شَرِيعَتِي أَهْدَتْ لَنَا مِنَ الْعِبَرْعِقْدًا فَرِيدًا مِنْ وَصَايَا كَالدُّرَرْشَرِيعَتِي قَدْ عَلَّمَتْنَا مِنْ زَمَنْأَنَّ الْعِبَادَ فِي الدُّنَا عَلَى سَفَرْفَاسْمَعْ لَهَا تَرْوِي لَنَا مَا قَدْ رَأَتْمِنَ الْوَرَى وَقَلْبُهَا قَدِ انْفَطَرْلَمَّا نَظَرْتُ لِلْعِبَادِ هَالَنَيتَخَبُّطٌ فِي سَعْيِهِمْ مِنْهُمْ صَدَرْبَيْنَ الْوُجُومِ وَالْهُمُومِ حَالُهُمْتَجَرَّعَتْ نُفُوسُهُمْ مِنَ الكَدَرْأَنْشِئْ حُصُونًا تَحْتَوِي فِيهَا الأَلَمْأَقِمْ جُسُورًا لِلْعُلا بِلا خَوَرْلا تَيْأسَنْ فَكُلُّ يَأْسٍ مُهْلِكٌوَلْتَعْتَبِرْ يَا صَاحِبِي بِمَنْ غَبَرْوَازْرَعْ زُهُورًا وَارْوِهَا مِنَ الأَمَلْأَضِئْ شُمُوعًا يَنْجَلِي بِهَا الدَّجَرْ(1)بِعَزْمِ جِدٍّ رُدَّ هَمًّا إِنْ بَدَاوَلْتَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ حُزْنٍ بَثَرْ(2)وَلَا تَعِشْ بَيْنَ الْوَرَى بِلَا هَدَفْتَسْمُو بِهِ وَإِنْ نَأَى عَنِ النَّظَرْأَهْدَافُنَا كَمَا النُّجُومِ فِي الْعُلَاوَإِنْ دَنَتْ فَضَوْؤُهَا مِثْلُ الْقَمَرْتَقْدِيرُ ذَاتٍ وَاجِبٌ فَلْتَعْلَمِبِلا غُلُوٍّ أَوْ جَفَاءٍ كَمْ أَضَرَّكُنْ وَاثِقًا مِنْ غَيْرِ عُجْبٍ يَا فَتَىوَالْبَوْنُ بَانَ فِيهِمَا لِمَنْ خَبَرْكُنْ عَادِلا إِذَا دُعِيتَ لِلْقَضَاوَلا تَكُنْ مُحَابِيًا مَنْ اتَّزَرْ(3)وَكُنْ حَكِيمًا فِي الأُمُورِ كَيِّسَابِحِكْمَةٍ كَمْ مِنْ حَكِيمٍ اشْتَهَرْفِي كُلِّ حَقٍّ كُنْ قَوِيًّا وَاصْطَبِرْفَالْحَقُّ مُرٌّ طَعْمُهُ لِمَنْ أَصَرْوَلَا تَكُنْ كَرِيشَةٍ تَلْهُو بِهَارِيحُ الصَّبَا فَلَا يُرَى لَهَا مَقَرْكُنْ صَامِدًا أَمَامَ أَمْوَاجِ الْمِحَنْبِلا انْحِنَاءٍ بِئْسَ عَبْدٌ انْكَسَرْفَإِنْ أَتَتْكَ مِحْنَةٌ عَظِيمَةٌفَحَوْلَكَ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ فِي كَدَرْ(4)فَإِنْ جَزِعْتَ لَنْ يَعُودَ مَا مَضَىكَمْ بَيَّنَتْ آيَاتُ رَبِّي فِي السُّوَرْبِالْقَلْبِ فَانْظُرْ نَظْرَةً فِيهَا الأَمَلْكَمْ بَائِسٍ مِنْ بُؤْسِهِ قَدِ انْفَجَرْوَلا تَخَفْ مِنَ الصِّعَابِ إِنْ أَتَتْفَالْخَوْفُ دَأْبُ كُلِّ مَنْ قَدِ انْحَدَرْكُنْ ثَابِتًا ثَبَاتَ طَوْدٍ شَامِخٍعُقْبَى الثَّبَاتِ لَوْ عَقَلْتَهَا بَشَرْ(5)كَمْ حِكْمَةٍ دَوَّى صَدَاهَا فِي الأُفُقْصَارَتْ دَلِيلا فِي الدَّيَاجِي مِن حُفَرْدَعِ الْبُكَا عَلَى الْعَسَلْ إِنِ انْسَكَبْفَوْقَ الثَّرَى أَمَامَ عَيْنَيْكَ انْتَثَرْوَلا تَكُنْ مِمَّنْ يَخُورُ عَزْمُهُفِي سَعْيِهِ حَتَّى اسْتَكَانَ فَانْحَصَرْ(6)بُشْرَى لِمَنْ لَمْ يَجْزَعَنْ فِي مِحْنَةٍطُوبَى لِمَنْ فِي مِحْنَةٍ قَدِ اصْطَبَرْعِشْ مُؤْمِنًا فَلا تُزَعْزِعْكَ الْفِتَنْوَالشَّكَّ فَارْجُمْ إِنْ أَتَاكَ بِالْحَجَرْكَمْ مِنْ سَفِيهٍ فِي شَقَاءٍ انْغَمَسْوَمَنْ يَشُكَّ مِثْلَهُ فَقَدْ بَغَرْ(7)كُنْ فِي الْيَقِينِ كَالْخَلِيلِ إِذْ ثَبَتْوَكُلَّ شَكٍّ بِالْيَقِينِ قَدْ بَتَرْوَإِنْ أَتَاكَ هَاجِسُ التَّرَدُّدِفِي أَيِّ أَمْرٍ رُدَّهُ إِذَا خَطَرْلَا تَسْتَجِبْ إِذَا دَعَاكَ هَاجِسٌفَإِنَّهُ يُعْيِي الصَّحِيحَ لَا مَفَرْوَعِشْ هُمُومَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَثَبْوَادْعُ الإِلَهَ أَنْ يَرُدَّ مَنْ قَهَرْ(8)وَلا تَقُلْ أَنَا وَمَنْ بَعْدِي هَلَكْبِئْسَ السُّلُوكُ عَنْ مَرِيضٍ قَدْ سَفَرْ(9)أَقْبِلْ بِوَجْهٍ بَاسِمٍ لِمَنْ أَتَىمُحَدِّثًا وَنَحِّ نَظْرَةَ الْخَزَرْ(10)وَإِنْ دُعِيتَ لِلْحِوَارِ دَعْ مِرَاوَالْزَمْ جَوَابًا مِنْ كَلامٍ مُخْتَصَرْوَاسْمَعْ لَهُ وَإِنْ بَدَا مُعَارِضَافَبِئْسَ سَمْعٌ عَنْ نَصِيحَةٍ وَقَرْ(11)وَاحْذَرْ قَرِينًا كَمْ يَهِيمُ فِي الدُّجَىوَفِي الطَّرِيقِ لا تَسِرْ بِلا نَظَرْلَا تَنْخَدِعْ حَدِيثُهُ فِيهِ الرَّدَىوَالْزَمْ هُدًى حَوَاهُ نُصْحٌ انْتَصَرْوَلْتَنْتَفِعْ بِكُلِّ نُصْحٍ قَدْ بَدَاوَغُضَّ طَرْفًا عَنْ نَصُوحٍ قَدْ فَجَرْفَإِنْ دَعَاكَ مَرَّةً لِفِتْنَةٍلَا تَسْتَجِبْ وَرُدَّهُ وَإِنْ نَعَرْ(12)وَإِنْ أَتَاكَ نُصْحُهُ لِطَاعَةٍفَلْتَسْتَجِبْ لِكُلِّ نُصْحٍ قَدْ حَضَرْلا تَعْجَبَنَّ مِنْ خَبِيثٍ نَاصِحٍفَكَمْ يَلُوحُ الْخَيْرُ فِي شَرٍّ بَدَرْإِبْلِيسُ قَدْ أَتَى "أَبَا هُرَيْرَةٍ"بِنُصْحِهِ، وَنُصْحُهُ عَيْنُ الْبَطَرْ(13)قَالَ النَّبِيُّ حِينَهَا: ذَا كَاذِبٌأَتَى بِصِدْقٍ، هَلْ وَعَيْتَ ذَا الْخَبَرْ؟وَانْصَحْ بِرِفْقٍ إِنْ أَرَدْتَ صُحْبَةًوَالنَّفْسَ فَاعْهَدْهَا لِتَجْنِيَ الثَّمَرْوَاصْبِرْ عَلَى إِصْلاحِهَا بِلا مَضَضْفَالنَّفْسُ أَوْلَى سَرْمَدًا أَنْ تُخْتَبَرْوَإِنْ وُسِمْتَ بِالْعُيُوبِ مِنْ عِدَالَا تَنْدَفِعْ بَلْ طُبَّ عَيْبًا قَدْ ظَهَرْفَكُلُّ عَيْبٍ حَقُّهُ إِصْلاحُهُوَرَدُّهُ يَا صَاحِبِي بِلا ضَجَرْيَا ذَا الْحِجَا لا تَقْذِفَنَّ تُهْمَةًإِلَى بَرِيءٍ كَفُّهُ مِنْهَا صَفَرْ(14)وَإِنْ بَحَثْتَ عَنْ كَمَالٍ فِي الْوَرَىفَلَنْ تَجِدْ كَذَا قَضَى رَبُّ الْبَشَرْوَاحْذَرْ لَئِيمًا قَدْ عَرَفْتَ طَبْعَهُفَهَلْ تَصِحُّ صُحْبَةٌ لِمَنْ مَكَرْ؟كَمْ مِنْ خَبِيثٍ قَدْ أَلَانَ قَوْلَهُوَالشَّرُّ مِنْهُ قَدْ بَدَا وَإِنْ سَتَرْكَمْ بَسْمَةٍ يُهْدِيكَ مِنْ نَوَاجِذِهْفَلَمْ تَدُمْ عَنْ نَابِ سُوءٍ قَدْ كَشَرْ(15)كَمْ نَظْرَةٍ تَظُنُّ وَهْمًا أَنَّهُيَحْنُو بِهَا فِي إِثْرِهَا يَأْتِي الشَّزَرْ(16)وَإِنْ جَفَاكَ صَاحِبٌ وَلَمْ تُسِئْفِي حَقِّهِ لا تَنْزَعِجْ إِنِ احْتَقَرْوَلا تَخُنْ عَهْدًا إِذَا قَطَعْتَهُفَهَلْ يَكُونُ مُؤْمِنًا مَنْ قَدْ خَفَرْ؟(17)مَنْ لِي بِقَلْبٍ قَدْ خَلا مِنَ الْحَسَدْوَسُوءِ ظَنٍّ بِالْعِبَادِ قَدْ نَحَرْ؟وَكَمْ حَقِيرٍ مِنْ أُمُورٍ قَدْ بَدَالِنَاظِرٍ كَمَا الْجِبَالِ قَدْ نَكَرْكَمْ مِنْ فَتَى قَدْ غَرَّهُ طُولُ الأَمَلْمُضَيِّعًا لِنَفْسِهِ فَمَا عَمَرْوَكَمْ سَفِيهٍ قَدْ بَنَى مَجْدًا لَهُفَوْقَ السَّرَابِ مِنْ جَمَالِهِ انْبَهَرْمُؤَمِّلا طُولَ الْمُقَامِ غَفْلَةًفِي لَحْظَةٍ هَوَى بِهِ وَمَا اسْتَقَرَّخَطِّطْ وَحَدِّدْ كُلَّ أَمْرٍ مُقْبِلٍوَالرَّبُّ يُجْرِي حُكْمَهُ فَيمَا قَدَرْوَلْتَسْتَمِرَّ فِي الْعُلا تَوَكُّلاوَلْتَتَّبِعْ آثَارَ كُلِّ مَنْ مَهَرْوَكُلُّ جُهْدٍ لَمْ يَكُنْ مُنَظَّمَامُرُّ الْحَصَادِ مَاؤُهُ دَوْمًا عَكَرْقِفْ لَحْظَةً وَرَاجِعِ الْجُهْدَ الَّذِيبَذَلْتَهُ كَي لا يَصِيرَ كَالْمَذَرْ(18)وَإِنْ أَرَدْتَ رَاحَةً بَعْدَ الضَّنَىفِي خَلْوَةٍ جَدِّدْ نَشَاطًا فِي حَذَرْوَاحْذَرْ مِنَ التَّسْوِيفِ إِنْ جَاءَ الْعَمَلْوَلْتَعْتَبِرْ بِمَنْ مَضَى بِلا غَرَرْ(19)وَكُلُّ يَوْمٍ قَدْ مَضَى فَلَنْ يُرَدْوَلَنْ تَعُودُ لِلصِّبَا بَعْدَ الْكِبَرْلا تَنْشَغِلْ بِكُلِّ سُؤْلٍ عَنْ غَدٍفَرَبُّنَا لِحِكْمَةٍ عَنَّا سَتَرْوَاسْتَثْمِرِ الْيَوْمَ الَّذِي تَحْيَاهُ فِيصَنِيعِ خَيْرٍ جُدْتَ فِيهِ كَالْمَطَرْوَاشْغَلْ فَرَاغًا إِنْ أَتَى بِطَاعَةٍفَالنَّفْسُ إِنْ أَهْمَلْتَهَا شَرٌّ نَخَرْ(20)لا تَكْتَئِبْ كُلُّ اكْتِئَابٍ يَقْتُلُحَتْمًا أَمَانِي فَلْتَكُنْ مَعْ مَنْ عَبَرْوَلا تَكُنْ لِنَابِ ذُلٍّ مَطْمَعَاهَلْ لِلذَّلِيلِ مَنْزِلٌ إِلا الْحُفَرْ؟وَإِن أَرَدْتَ الْعِزَّ فَاعْلَمْ أَنَّهُفِي بَذْلِ رُوحٍ وَاحْذَرَنَّ مِنْ خَثَرْ(21)وَلا تَكُنْ لِعَادَةٍ أَسِيرَهَافَهَلْ تَصِحُّ عَادَةٌ فِيهَا الضَّرَرْ؟فِي بَحْرِهَا كَمْ مِنْ جَهُولٍ قَدْ غَرِقْمِنْ نَارِهَا كَمْ مِنْ حَكِيمٍ فِي حَذَرْوَاطْلُبْ مَعَاشًا دُونَ حِرْصٍ كَالَّذِييَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِهِ قَدْرَ الْوَطَرْ(22)وَاقْنَعْ بِمَا يَأْتِيكَ وَاشْكُرْ مُنْعِمَافَرَبُّنَا مُضَاعِفٌ لِمَنْ شَكَرْفَكَمْ فَقِيرٍ بِالرِّضَا نَالَ الْغِنَىكَمْ ذَا غِنىً مِنْ شُحِّهِ قَدِ افْتَقَرْهَلْ دَامَ عُسْرُ الْفَقْرِ أَوْ يُسْرُ الْغِنَى؟هَلْ دَامَ ضَوْءُ الشَّمْسِ أَوْ نُورُ الْقَمَرْ؟وَاصْبِرْ عَلَى ضِيقِ الْحَيَاةِ بِالرِّضَابِالْخَيْرِ يَجْزِي رَبُّنَا مَنْ قَدْ صَبَرْلا تَبْتَئِسْ فَالْكَوْنُ يَرْنُو بَاسِمًاهَيَّا ابْتَسِمْ فَالْكَوْنُ بِالنُّورِ ازْدَهَرْ(23)وَالْزَمْ سَبِيلَ الْعِزِّ وَاعْلَمْ أَنَّهُلَا يَسْلَمُ الْمَرْءُ الْعَزِيزُ مِنْ خَطَرْوَارْحَمْ صَغِيرًا قَدْ كَسَاهُ ضَعْفُهُأَكْرِمْ يَتِيمًا وَارْعَهُ بِلا قَتَرْ(24)بِلَمْسَةٍ مِنَ الْحَنَانِ كَمْ لَهَامِنَ الثَّوَابِ وَالْجَزَا عَدُّ الشَّعَرْوَعَوِّدِ النَّفْسَ الْعَطَا وَلا تَخَفْفَمَا يَزِيدُكَ الْعَطَا إِلا الْوَفَرْ(25)وَلْتَبْتَسِمْ فِي وَجْهِ مِسْكِينٍ أَتَىوَاسِ الْفَقِيرَ إِنْ أَصَابَهُ الضَّرَرْفَإِنْ أَتَاكَ سَائِلا أَعْطَيْتَهُوَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ تَنْفِي الْعَسَرْفُكَّ الْيَدَيْنِ مِنْ قُيُودِ شُحِّهَافَهَلْ تَطِيبُ عِيشَةٌ لِمَنْ حَتَرْ؟(26)وَإِنْ خَلَوْتَ لَحْظَةً فَلا تَكُنْمُعَاقِرًا لأيِّ ذَنْبٍ مُحْتَقَرْوَإِنْ وَقَعْتَ مَرَّةً فِي مَعْصِيَهْفَتُبْ إِلَى رَبٍّ رَحِيمٍ كَمْ غَفَرْفَكُلُّ عَبْدٍ عَاقِلٍ مُسْتَغْفِرٌطُوبَي لِمَنْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اعْتَذَرْفَاسْتَغْفِرَ اللهَ الْعَظِيمَ وَانْدَمِطُوبَى لِعَبْدٍ دَمْعُهُ قَدِ انْهَمَرْكُلُّ امْرِئٍ مُفَارِقٌ لِصَحْبِهِلَابُدَّ يَوْمًا فَاتْرُكُوا خَيْرَ الْأَثَرْفَهَذِهِ نَصَائِحِي أَهْدَيْتُهَامِنْ نَبْعِهَا كَمْ مِنْ حَكِيمٍ قَدْ ظَفَرْشعر / أشرف السيد الصباغ
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.