بَدّلْ حديثكَ ، واخترْ أصدق الكلمِأو مُرْ سِواك يقصّ الأمرَ ، ثم قمِواغضُضْ من الصوت ما يُجْلِي دِلالتهفليس بالسمع من ضعفٍ ولا صَمَموجدّ في الأمر ، لا تهزلْ فتصدمَنيبزائف القول يكوي القلب بالألمكَنيتُ (يوسف) بالصديق أقصدُها!فمن يعشْ صادقاً بالخير يَعتصمفإن كذبت فليت الأذن ما سمعتْ!وليت مَن يَفتري يُصاب بالبكم!ماذا وراءكَ؟ أخبرني على عجَلٍبلفظةٍ لا تُصيبُ النفسَ بالغمم!فقال: خالي قضى في حادثٍ بشعفجُدْ عليه بباقاتٍ مِن الرُحُمواصفحْ ، وسامحْ ، فما جدوى مؤاخذةٍإن كان أمرُ المنايا بالغ العِظم؟!فقلتُ: خالك في هذي الحياة أخأعطى الخؤولة أبعاداً من القِيموعاش بالخلق الرفيع مَدرسةرعى الإخاءَ بها في كل مصطدملم تنسِهِ فتنُ الدنيا علاقتنافكان فوق حظوظ النفس والتهموعبْرَ عقدين ألفيتُ النسيبَ أخاًذا وازع في التسامي غيرِ منبهمكم اختلفنا ، وكان الخلفُ موعدَنافما هجاني بلفظٍ غير محترم!ولا رماني بسب أو مخاصمةٍ!ولا تطاولَ بالتعيير كالأكمكم اشتكينا جفاءً في معاملةٍتوشحتْ بإزار البؤس والوَصَمفما جفاني ، وإن فارقته زمناًحتى يبيت الجفا ناراً على علم!كم اشترينا معاً ، والسوقُ شاهدةوقدّم الشهمُ آياتٍ من الخِدَم!كم اغتربنا ، فأرضُ الله واسعةفكان في غربتي الشجوى أخا سَلَم!وكم أقمنا اللياليْ في تنسّكِنامِن أول الذكر في بدءٍ ومُختتم!وكم قرأنا تفاسيراً وأدعيةبكل جدٍ ، بلا كلٍّ ولا سأم!كم اختلفنا وزوجي في معيشتناحتى طغى الخلفُ في مُحْلولكِ الظلم!فجاء يمسحُ – بالتقوى - مدامعناوإن تكن بلغتْ سيلاً من العَرِمكم استطال عليّ العير أغلبُهمرهط من الطفل ، أو جمْعٌ من الغنم!فصدّهم - بالتحدي - دونما وجلأبئسْ بخصم بئيس الحظ منفحم!كم استدنتُ فأعطاني ، وأمهلني!ما أعظم الدائن المخصوص بالكرم!كان المِثال بحاليْنا وغربتناولا يُصَوَّر وصفُ الفذ بالقلمولم يخنْ عهدنا ، ولا أخلّ بهكلا ، فلمَّا يكن خِلي بمُجترم!وإن أنلْ منه لم يعمد لمنقصةٍولا لمقتلةٍ ، ولا لسفك دموكان واصلاً الأرحامَ محتسباًوالأجرُ مُدّخرٌ لواصل الرحم!وكان مقتصداً في العيش ينشدُهبعزةٍ ما بها شيء من النهمإني التمستُ بإبراهيم غائبتيفي غربةٍ حَفلتْ بخائني الذممفكان – في غربتي – الأصحابَ أجمعَهموكان خير أخ مستبصر فهمأبّنته اليومَ بالأشعار أنظمهامَوْشية بالسنا في نورها التمملو خيّرتْ هذه السيارة اعتدلتْوما تردّتْ لتزجيْ سيئ النقملكنه قدرُ الرحمن ليس سوىوفي ثناياه آلافٌ من الحِكَموالعينُ - من ألم المأساة - باكيةدمعاً يُصيبُ جفون العين بالسقموالقلبُ من شجن فاضَ الخشوعُ بهوهدّه الوجدُ في الإصباح والغسمولا نقولُ سوى ما الله يقبلهمِن طيّب القول والأذكار والكلِمإنا رجوعٌ إلى الديّان خالقناوكل عبدٍ سيقلو ضجعة الرَجَم!والله يشهدُ أن الحزن جندلناومَن يَدُمْ حزنه يُكسَرْ ويَنهزمإنا لما نال (إبراهيمَ) في شجنوللفراق وُجومٌ غيرُ منكتمسامحتك اليومَ في حقي ورفقتنامُغلباً جانب الوداد والعشمدموعُ قومك يُبليها الزمانُ غداًتجف يوماً ، وإنْ فرّتْ من الحُممودمعُ شِعريَ - في القِرطاس - مُنهمرٌواهاً لدمع مدى الأيام منسجم!والكل يقرأ ما في الشعر من دُررٍفي كل بيتٍ تعابيرٌ من اليُتُميا آل (رزق) عزائي - في الفقيد - جوىًيكوي الفؤاد بما يحوي من السدميا ليتني كنتُ في البلوى مُعزيَكم!لكنْ نصيبي الذي ألقاهُ عن رغميا ليتني كنتُ في قومي مُشيّعه!لكنْ قهرتُ على النصيب والقِسَمإني بصحبة (إبراهيم) مفتخرٌفخراً يُغازلُ نظمَ الشعر والنغمفي عِشرةٍ شَرُفتْ ، ما كان أقصرَها!كأنها طائفٌ من عاطر الحُلم!في ربع قرن تمضّى مثل أمسيةٍتصرّمتْ ، وشذاها غيرُ منصرمإن كنتُ أنسى فلا أنسى مواقفهإذ لا يقومُ بها جيلٌ مِن الأمم!ولستُ أنسى دمي على ملابسهكأنما صُبغتْ بالوَرْس والعَنمولم أغبْ يومها عن وعي مَن سُفكتْدماؤه في سُويعات الشقا الدُهُمإذ ضمّ رأسي ، وواساها ، ووسّدهاصدراً تجلد في الآلام والإزموقال: أبشرْ بسِيما الخير يا رجُلاً!بُشراكَ بُشراكَ هذي أطيبُ السيَم!أتيت تأمر بالمعروف مؤتمراًبه ، وتنهى عن الأوزار واللمموجئت تبني الذي ألفيت منهدماًوفي طواياك عزمٌ غيرُ منهدمظني سيشفيك ربٌ أنت تعبدُهوفقاً لمَا سَنّ في مِنهاجه اللقمأنا أصِبتُ ، و(إبراهيمُ) بعدُ نجافي حادثٍ لفّ بالأشجان والقحَملأن في العمر أعواماً لنا بقيتْلمَوعدٍ بقضاء الله مُنحسمأعوامُه انتظمتْ في مَرّها قدُماًكعِقد غانيةٍ في الجيد مُنتظمواليومَ يرحلُ (إبراهيم) تاركنافي شر حال من البلاء منفحم!يا (كفر سعدٍ) ألا رفقاً بصاحبناأتاكِ كهلاً ليبقى الدهرَ في رَجَم!على الرحيل حملتِ الشهمَ مُحتلماًما الفرقُ بين عطا كهل ومحتلم؟!(عجمانُ) أكرمتِ الغريبَ ، فاعتبريكيثربٍ رحبتْ بالمصطفى الهشِمفرحّبي بالخليل اليوم فارقناإليك في رفقة الأهلين والحَشَموناوليه من الحنان أعذبَهوأسعديه ببذل الخير والنعمإني أعزي الألى في موته حزنواويَسْطرُ الشعرُ ما يُملي عليه فميفمن يُعزي فؤادي في بليتهوالروحَ إذ حُبستْ في مأزق وخم؟ليمنح اللهُ (إبراهيمَ) رحمتهومَن سيَرحمُ مثلَ الراحم الحكم؟!
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.