تغريدة مغترب في قفص الروح / تفعيلة

لـ فريد مرازقة القيسي، ، في غير مصنف، 9، آخر تحديث

تغريدة مغترب في قفص الروح / تفعيلة - فريد مرازقة القيسي

تغريدة مغترب في قفص الروح
 
يحلُّ السَّحَابْ
وَتطْوِي سُنُونُ اغتِرَابِي بعيدًا، شظَايَا الغِيَابْ
لِأَنْظُرَ مِنْ شُرْفَتِي كَيْ أَرَاكِ وَبَعْضِي يُعَاتِبُ بَعْضِي...
شَدِيدَ العِتَابْ
أُرَوِّضُ بَعْضَ الأَسَى عَلَّ هَذَا السَّحَابْ
يُعِيدُ إلَيَّ ابْتِسَامَةَ طِفْلٍ وَرُوحِي الَّتِي حِينَ قيلَ الخِطَابْ...
تَلاشَتْ لتكْفُرَ بِي ثُمَّ فَرَّتْ...
 
وَقلبِي مُصَابْ...
 
جَرِيحًا، أُخاطِبُ بَعْضَ الضَّبَابْ
كَأنِّي شُعَاعٌ يَتُوقُ إلَى حُضْنِ أَوْرَاقِ ذَاكَ الصَّنَوْبَرِ بَعْدَ اقْتِرَابْ
كَطَيْرِ الكَنَارِي الَّذِي صَوْتُهُ العَذْبُ هَزَّ القُلُوبْ
وَتَغْرِيدُهُ صَوْتُ لَحْنِ العَذَابْ
يُنَادِي الطَّبِيعَةَ مِنْ خَلْفِ قُضْبَانِ صُلْبِ الحَدِيدْ
وَ مَامِنْ مُجِيبٍ أجَادَ الجَوَابْ
 
وَقَلبِي مُصَابْ...
 
لِتخرَسَ دُنْيَايَ إلَّا نُجُومُ المَسَاءْ
وَ ذَاكَ الهِلالُ الَّذِي حِينَ قُلْتُ (هَلُمَّ نُوَاسِي الفَضَاءْ...)
أَزَالَ الحِجَابَ فَمَا مِنْ حِجَابْ
أمَاطَ اللِّثَامَ عَنِ العَابِرِينَ الَّذِينَ اسْتَبَاحُوا دِمَاءَ الشَّبَابْ...
فَهَبَّتْ رِيَاحُ التَّحَرُّرِ يَوْمَ لِقَاءِ الذِّئابْ
لِيُرْفَعَ مِلْيُونُ طَيْرٍ وَنِصْفْ
وَيُرْفَعَ هَذَا الجَمِيلُ عَلَى أَرْضِ هَذَا التُّرَابْ
وَأبقَى أنَا رَغْمَ شَوْقِي بَعِيدًا... بَعيدًا
وَحِيدًا... شريدًا...
 
وَقلبِي مُصَابْ
 
أُحِبُّكِ رَغْمَ الأسَى وَالعَذَابْ...
أُحِبُّكِ حَتَّى وَ لَوْ كَفَّرُونِي، وَ لَوْ آمَنُوا بِي
وَ لَوْ كَرَّمُونِي، وَ لَوْ عَاتَبُونِي ...
وَ لَوْ صَلَبُونِي، وَ لَوْ مزَّقُونِي...
وَ لَوْ دَمَّرُونِي وَحَلَّ بِذَا القَلْبِ كُلُّ خَرَابْ
 
وَمَنْ ذَا الَّذِي لَا يُحِبُّكِ قُولِي؟!
 
تُحِبُّكِ أُمٌّ إذَا سَمِعَتْ صَوْتَ مَوْلُودِهَا بَعْدَ طُولِ غِيَابْ
يُحِبُّكِ طِفْلٌ يُرَاجِعُ دَرْسَ العُلُومْ
وَ يَعْلَمُ أَنَّ السَّمَاءَ سَتُمْطِرُ حُبًّا إذَا مَا عَصَرْتِ الغُيُومْ
يُحِبُّكِ حِينَ يُرَاجِعُ دَرْسَ الحِسَابْ
وَيَهْوَاكِ حَتَّي وَ لَوْ عَنْ كَرَاسِي المَدَارِسِ غَابْ
يُحِبُّكِ صَيَّادُ حُوتٍ يَهُزُّ الشِّرَاعْ
وَ مِنْ أْجْلِ حُبِّكِ مَا قالَ إلَّا (إلَهِي... إلَهِي...)
لِيَجْعَلَ فُلْكًا تَشُقُّ العُبَابْ.
تُحِبُّكِ أُنْثَى تُطِلُّ عَلَى بَحْرِ عُمْرٍ طَوِيلٍ وَتَرْفَعُ كَفَّيْ دُعَاءٍ لِرَبِّ الكِتَابْ
يُحِبُّكِ طَيْرٌ عَلَا نَحْوَ ذَاكَ السَّحَابْ
يُحِبُّكِ هَذَا الهَوَاءْ...وَدُونَ اكتِفَاءْ
يُحِبُّكِ حَتَّى الوَبَاءُ الَّذِي مَا أطَالَ البَقَاءْ
قُبَيْلَ الذَّهَابْ
تُحِبُّكِ أَبْيَاتُ خِلٍّ يُعَذِّبُ بَحْرَ القَصِيدْ
يُحَاوِلُ جَعْلَ المشَاعِرِ تَهَذِي بِكُلِّ عُجَابْ
لَعَلَّ الخَلِيلَ يَعُودُ إلَيْهِ بُعَيْدَ الذَّهَابْ
 
فَيَحلُو القَصِيدُ وَيَحْلُو الخِطَابْ
 
وَ إنِّي أُحِبُّكِ حَتَّى الثَّمَالَهْ
وَ دُونَ شَرَابْ
 
أُحِبُّكِ طَيْفًا يُغَازِلُ شَمْسَ الضِّيَاءْ
أُحِبُّكِ نَجْمًا توَضَّأَ مِنْ مَاءِ هَذِي البِلَادْ
(أُحِبُّكِ جِدًّا ) كَمَا قَالَهَا حِينَ قَالَ نِزَارْ
أُحِبُّكِ حَتَّى يَزُولَ العَذَابْ
أُحِبُّكِ حَتَّى أوَارَى الثَّرَى بَعْدَ عُمْرٍ طَوِيلٍ سَأُمْضِيهِ فِي لَمْسِ هَذَا التُّرَابْ
 
أُحِبُّكِ أرضَ "الجَزَائِرِ" حَتَّى أَعُودَ إلَيكِ كَهَذَا السَّحَابْ
أُغَطِّي القِبَابْ
 
#فريد_مرازقة
© 2024 - موقع الشعر