مقهى

لـ فرحناز فاضل، ، في غير مصنف

مقهى - فرحناز فاضل

ﺑﻴﻦ ﺇﺻﺒﻌﻲّ ﻋﻤﺮٌ ﻳﺤﺘﺮﻕُ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥِ ﺣﻴﺎﺓٌ ﺗﺘﻌﺘّﻖُ
ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺍﺣﺘﻲَّ ﺃﺭﺧﺒﻴﻞٌ
ﻻ ﻳﺘﻬﻴّﺆُ ﻟﺘُﺆﺧﺬَ ﻟﻪُ ﺻﻮﺭﺓٌ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭِ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ
ﻭﻏﻴﺮَ ﺟُﺰُﺭِ ﺍﻟﻮﺭﻕِ ﺍﻟﻤﻜﻮّﻣﺔِ ﺍﻟﺘﻀﺎﺭﻳﺲ ﺃﻣﺎﻣﻲ
ﻫﻨﺎﻙ ..
ﻓﻜﺮٌ ﻋﻤﻴﻖٌ ﻳﻤﺘﺪُّ ﻓﻲ ﺻُﻔﺮﺓٍ ﺣﺘّﻰ ﺇﻛﻔﻬﺮﺍﺭ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨّﺎﺩﻝ ..
ﺩﻭﻥ ﻛﻴﺸﻮﺕ ﻳﺼﻮﻝُ ﻓﻲ ﻗﻠﻤِﻲ
ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺑﺌﺮٍ ﻣِﻦ ﺣﺒﺮٍ ﻭﻟﻢْ ﻳﺘﺴﻦَّ
ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺭﻭﺗﻴﻨِﻪِ ﺟﺎﻓّﺎً
ﻳﻮﻫﻢُ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦَ ﺑﺄﻧّﻪُ ﻳﺼﺎﺭﻉُ ﻃﻮﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﻭﺃﻭﻫِﻤُﻪُ ﺃﻧّﻪُ ﻋﺒﺪﻱ .........
ﻭﺃﻧﺎ .. ﻋﺒﺪٌ ﻣﻤﻠﻮﻙٌ
ﻟﻢْ ﻳﺴﺘﻄﻊْ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻥَ ﻛﺎﻓﻮﺭ ﺍﻹﺧﺸﻴﺪﻱ
ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒّﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥْ ﻳﺬﻣّﻨﻲ ﺯﻣﺎﻧﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﻠﻘَﺖ ﻣﺸﻮّﻫﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺣَﻨﺠَﺮﺓٍ ﺷﻌﺮﻳّﺔ
ﻷﻧّﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﺴﺨﺔٌ ﻣﻦ ﺃﺟﻨّﺔِ ﺷﻴﻄﺎﻥٍ ﻣﺮﻳﺪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﺑﺪﻟﺖ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ ﺑﺎﻟﺴّﺨﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
ﻭﺗﻌﺮّﻯ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩُ ﺩﻭﻥَ ﺗﺠﺸّﻢ ﺃﻱّ ﻋﻨﺎﺀ
ﺑﺮﺷﻔﺔٍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ........
ﺭﺷﻔﺔٌ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻜﻲ ﻳُﺤﻀﺮﻭﺍ ﻟﻚَ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓَ ﻛﺎﻣﻠﺔ .......
ﺍﻟﻮﻗﺖُ ﻳﺘﻐﺮﻏﺮُ ﺑﻘﻄﻌﺘﻲّ ﻧﺮﺩٍ ..
ﻭﻳﺒﺼﻘُﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭِ ﺣﺴﻨﺎﺀَ ﻣﻠﺴﺎﺀ
ﻳﻠﻌﺐ ﻭﻳﻠﻬﻮ ﻭﻛﺄﻥّ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺗﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴّﺎﻋﺔ
ﺗﺘﺤﺮّﻙ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺑﻠﻌﻮﻣﻲ ..
ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻳﻄﺤﻨﻬﺎ !!!
ﺇﻥْ ﺳﻤﺤَﺖْ ﺍﻟﺮّﺋﺔ ﺑﺈﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺣﺒﻴﺴﺎً
ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺳﻴﺘﻜﻔّﻞ ﺑﺈﻋﻼﻡِ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻔﻀﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮَ ﺃﻋﻘﺎﺑﺎً ..
ﺃﻥّ ﺭﻣﺎﺩﺍً ﻳﺸﺘﻌﻞُ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻠﻔﺎﻓﺔ !!!
ﺁﻩٍ ﻣﻦ ﺻﺪﺍﻉِ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ !..
ﺃﺯﻳﺰ ﺍﻷﺭﺟﻴﻠﺔ ..
ﺍﻟﻘﻬﻘﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻮّﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻤُﺼﻤﺘﺔ ..
ﺗَﺴﻘُﻂُ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺮﻭﺷﻴﻤﺎ ﺗﻘﻊُ ﻓﻲ ﻳﺎﺑﺎﻥ ﻋﻘﻠﻲ
ﻧﻌﻢ .. ﻓﻜﺮﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺟﺰﺭ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ..
ﺃﺭﺧﺒﻴﻞٌ ﻣﺸﺘّﺖ ﻟﻢْ ﻳﺘﺠﻤّﻊ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞٍ ﻭﺍﺣﺪ
ﺃﻭ ﺑﺤﺮ ﻭﺍﺣﺪ .. ﺃﻭ ﻣﺤﻴﻂ ﻭﺍﺣﺪ
ﻓﻜﺄﻥَّ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺩﻏﺎﻝ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ
ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺼﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻢ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ
ﺃﺧﻠّﻒ ﻛﻮﻣﺔَ ﻓﻜﺮٍ ﻭﺭﻗﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ..
ﻭﺑﻌﺾ ﻧﺰﻑٍ ﻓﺎﺗﺮٍ ﻟﻠﺤﺒﺮ
ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ...... ؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻳﺠﺘﺎﺣﻨﻲ ﻛﺄﻧﻨﻲ ﺧﻮﺍﺀ ..
ﻭﻻ ﺭﻳﺤﺎ ﺗﺰﻣﺠﺮ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺋﻲ .. ﻓﺮﺍﺍﺍﺍﻍ
ﻛﻢ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻗﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ !......
ﻛﻴﻒ ﻟﻠﻌﺎﺏ ﺣﺒﺮﻱ ﺃﻥْ ﻳﺴﻴﻞَ .. ؟
ﻛﻴﻒ ﻟﻲ ﺃﻥْ ﺃﻓﻜّﺮَ ﺍﻵﻥ ؟ ......
ﻻ ﺟﺪﻭﻯ .. ﻭﻻ ﻣﻨﺎﺹ
ﻻ ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺷﺘﻞ ﻛﺬﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻛﺎﻟﻬﺮﻭﻳﻦ ﻣﻨﺘﺸﺮٌ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ..
ﺗﻌﺪﺍﺩﻩ ﺻﻴﻦ ﺷﻌﺒﻴﺔ
ﻣﻦ ﺫﺍ ﺳﻴﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻴﻚ .. ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻛﻠﻜﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﺍﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ..
ﻛﻠﻜﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ..
ﻛﻠﻜﻢ ﺳﻮﺍﺀ ...........
ﺧﺬ ﻧﻔﺴﺎً ﺭﻣﺎﺩﻳﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ..
ﻭﺍﻛﻤﻞ ﺍﺭﺗﺸﺎﻑ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ..
ﺛﻢّ ﻓﻜّﺮ ......
ﻓﻜّﺮ ﺛﺎﻧﻴﺔ ..
ﻓﻼ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺛﺎﻧﻴﺔ !..
ﻭﻻ ﻣﻨﺎﺹ !.......
/
 
/
ﻓﺮﺣﻨﺎﺯ ﺳﺠّﺎﺩ ﺣﺴﻴﻦ ﻓﺎﺿﻞ
24 – ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – 2010 ﻡ
© 2024 - موقع الشعر