أغرى السفيهة عن وليدها الهربُفلم تقم بالذي - في حقه - يجبُوالآدمية - من أفعالها - برئتْلأنها - بسواد الغدر - تختضبوالعقل يبرأ من أمومةٍ بخلتْعن حق طفل بكى ، لها به نسبوالرحمة انتزعتْ من قلب هازلةٍطغى عليها الهوى واللهو واللعبوالحكمة انتثرتْ في عقل مجرمةٍحتى غدت بسعير الطيش تعتصبوالرشْدُ جافى التي زاغت بصيرتهاوليس في القلب أخلاقٌ ولا أدبوالزيفُ عشعش في ضمير كاذبةٍألم يُربِّ التي ترمي الوليد أب؟وللخداع مكانٌ في مشاعرهاويفضح المرءَ - كم - شعورُهُ الخربوالغش يجري دماءً في ترائبهاوالختلُ ديدنها والشك والريَبوالغدر طابعها ، تعساً لغادرةٍوالغدر يوماً - على الغدَّار - ينقلبوالظلم سمتٌ به بين الورى عُرفتْوالنار موعد مَن حقَ الورى سلبواما ذنب طفل أتى الدنيا على قدرأن تخذليه ، فيبكي ، ثم ينتحب؟يقول: أمي ، فلا يلقاك حاضنةفيشتكي ثاوياً ، وبعدُ يكتئبولا يعزيه - في مصابه - أحدٌكأنه ليس – للأهلين - ينسبيذيقه الدمع من آلام حرقتهوبُعدُكِ - اليوم - نارُ بعضُها اللهبيشكوكِ لله ، علّ الله يرحمهوقد يغالب ما يلقى ، فيحتسبويستبد به مَرارُ محنتهفيستكين لما تأتي به الكُربيبيت ليس يرى طيفاً لبارقةٍوقلبُه يشتكي ، والعقلُ ، والعصبويرسل الدمع مدراراً ، يحن لهقلبُ لما يعتري هذا الفتى يَجِبويُرجِعُ البصر المشحون مسكنةفي كل وجهٍ من السرير يقتربيقول: أين التي بالكَره قد حَملتْ؟أمَا لها بالفتى وصلٌ ولا نسب؟وثابتٌ حقه حتى لو ابن زنافتلك أمٌ له ، وبيننا الكتبفيُرجع البصرَ الملهوفَ منكسراًلأن أم الفتى حَلا لها الهربوخلّفته وحيداً في لفافتهويسأل الناسُ كلُّ الناس ، ما السبب؟ألستِ زوجاً على الكتاب قد نكحَتْووفق شرع الهُدى ككل من خطبوا؟أم أن فاجرة تأوي لعاشقهافمرة بالرضا ، أو لا فتغتصب؟ألم يجدك أبي يا أمّ خادمةعلى جبينك ذلُ القهر منكتب؟تُسخرين بلا عطف ولا خلقوإن زللت فأهل البيت قد ضربوا؟وقد تُسَبِّين بالألفاظ جارحةيزفها الفحشُ والإيذاءُ والصخب؟وقد تُهانين في عِرض وفي شرفٍوالخادماتُ إذا اشتد الأذى خُشُبوقد تعارين بين الناس هينةوكل فردٍ له في أمره أربوقد تُزلين في سر ، وفي علنومن أذلك هذا الفارسُ الضربوقد تباعين ، والأثمان تافهةبيع النخاسة ، لا دينٌ ولا رُقبحتى اشتراكِ أبي زوجاً مُكرمةيا حظ زوج - إلى الكِرام - تنتسبفعشت زوجا لها مكانة شرُفتْووالدي أسَدٌ - على العِدا - حَرِبوجاد ربكِ بالأولاد أولهمأتى ، ونورُ الحياة الأشبُل النجُبماذا تريدين بعد العز قدّمهأبٌ أجارك ممن بالورى لعبوا؟لو قد أرادكِ للفراش عاشقةلما امتنعتِ ، وللأسياد ما رغبوالكنْ: حرامٌ أبي - عن الحرام - نأىلذا تزوّج حتى يذهب الشببأليس هذا أبي؟ ألست زوجته؟أم أن لغزاً - علينا اليومَ - يُحتجَب؟ألا تحسين بي في كل خاطرةٍ؟أم أن قلبك - يا أم الفتى - خَشَب؟وفي المنام ألا ترين نازلتي؟أم بيننا حالتِ الآمادُ والحُجُب؟ألم تحدثك عني نفسُ شاردةٍأن قد طواني الأسى والرزءُ والنوب؟في غالب الوقت سيفُ الجوع يذبحُنيما حِيلة الطفل إذ ينتابه السغب؟والحزن يسرق من عمري مباهجةوبالجوى تذهبُ الأفراحُ والطربنأيت عني ، فمن تعنيه مصلحتي؟ومن سيلقمني ثدياً به الحَلب؟ومن سيحنو بلا منّ ولا ضجر؟ومن سيصبر ، لا يؤزه الغضب؟ومَن سيحمل همّ الطفل محتسباًعند المليك ، ألا قد فاز محتسبومَن يُضمِّد جرحاً في جوانحهومن يواسيه إن أودى به الرهب؟ومَن سيمسح دمعاً سال منحدراًكأنه الغيث ، قد جادت به السحب؟ومَن سيكلؤه بالعطف مصطبراً؟والعطفُ أثمنُ ما يُرجي ويُطلبومَن يجيب على آلاف أسئلة؟شأن الذين إذا ما جودلوا طربواومَن سيُهدي له دُمىً يُسامرُها؟وأنسُ كل فتىً دُماهُ واللعبومَن يلقنه القرآنَ في صِغر؟إذ الحياةُ له القرآنُ والأدبومَن يعلمه الأخلاق يرشده؟يُعلي الفتى رشدُه ، لا المال والحسبومَن يُسليه إن دهته كارثة؟ومن سيعطيه إن أودى به الوَدَب؟ومَن سيصحبه في كل معضلةٍ؟إن الأصيل كِرامَ الناس يصطحبومن يباهي به إن كان ذا قيمشأن الأباة الألى من الهُدى شربوا؟ومن يضيء له دروب عزتهحتى يكون له على العِدا الغلبومن يصون له الحقوق أهدرهاقومٌ على ربهم بالعمد قد كذبوا؟يا أم عودي: أنا مازلت منتظراًوسوف أبقى مدى الأيام أرتقبأهفو إليك بأشواق معطرةٍترى مجيئك نعم العَودُ والطلبإني أعيذك أن تبقَي مفارقةفكم يقاسي جوى الفراق مغتربأراكِ أمعنتِ في بَينٍ دهى كبديوهاك دمعي - على الخدين - ينسكبكفاك بُعداً ، أحاسيسي تسائلنيفهل علاجٌ لهذا الواقع الكذب؟أين الأمومة يحتاج الصغير لها؟هل الأمومة - يا أم الفتى - لقب؟هل الأمومة صكٌ لا رصيد له؟أم أنها واجبٌ ، ترجي به القرب؟هل الأمومة طفلٌ بالنقود أتى؟دون الأمومة مالُ الأرض والذهبهل الأمومة تشريفٌ بلا تعب؟بل تضحياتٌ ، ففي طيَّاتها التعبهل الأمومة أن ترتاح مُثقلةمن المخاض ، فلا كدح ولا نصب؟هل الأمومة أن يقال: أم فتىًتلك التي عن رؤى الوليد تغترب؟يا أمّ منكِ معاني الأم قد برئتْفراجعي النفس ، إن العقل يضطربفكم تحيَّرتُ في أعتى معادلةٍلمَّا يجد مثلها عُجْمٌ ولا عربأمٌ تزايلُ عن عمدٍ أمومتهاهذا الذي لم يكن ، وتشهد الحقبفالأمهاتُ - مدى الأيام - في شُغلوبالأمومة يا كم فاخر العَجَببذلن ما اسطعن في حب وفي جَلدوالدور تشهد ، والقُدور والقِربحتى الخيام بجهد الأمهات شدَتْوالأرضُ شاهدة ، والرمل والطنُبعانين في العيش والتاريخ مرتصدٌوعنده قصصٌ من بينها خُطبيا أم فلتقرئي ، كي تنصفي ولداًيريد أمّاً ، لها يهفو وينجذبعودي لكي تخرسي من فيكِ قد ولغواوتُقنعي بشراً عليك كم عتبواإني جهرتُ بحق في الضمير رساوبالحقائق يُردَى النقصُ والعطببصرتُ قلبك - بالأحداث - مفترضاًأن ترجعي ، وعسى يردك العتبففي انتظارك بيتٌ ،أنت غادتهوالتين يُتحفه ، والموز والعنبواثنان قد قتلا شوقاً لغائبةٍابنٌ يعزيه في هذا المصير أبفلترحمينا من الفراق جندلناولا يحس - بأنات الجوى - خشُبلكننا بشرٌ ، تبكي جوارحُناوفي الحنايا دمٌ يحيا به عَصَبلحمٌ وعظمٌ وإحساسٌ وعاطفةجسم تسير به الأقدام والرُّكبنحِسُّ بالكرب يسري في القلوب أسىًفنستعين بمولانا ، ونحتسبوإن بُعدَك قد أوهى عزائمناكأنه النار ، والعزائمَ الحطبأرجوكِ يا أم ، رُدي حق مبتئسفي المهد يشتاق للقيا ، ويرتغبلولا رحيلك لم يغمر مدامعهدمعٌ ، ولم يُضنِهِ همٌ ولا وَصَبوأنت أخبَرُ بالسهاد يَحرمُهطعمَ الرقاد ، لأن القلب يلتهبيكابد الشوق ، والأطيافُ تحرقهكأنها - في دجى - أيامه شهبيبكي حقوقاً له باتت مضيّعةوأنتِ من جعل الحقوق تُغتصبلولا رحيلكِ عني ما اعتصرتُ جوىًولا الحقوق - أمام العين - تُنتهبعودي لنحيا معاً بالحب يجعلنانبني الحياة ، وبالأمال نختضبهل استوى الخلق قد نالوا كرامتهموالخلقُ رغماً على أبشارهم ضُربوا؟إن الحقائق - يا أماه - واضحةلا يستوي الحنظل البرّيّ والرطبلا يستوي الطفلُ ذو أم تداعبُهوالطفلُ أعمى نوايا أمَه الهربجزا المليكُ أباً أمسى يُعَوّضُنيحنانَ أم قسَتْ ، وما لذا سبب
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.