إقْبضْ على جمر انكساري يا أبيفأنا هُنا،بين الرَّدى و بداية التِّيهاتخذت قراري ...و بنيت بالحرف الرؤىو بما تبقَّى من رُفات الفُلْك،يسكنني،و أشتاتٍ من الكلِم المعتَّقحينما الشمسُ انحنَتْ للظلِّ ،و الظلُّ اعتلى،ثُمَّ انحنى للماء و النارِ ....فأنا بقيَّة آدمٍ،من صُلْب نوحِ جئْتُ،أزرع في حقول التيه أشعاريو أنا بقيَّة موجة،حمَلَتْ سفينته إلى الجُودِي،لكي يعْلُو المُقدَّسُ في مداكَ ...و تنحني لله تعبدُه ...فينصهر أنتماؤكفي مداري ...و أنا بقية طينةلزَبَتْ بأوجاعي عصُورًاكيْ تشُقَّ بها دمائي المستحيلَ إلى البَوَارِ.منك انسلخْتُ أبِي،و منْ وجع الثرى انهمرَتْ وُرَيْقَاتيعلى حرفي،فأوْجَس خيفةً مِنِّي سرابُك،و انحنت أشجاري ...حين امتدادك في الورىبين انهزامك و انتظاركو انكساري...إقبضْ على جمْر انكساريفهنا أقمتُ مقابريو عجنتُ طين دفاتريو حملتُ نعشي في ضلوعي،و ارتحلتُ إلى المدىقبل انهياري .كانت فروعي في السماء تشدُّني،و الأرض قد جَذَبَتْ إليها طينتي،و الشعر ينبض في قراري...وجعٌ أنا،و خطيئتي وجعٌ...و هابيلُ انتهى وجعًا ...يحذِّق بالديارِ...و يظل قابيل المُمَرَّغ في دميفي الأرض ينْبش تربتي،ويُرَوِّض الآلام،يحفر في البراري ...في كل يوم، كي يُوَاري ما جَنَتْ يدُه ...تحت الثرى...و تظلُّ تسكنُه الندامةُ،كلَّما همَّت يداه باحتراف الموتينتكسُ المدى،تشَّقَّق الكلماتُ،و الدمع يجري في انهمارِ...لازال نبض الأنبياء يهزُّ قلبك يا أبي،ستون عاما تنحني للريح و الأمطارِكي تصعد الآلام من حُفَر الظلامِلبرجها الهارِي ...في كل يوم تنحني،تُخْفي القَوافِي في مَداكَ،و تستريح على بقايا الحرفمن تعب الدُّوَارِتنْزاح نحوي في شموخ يا أبيو تُعيد تشكيلي و هَمْسَ الحرْفِفي سِفْر انهزامك و انكساري ...فاقبض على جمر انكساري
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.