هل تذكرُ تلك الريح البريةيا من كنتَ معي فوق رمال البحروفي الطرقات تغنيوالأطفال عصافير تسرحُ فيما بين العامينْوترسم لوحاتٍ للنخل المتمدد من آلاف السنواتبهذي الجزر المملوءة بالأصدافوبالماء الأزرق..؟****هل تذكر أغنية ريفيهكنا قد غنيناها يوم تعارفناوالأحباب على الشرفاتِوأسماك البحر على مقربةٍ من شاطئنا الحاملِ فيداخله أثمار الدنيا، يحتفلون بعرس الأرضِوأفراح الإنسان المغتسل بماءٍ يتدفق من هذيالقيعان المغروسة فينا مذ جئنا للعالم؟يا أغنية غنيناهايا فارسنا المتألق خلف الجدران الرطبةِوالحجرات الملعونه****ياكوكبنا المتواري ما بين غيوم ما عادت تأتي بالمطرِالأبيضْهل تذكر ما بين قيودك وجهيوالأطفال وماء البحر..وكل شوارعناوالنسماتِوضحكات النسوههل تذكر ما كنا نتسامر فيهوالضحكاتِوأسماء الأصحابِولحنًا كنا نحفظهفي ساعات الشده..؟يا نهرًا مملوءًا بالموسيقىإني أتذكر كل ملامح وجهكَوالشعر الفاحموالبسمة في شفتيكَوأحداقًا كانت لغة تتحدث فيهاحين يدق لك القلبُ.. فتأتي سمراؤكَتلثمها، يسّاقطُ حزنك مغموسًاكالملح بهذي الأرض السبخه*****يا لغةً كنا نعرفهاحين نراك ... وفي عينيك ملامحناوزوايا الحارات المظلمةوكل صبايا القروياتيزغردن بعينيكوكن يطفْنَ غيومًا بيضاءْيسّاقط منهن غزيرًا ذاك المطرُ المتثاقل بالأثمار****يا لحنًا قرويًا جاء من الأعماق إلى الأعماقهاك زهور بلادي ألثمهاوأغرسها لك في القلب أنيسًا علَّ ذئاب الصحراءتموت من الغيظ...وتنتحرُ الآن .. وفي أعينها أشواك حدائقنا المزروعةمن آلاف الأعوام إلى آلاف الأعوام****هاك سماء بلاديخذها لكيامن كنت على مقربة منافي ذاك الصيف القائظوالفتياتُ يطفن بباب البحرينِيرددن هتافًا يحمل إسمكوالأصحابوأحزان الوطنويحلمن بيوم يأتي فيه المطرُ غزيرًا مراتٍ أُخرىكي تخضوضر فيه مآقينا الأسيانة..والأجساد التعبى..يا من كنت تواسينا أحزان الأمسِوأحزان اليوموأتعاب السنوات السوداءْإني أتذكر في عينيك (حزاوي) القرويينَوأحزان البحارة حين يدقون ليصطادوااللؤلؤ من أعماق بحار الفوضىإني أتذكر في شفتيك كلامًا حلوًايتناثرُ في الطرقاتوفي الحاراتوفي أرض الريفوفوق الأسطحيا من كنت هلالاً في داخله قلبٌ يتنامى حتى يشملهذي الأرض العطشى، والبحر... وأعشاب قراناالمسكونةِ بالحركهإني أتذكرُ في داخلك القلب الهادر كالبحرِوأغصانًا تتكاثر كالنسوة في أيام الأعراسِوفي ساعات غناها الأطفال.. كموج كانوا...والأعلام ترفرفُ... والزينات.. ودقاتُ القلبِوهذا الوطنُ الأخضر يزدانُ بأفراح العالم فيأيام العرس الأولى*****يا من كنت معي في الأسواق تطوفُوأحلامك ملء البحروفي عينيك قوارب صيادي الأمس.. وعمالُ اليوموأشعار المستقبل.. يا غصنًا مزروعًا في راحاتالمكدودين.. المنهوبين.. الملتحفين براياتِالوطن الأكبر، إليك سلامي مشفوعًا بملايين القبلاتِوأزهارًا من قلبي لك في هذا الوطنالقابع في داخلك المتعب..يا فارسنا بالأمسْويا فارسنا اليومْويا وردًا نحفظه للمستقبلخذنا في ساعات الحزن الأبدية أطفالاً تتراشقبالقبلات الخضراءْ
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.