المساء - أحمد علي سليمان

مُكابدة تعاني في الحنايا
تضاعفها الدغاولُ والمنايا

وتغمرني الخطوبُ ، وتحتويني
فأبكي ، ليس تسمعني البرايا

ولو كانت دموعُ العين بحراً
لمَا بقيتْ من الدمع البقايا

مساءٌ مَرَّ كالحرب العواني
وليلٌ طال في حسم القضايا

وهَمٌّ كالجبال على فؤادي
تعاني منه روحي ، والحنايا

وساومني على ديني سفيهٌ
وأغراني بدافقة الهدايا

توعدني كثيراً ، قلت دعني
فلن تلقى فؤاديَ في الضحايا

وإن بعتُ اعتقادي ، فيم أحيا؟
ألا يا وغد كُف عن الدنايا

يعيش المرء ، ما استهدى ببأس
وإن خبثت حواليه النوايا

وما ضر الأبيَّ الحُر جيلٌ
يُقضّي العُمر يهذي كالمطايا

وجُل رجاله خارتْ قواهم
وعاشوا في الورى مثل الولايا

وإن الحق تاجٌ فوق رأسي
يُجَملني ، ويمنعني الرزايا

تُخيِّرني ، وتلوي القلب قسراً
فأختار الهُدى رغم البلايا

وتجعلني أفكر في هُراءٍ
ألا خابتْ عِظاتُك ، والوصايا

حسمتُ الأمر ، لا تفكير فيه
فلا تصنع أفاعيل البغايا

أصون عقيدتي بالنفس ، فاعلم
وأحذرُ من ثمينات العطايا

وأشعاري كمثل الدُّرّ صِيغتْ
يواقيتٌ بأعناق الصبايا

أتبذل كل ما في الوُسع جهداً
لتحرقني بتنور الخطايا

وتشعرني بأني ضعتُ حقاً
لأخرج ما بقلبي من خبايا

وتسلمني لغيرك مشمئزاً
لتعرف ما بروحي من خفايا

وتجثو فوق شعري مستبيحاً
لأصبح من مماليك السرايا

أتحسِب أنني - بالغدر – أحيا؟
تراني نافعاً بين الخلايا

لقد أخطأتُ فيما رمتُ فعلاً
لأن الغدر من أشقى السجايا

وفوق العرش مُنتقمٌ عزيزٌ
سيؤثرُنا على كل الخزايا

© 2024 - موقع الشعر