(1)تذكّري أيّتها العجوزبأن السّامرين غادرواوانفضّ عنك مجلس الروايةلأن ما يهمّ، لم يعديهمّ، أولأن ما يقال، لم يعديقال، أولأن ما حسبت أنهحكاية..لم يعدِ الحكاية.......لم يعدِ السلطان بالسلطان، والجنّيةلم تعدِ الجنّيةفالسامرون انفضّوا عنك يا راويتيوغيّروا..مجالس الإنصات، والرواية(2)لكنّني.. أيّتها العجوزبقيت السامر الوحيد في مجلسك المهجورلأنّني..أحسّ أنّ ما رويت قد جرىمن قبل كل هذه العصوركأنّما جرى لي قبل البارحةكأنّما الجرادحينما حطّ كي يفترس البلادكأنّه قد جاء منذ حين...كأنّما اليتامَىقد أصبحوا يتامَى منذ حين..تيتّموا، وأصبحوا ميتين......كأنّما الخرابكأنّما اليبابكأنّما بلادنا قد أصبحت يباباً منذ حينكلّ الذي وصفت- يا أيّتها العجوز- قددمَّرني، من بين مادمَّره، كأنّما السكّينحين أطاحت بالرؤوس..كأن رأسيقلبها.. أدين!(3)أيّتها الرواية المعروقة العريقةتذكري بأننيبقيت السامر الوحيد في مجلسك المهجورلأنه الحقّ، أو لأنها الحقيقة:أحسّ أن ما جرىمن قبل ألف ألف عاميمتدّ نحو الآن، فالجراد لميزل هو الجراد، والخراب لميزل هو الخراب، والغربان لمتزل تحوم فوق أرضنا الحُطاممن قبل ألف ألف عاملم تنضب الدماء، لم تستأصل الأورام، والفرنجة (الأورام)يكتسحون دمنا، ورملناوها هي الآلامتناسلت، وأنجبت نسلاً من الآلام(4)لا بأس إن بقيت السامر الوحيد، غير أنّني..سأروي ما رويت ليوأحكي ما حكيت ليوسوف أتلو كلّ ماأبحث من أسرارلقد بقيت السامر الوحيد، غير أنّنيسوف أعيد كلّ ما أعدت ليويكثر في حارتنا السمّار(5)انفضّ عنك السامرون، غير أنّهمغدا سيكثرونوسوف يحفظونوسوف يكتبون كلّ مارويت، سوف يذكرون- رغم سحابة النسيان- سوف يذكرونغدا..غدا.. ستورق الذاكرة القديمةتثأر للجريمةمهما جفاك السامرون هذا اليوممهما صعَّروافلن أكون السامر الوحيد بين القوم
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.