تمردي يا سليمى - عبدالله سليمان الخطيب

تمردي .. تمردي .. تمردي يا سليمى
و اهجريني ...
فلن تلين لك قناتي،
تمردي .. تمردي .. تمردي يا سليمى
فقد اجيء مع الليل
و قد اجيء الغد الآتي
لقد عصفت بي رياح الصيف فانفلقت
بين الشرايين هوة كليلنا العاتي
كجرح فؤادي مزمن
لا يشفيه طب آس و لا رقية راقي
فحذار يا سليمى
لإن عصفت رياح الخريف فانني،
سوف ابرأ من ذلك الأمس
و من اليوم
و من كل ما هو في الغيب مستتر
و من كل اندفاعاتي ..!
 
تمردي .. تمردي .. تمردي يا سليمى
فلا خير في ذل القناعة
و القبول بهذا الأمر أذل وضاعه
و مضيعة للعمر شر ضياعه
فإن شئت تفجري و تطايري شررا
او لهبا يحرق كل الحقول
و يخلق في الكون مجاعه
ان القناعة ذله
و القبول بها فظاعه
فاستسلمي ان شئت للغضب الكامن في احشائك
و تسللي بين الصقيع و اطفئي حقد ايامك
اني لألومك في ما تسلمين له قيادك
فتمردي و تراجعي و ارجعي الينا
اننا ههنا كل احلامك .
 
اليك عني يا سليمى ان لم تتمردي
اليك عني ..
فإن الخنوع لم يكن من طبعي ولا من طبعك
فهل ارضى بهذا الذي تتصرفين ..؟
و ما نفع التراجع وسط انات الحنين ..؟
عشرين عاما بين اروقة الكلام تهيمين
تبحثين عن درب للرجوع
فتارة تضيعين و اخرى تضلين
اما سئمت الركض في مستنقع اللغات
و بين أكداس الملفات
و الضياع في الطرقات
لقد تشققت اقدام الممثلين .
 
ما زلت اركض خلف سرابك يا سليمى
و قد ادمنت الجري وراء السراب
و ما زلتِ تزينين لي ما اهوى
و الهوى وهم
و الهوى وهم
اوله رحلة العذاب
فهل اضعت الشوق مع انجراف السنين ..؟!
و هل اسلمت القياد لذاك الوعل
عن وعي يهوي بك
من قمة المجد
الى اسفل سافلين ..؟!
غريب امرك يا سليمى ..!!
و اغرب منه انصرافك عني ،
طول هذي السنين ..
غريب امرك يا سليمى .. غريب امرك يا سليمى ..!!
© 2024 - موقع الشعر