعزمتنا الدغاولُ واللغوبوكما ترى شمتتْ - برغم الأنف في البلوى - الشعوبوالوازع الدينيّ ولى من قرانا ، والرقيبوالطفلُ يرضع ردغة الإلحاد في زبد الحليبوإذا أبى مضغ الضلال ، كأنه بعض الزبيبوديارنا أمست تُخالف هَديَ مولانا الحسيبفتخلفتْ من بعد أن رضختْ لأمريكا اللعوبثم استحالت جمرة في عِرض أواهٍ منيبوغدت نسيماً يحتوي الفساق والفن العجيبوكما ترى قد كافأتْ في سجنها كل غضوبوتنكرتْ للحق ، هذي أمة جد عَتوبأبئسْ بها كانت - على التوحيدِ - كالليث القطوبذبحته – جهراً – ثم أخفى أهلَه التلُ العشيبوتنكرتْ لدموعه وأنينه حتى القنوبأسفى على الشبّان ذاقوا الكيد – قهراً - والكُعوبوكأنهم صرعى (قريش) ضمّهم جوفُ القليبودماؤهم سالت ليشرب نورها قاع الكثيبوحياتهم ليست يُجَليها إمامٌ أو خطيبوأظنها فازت هنالك عند علام الغيوب
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.