" 09/11/2017.. تاريخٌ بدأتُ بعده أحسب العمر بالثواني.. لا بالأيام ولا بالسنين..يوم أخبرني صاحب الرداء الأبيض وأنا على السرير غارقاً بألمي.. بأنه مرضٌ لا علاج له.. وبأن هذه حالة مستعصية على أطباء الكون.. و....لملمتُ يومها ما بقي من قامتي.. وضعت نظارتي لتخفي قليلاً من دموعي.. شكرته على لطفه وهو يزفّ لي خبره المشؤوم.. وعدت أدراجي..رميتُ نفسي في حضن والدتي.. أنا الذي مرّ عليّ سنون لا أعرف حنانها.. مذ أخذتني مشاغل الدنيا عن أهلي وعائلتي.. كان الحب يتدفق من يدها كنهرٍ جارف.. تمسح بأناملها جبيني الذي يتصبّب عرقاً.. وخوفاً.. وتقبّلني وكأن طيفها كان معي أمام ذاك المارد الأبيض..غادرتها وأنا مثقلٌ بفجيعتي.. لا وجهة لي.. لا عنوان لطريقي.. لا يتراءى أمامي سوى مشهده بلباسه الأبيض.. كيف يكون بتلك القسوة.. كيف يقضي على آمالٍ وأحلامٍ رسمتها لعمري القادم..أقف أمام بحرٍ هو أنيسي في وحدتي.. أغمض عيني.. أستنشقه.. يمرّ شريط حياتي أمامي مشهداً تلو الآخر.. أجمعُ منهم زاداً يقيني من قسوة أيامٍ ستأتي.. أجمعُ ضحكتها التي بها أحيا.. أخبّئ طيبتها التي تنسيني زيف الدنيا.. أسترجع كلماتها التي تقيني من مرضي.. أفتحُ عيني.. أنفض عني غبار ذاك الحاقد وكلماته..وأكمل الدرب...."ابتسمتُ مع آخر كلمة نطق بها صديقي.. أدركت هول معاناته.. وعظمة أحلامه..أيقنتُ أنه دوماً من أقاصي الألم.. لا بدّ لخيط أملٍ أن يولد..
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.