ادرسوا قبل إصدار الأحكام! - أحمد علي سليمان

مِن قبلكم خلتِ الآياتُ والنذرُ
وكان فيها - لأهل العلم - مُعتبرُ

وغيّرتْ هذه الآياتُ مُتجّهاً
وإنما الحق – بالآيات - ينتصر

وكم أزاحت عن الأنظار من غبش
وكم هدتْ - لصراط الله - مَن كفروا

وكم أضاءت دروباً طالما حَلكتْ
والعلمُ إن ساد فهْو الشمسُ والقمر

وللأدلة جَدواها وجَذوتها
في كل عقل يُواليها ويدّكر

وما الثوابتُ إن خبَتْ أدلتها
إلا تخاريفُ - بين الناس - تُحتقر

والعالِمُ الفذ مَن يُدلي بحُجته
على الحقائق ، يُزجيها لمن ذكروا

ولا يُرَجّح رأياً لا يُصدِّقه
عقلٌ بوحي مليك الناس يأتمر

وليس ينصر رأياً لا دليل له
وليس قط - على الأهواء - يقتصر

ولا يزخرف - بالتدليس - باطله
ولا تراه - بزيف القول - ينبهر

ولا يؤصِّلُ - للتزوير - مدرسة
وليس قط - إلى التلبيس - ينحدر

ولا يجاري الألى عهودُهم مَرجتْ
ولا يتابع مَن - في غيّهم - سَدروا

بل يجعل النص فيما يجتبي حَكماً
ويصطفي لفظه دوماً ، ويفتكر

ويُخضِع الجهدَ للتمحيص مُحتسباً
وعند رب الورى الثوابُ والأجُر

وليس يُهدِر جُهداً جاد باذله
به ، وليس - إلى الصواب - يفتقر

ولا يُحَقّر شأن السادة العُلما
مَن بالعلوم وأسرار الهُدى خبَروا

ولا يبعثر مجهود التقاة سُدىً
مِن الذين قضَوْا ، والبعضُ ينتظر

وليس يُصْدِر أحكاماً يُصاحبُها
هوى النفوس ، كمن بالعلم يتجر

شأن الذي عاش - بالإفتاء - مُرتزقاً
وإن عُقبى الذي باع الهُدى سَقر

والعلمُ يأنف مِن غاوٍ ومُرتزق
بالعلم يأكلُ ، خابَ الكاذبُ الأشر

والعلمُ إن شابه التطويعُ ما انتفعتْ
به الخلائق ، لا بدوٌ ولا حَضر

والعلمُ ما ثبتتْ - قطعاً - أدلته
أو صحّ - نصاً - عليه الخُبْر والأثر

وعَضّدَته مِن الأثبات كوكبة
بمثلهم بين أهل الأرض يُفتخر

ولم يخالفْ نصوصَ الوحي مُعتمداً
على كلام الألى رَشادَهم خسِروا

© 2024 - موقع الشعر