ما زلنا هناكيعلّم الفقد على أبوابنا بدم كذبتدوّخنا المسافةويمطر الوقتمازلنا هناككان المساء الحاضر دائما يحاصر سرّه المفضوح في أوجاعناحتّى أنّنا كنّا نحبّ أن نحضر معا بروفات الصّباحبينما تعدّ العصافير سنفونيّة صاخبة الطيراننرقب السماء وهي تغيّر فساتينهاونسعد لعريها المشرق فينا عشقا إثر عشقكنّا نحب أن تشغل الشمس مقاعدنا الخالية على الشرفة الشرقيّةبينما يلحّ المؤذن في دمنا لنقضي الفوائتتدوّخنا المسافةويمطر الوقتقاب شهقتين أو أدنىكان اللقاء يمارس فانطازماته على احتضار المسافة الباردةو الصّباح يبعثر كبرياءه مرتبكاتهدّل الشوق فوق الخطىتدافعت على الأحداق اشتعالات الكلام :سأهديكَ وردتي قبل الصّباحسأهطل فيكِسنصنع خبزنا من حفاء الطريقونقتات من زيتون ليلنا المالحورحنا نسمّي الشوارع بأسمائنانعِدّ الرصيف ليرشف رعشة تستبدّ كشهوة النوافلكان على الصدر حبر ثقيلفرحنا ندوّن الدهشة في عيون العابرينونخطف شهقة طفل باغته الفرحكان في البال لون تفسّخ الليل فيهفجئنا إلى النغمة الناشزة نطيّرهاتلوّن رعشتها دبيب الرغبة الماردة فيناونفرش السماء لحنا تشبث بنا... بعد الرحيليدوّخنا الوقت وهو يباغتنا على ضفاف الشرفة الشرقيةحيث مازالت تستلقي الشمس باردة على جسد الطريقلم تكن فنتازيا الألم المزمن أجمل أوجاعناإنّما كنّا نلتذّ بساديّة اللقاء وهو يفخّخ الفرح الهارب ويغرس في الوقت خنجراتمطر المسافة هطلا ًيمزّق ارتجافات الكلامتركنا المكان ولكن بقينا هناكعلى حفنة من رفات الزمننسير معانعزّي موعدا كان لنا عند احتضار الخطىنعدّ من غبار الآتي ضريحانشيّع شهوتنا الطفلة ونصنع من شرود النظرات الكفننموت سويّا وتحيى المسافات ما بينناتدوّخنا المسافةوتحفر الرغبة عميقا ...عميقا تضاريس الفراغيحفر الوقت عميقا... عميقا تضاريس الغيابتنهش الأورام ساعات النهاروالليل يوقظهاما زلنا هناكمازلنا نردّد المكان وتلهث خلفنا الذّاكرة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.