اني لأعرفها اذا مرت و حيتو حين مرت و لم تلق التحيهعرفتها سمراء عربيه ..!تمر كل يوم اذا ازهر التفاحو تعبر الشارع الخلفي في خفر النهاراذا شممت عطرها الفواحعرفتها سمراء عربيه ..!و حين يأتِ الربيع و يخضر الجدارو يشرق وجهها بألوان الزهورو حين يسبقها العطر و يفشي لنا الاسرارو يحكي قصة الامسحين كانت عروس البحرو حين يأتي الشمال و الجنوبو الشرق و الغرب يخطبون الجمالو حين يأتون في طلب المزيداني لأعرفها ..فهي العروس التي يبتغونفي ثوبها الفلسطيني النقش منذ الاف السنينسمراء عربيه ..!و حين يرحل الشباب في عتمة الليلالى المجهول و اللا مجهول ..و حين ينتشر الرعب في كل الحقولفي الجبال و الوديان و السهولو حين تخرج الفئران من جحورهاتبحث عن صيدها السمينو يرجع الفتيان من ساحة القتالينشدون في اخر الليل و أول النهاريختالون في ثياب المجدينشدون اناشيد الانتصاراني لاعرفهم ..هم ابناؤها الثوارعادوا من نزهة في الليلكانوا يصطادون الارانب و يلقون عليها التحيهو حين ينتصب الموكب الكبيرو يمتطي الحصان ابناؤها السمرو يمتطون الموج في جعبة الاعصارو حين يسقطون في ساحة الديارو تبتسم لهم ..و يسقط الحصارو يسقط البطل على يديها يقبلهاو يدفن وجهه في صدرهاو يسقط الحصارو يطلع النهاراني لاعرفهاهي العروس منذ الاف السنينسمراء فلسطين العربيه ..!و حين يشتعل الجبلو ينفجر البركانو تهتز الرؤوس تحت عبء الخجلو تنحني الرؤوس المليئة بالغضبيتحرك الزلزالو الفارس البطل يصارع التعبتخرج في ثوبها الابيض الفضفاضعروس البحر ..اني لاعرفها كما كانت منذ الاف السنينسمراء عربيه ..!سمراء فلسطين العربيه ..!و حين تهتز الجبال احتراما و تنحني القممو ترتفع السنابل اجلالا و تنحني الهممو يلعب الثوار حلقة الدبكة الفلسطينية التراثيختالون في تباب المجدبلونها الاحمر و الارجوان و زهر الأقحوانهناك في احضانها تنام العيونتنبت الرموش من جديدو يولد الربيع من جديدتجيء العروس مجلية بالفرحتسير اختيالا بين الصفوفهي العروس كما كانت منذ الاف السنينفلسطين ام المليون شهيد ..!عرفتها يوم اقتادنا السلطان الى المقصلهدعت لي بطول العمر و اهدتني سنبلهدعت لي بالنصر المبين و اهدتني قنبلهو قالت: لا تخف ظلم السلاطين و اهدتني قنبلهاهدتني قبلة على الخدينو قالت: سرامامك المجهول و عتمة الليلفاسترشد بهذه السنبلهو غابت و اختفت وراء العينبثوبها الابيض الفضفاض موشومة الخدين ..!و حين يبتهل الشيوخ في محاريب الصلاهتبتسم عروسنا الجميلهتفتح ذراعيها لابنائها الزوارتحضن بعضهم الى الابد و يرجع الباقونتعلوا الزغاريد و الافراح و يأتي المددو يضحك النهار و يخسئ الليل، ليل الانكسار ..!
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.