أما أتاكَ - كما أتانيَ - الخبرُ؟أما رثيتَ لليل ما به (قمرُ)؟أما فزعتَ لمن باتت مُودّعةيبكي - عليها - البناءُ الصرحُ والشجر؟أما ذرفتَ دموعَ العين يصحبُهاأنينُ قلب - مِن الآلام - ينفطر؟أما أسفتَ لمَا عاينت مِن نبأيأسى الفؤادُ له ، والسمعُ والبصر؟أما اعتبرتَ بما أتى القضاءُ بهإنْ كنت حقاً - بما تلقاه - تعتبر؟اما اتعظت مِن الآجال قد رُصِدتْإذ خطها عنده - في اللوح – (مقتدر)؟أما تأملت في الأقدار ماضيةوليس ينفعُ إذ حلت بنا حذر؟أما تمعّنت في الأحداث جاريةوليس - منها - إذا حل القضا وَزر؟أما نظرت إلى الدنيا وزخرفها؟أم اكتأبْت ، فلا فكرٌ ولا نظر؟أما تفرست في الأعمار ، نحن لهاأسرى فطفلٌ قضى ، والشيخ ينتظر؟أما تذكرت كيف الموتُ يحصدُناقسراً ، إذا ما انتهى لتوّه العُمُر؟يا قصرُ: أين الألى شادوا ممالكهمدهراً ، وكانت لهم - بين الورى - سِيَر؟وأين مَن بطشوا بدون مرحمةٍبل استبدّوا ، وبالطغيان كم جهروا؟وأين مَن أوقدوا النيرانَ ساعِرةليحرقوا الخلق؟ بئس الجندُ والنفروأين مَن دمَّروا العمرانَ في وضَحوبالمناشير كم شقوا ، وكم نشروا؟وأين قومٌ - على أبشارهم - ضُربواوأين جندٌ - على آلامهم - سهروا؟وأين مَن أحرقوا - عمداً - رعيّتهمببعض قول ، لأن الأمر ما أمروا؟وأين مَن حكّموا القانون تحسبُهميتابعون - بهذا الفعل - مَن كفروا؟وأين مَن كتبوا الأشعار فاجرة؟فبئس ما قصّدوا وبئس ما نثرواوأين مَن هزلوا في العيش دون حيا؟وأين مَن أسرفوا؟ وأين مَن فجروا؟وأين مَن قمعوا الشعوب قاطبة؟وأين مَن - بعِباد الله - كم مكروا؟وأين مَن ملكوا الدنيا وزينتهاوللمليك - على النعماء – ما شكروا؟وأين مَن خذلوا الإسلامَ في وضحوفي الشعائر والشرائع اتجَروا؟وأين مَن سفكوا الدماء هينةكأنما أهلها – يا خجلتي – بقر؟وأين مَن ظلموا؟ وأين مَن جحدوا؟وأين قوم - مِن الآيات - ما اعتبروا؟وأين مَن عدلوا في الحكم ، واحترموادين المليك ، فما خانوا وما غدروا؟وأين مَن أخلصوا لله دينهمُوبالكرامة والتقوى لقد ظفِروا؟وأين من بذلوا الأرواحَ ما بخلواوأمرُ حِسبتهم - في الناس - مُشتهر؟وأين مَن جعلوا النجاة مطمحَهملذلك اجتهدوا في الخير واصطبروا؟وأين قومٌ - على التقوى - معيشتهمثم ارتضوْها لهُمُ نهجاً ، فما بطِروا؟وأين مَن كانت الطاعات موئلهمفلم تمِلهم عن العظائم الغِيَر؟أتى الجميعَ حِمامُ الموت ممتثلاًأمرَ المهيمن لمّا ضجّتِ النذريا قصرُ ، أين التي شادتك باسطةكف السخاء ، لها - في بذلها - وطر؟تريد قصراً كإيوان تدِلّ بهتزجي البريقَ - على أسواره - الدُرَرمثل الورود زهتْ تيهاً زخارفهوزادَه ألقاً - للناظر - الحجرإذ رصّعته بأحجار مُطهمةٍمثل العقيق عليه الوشْيُ والحِبَرواستأجرتْ مَن سما بحُسن رَونقهولم تعقْ عزمَها الأثمانُ والأجروأجْرَتِ الماءَ في شتى جوانبهوبعدَ لأي جرى - مِن تحته - نهَروتوّجته بإكليل وروزنةٍوبالنتوءات تُبدي حُسنها الحُفروبالزروع تحليهِ ، وتُتحفهُتُدلي الخمائلَ ، يزهو تحتها الثمروبالمصابيح والأنوار تغمرُهاكأنها - في سنا إشراقها - السحَروجمّلته بأصباغ بهارجُهاتسبي العقولَ ، بها الأشكالُ والصورحتى إذا تم ما ترجوه مِن أملوأصبح القصرُ - بالياقوت - يأتزروقبل عيدٍ ، ثوتْ - في القبر - صائمةوجاءتِ البيت - مِن أحبابها - زُمَريودّعون التي كانت تدللهموالكل يسأل: ما الأحوال؟ ما الخبر؟وللنحيب جوىً يكوي ، وهينمةوصدمة - مِن لظى المصاب - تستعروللدموع أخاديدٌ تفيضُ بهاإصر البليّة تهمي ، ثم تنحدروالحزنُ نابَ عن الثبات يوم أبىوليس يُبقِي الأسى بأساً ، ولا يذروالطيبون بكَوْا رحيلَ طيبةٍبالليل توصي ، وعند الفجر تحتضرسَحّوا الدموعَ ، ولم ترقأ محاجرُهمفالدمعُ أغرقَ مَن غابوا ومَن حضرواسُقيا لعهدكِ يا بدراً أضاء لهموما ظلامُ الدجى إذ أسفرَ (القمر)؟رمى بكِ البينُ في الأجداث مُسْلمةلله نفساً قضتْ ، فما لها أثريا قصرُ ، فابكِ عليها كلما ذكِرَتْإذ - في حكايتها للكل - مزدجرواذكرْ لها صيتها وطِيبَ سُمعتهاإذ لم يكن عُجَرٌ فيها ولا بُجَرنعم ، لقد رحلتْ ، فلن تعودَ لنايوماً ، ويبقى لها إحسانها العطرليرحم اللهُ مَن كانت توحّدهوإنْ أتت خطأ - في التو - تعتذروالليلُ يشهدُ ، والأسْحارُ شاهدةوالصبحُ يشهدُ ، والآصالُ والبُكُر
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.